صدام يذَكر في محاكمته استخدام أمريكا الأسلحة الكيميائية في فيتنام
بغداد / وكالات :أجل النواب العراقيون مجددا مناقشات مثيرة للجدل بشأن الفدرالية كانت مقررة أمس، وسط تزايد المخاوف من انزلاق العراق نحو حرب أهلية، وذلك في وقت تصاعدت فيه الهجمات لتحصد حياة المزيد من العراقيين والقوات الأجنبية، رغم اعتزام الجيش الأميركي والحكومة العراقية ضرب طوق أمني مشدد حول بغداد لحمايتها من التفجيرات قبل شهر رمضان المبارك. ووافق نواب من الشيعة والسنة والأكراد في وقت متأخر الليلة قبل الماضية على تأجيل مناقشة مسألة الفدرالية. ويرغب الشيعة أن يناقش مجلس النواب مشروع قانون يحدد آليات الفيدرالية. ويخشى السنة أن تؤدي الفدرالية إلى تقسيم العراق ويطالبون بإجراء تعديلات دستورية تضمن حقهم في تقاسم عائدات النفط. وأقر رؤساء كتل برلمانية عراقية خلال اجتماع الليلة قبل الماضية، اتفاقا يتضمن تشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور والبدء بالقراءة الأولى لمسودة مشروع قدمه الائتلاف العراقي الموحد عن آليات وإجراءات تشكيل الأقاليم. وقد اتفق اجتماع لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق في جدة أمس الاول.على بروتوكول متعدد الأطراف في مجال التعاون الأمني يهدف أساسا إلى مكافحة "الإرهاب" في العراق. كما اتفقت على التنسيق والتعاون الأمني بين دول الجوار والعراق، واتخاذ التدابير اللازمة لمراقبة وضبط الحدود من وإلى العراق. وتزامن اجتماع جدة مع إعراب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن قلقه من انزلاق العراق إلى "حرب أهلية واسعة النطاق".ميدانيا أعلن الجيش الأميركي في العراق أمس مقتل اثنين من جنوده في هجومين منفصلين في بغداد الأحد الماضي. وفي البصرة بالجنوب أصيب جندي بريطاني بجروح خلال هجوم مسلح منتصف الليلة قبل الماضية. وفي الديوانية جنوب بغداد أصيب خمسة من جنود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في انفجار عبوة ناسفة استهدف رتلا عسكريا. كما جرح أربعة مدنيين عراقيين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أميركية في الموصل شمال العراق.في تطور آخر تعرضت القنصليتان البريطانية والإيرانية في البصرة لهجوم بعدد من القذائف الصاروخية في وقت مبكر من صباح أمس دون وقوع إصابات. إلى ذلك قال مصدر بوزارة الداخلية ان قذائف مورتر هوت على منازل في جنوب العراق أمس الثلاثاء مما أدى الى مقتل عشرة أشخاص واصابة 02.وأصابت القذائف حي الدورة الذي تقطنه عدة طوائف دينية وهو واحد من عدة أحياء في بغداد نفذت فيه القوات التي تقودها الولايات المتحدة عمليات بهدف اخراج النشطاء وتخفيف حدة العنف التي تحيق بالعاصمة.كما سقط العشرات من العراقيين ما بين قتيل وجريح مع تصاعد الهجمات والتفجيرات قبيل شهر رمضان المبارك. فقد قتل عراقيان وأصيب 25 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب محطة للوقود بحي العامل غربي بغداد. وعثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في الأجزاء الشرقية من العاصمة، فيما قتل أربعة عراقيين بينهم شرطيان وأصيب ستة آخرون في هجومين منفصلين في بعقوبة شمال شرق بغداد. كما لقي ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بينهم فتاة وأصيب ثلاثة آخرون بينما كانوا في طريقهم إلى بغداد عندما أطلق مسلحون النار عليهم في الخالص شمال شرق بغداد. واكتشفت الشرطة صباح أمس أربع جثث مجهولة الهوية في منطقة الصقلاوية غرب الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب بغداد.على صعيد اخر استأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس الثلاثاء محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الأكراد خلال حملة الأنفال عام 8891م.وفي مستهل الجلسة، طلب رئيس المحكمة القاضي عبد الله العامري من أحد شهود الإثبات اعتلاء المنصة للإدلاء بإفادته.وشهدت الجلسة مشادة كلامية بين أحد محامي المتهمين والادعاء العام الذي استجابت المحكمة لطلبه بتوجيه إنذار نهائي للمحامي.وقال الشاهد رؤوف فرج عبدالله (55 عاما) الذي كان يرتدي الثياب الكردية التقليدية، إن القتال بدأ في قرية قرم باشا واستمر ثلاثة أيام عام 8891م.وأضاف "نتيجة الخوف هربنا باتجاه الجبال.. لقد تعرضت قريتنا للقصف بأسلحة كيميائية وشاهدت ثلاثة أشخاص ملقيين أرضا".كما قال "تم اعتقالنا بعد ذلك ونقلنا إلى أربيل ثم إلى الموصل، وفصل الرجال عن النساء وفور دخولنا الزنزانة شاهدنا كوفيات كردية عليها بقع من الدم". وأشار إلى أنه تمكن من الفرار إلى قرية رانيا مع زوجته حيث ظلا هناك حتى عام 1991م.وقد أثار صدام مسألة استخدام القوات الأميركية الأسلحة الكيميائية خلال حرب فيتنام. جاء ذلك في سياق رد صدام على إفادة مقاتل كردي سابق يدعى كروان عبد الله توفيق ويحمل حاليا الجنسية الهولندية.وقال الشاهد إنه أصيب بالعمى خلال قصف بالأسلحة الكيميائية في مارس/آذار 1988م، وإن الأطباء في المستشفيات الهولندية أكدوا له أنهم لم يروا أمرا كهذا منذ الحرب العالمية الثانية.وتدخل صدام صارخا "أنا أريد أن أسال الهولندي ألم يشاهد إصابات بالكيماوي في الحرب الأميركية في فيتنام؟". وأضاف أن "القانون العراقي وأنا من سنه، يمنع حمل جنسيتين، ومن يحمل جنسية أخرى تسقط عنه الجنسية العراقية فهذا الشخص غير عراقي وأترك للمحكمة قبول شكواه من عدمها".وقاطعه رئيس المحكمة عبدالله العامري قائلا إن هذه النقطة لا علاقة لها بالقضية، كما أمر بعد ذلك بقطع الصوت عن مقصورة الصحفيين.