ترجمة / طارق السقاف تعود حكايات روبن هود إلى العصور الوسطى من عام 1000م إلى 1500م ، انها حكايات شعبية تأصلت مع مرور الزمن وأصبحت جزءاً لايتجزأ من تراث الأدب الإنكليزي العريق ، وهي من الحكايات الشعبية التي كانت تحكى للمزارعين والقرويين من مزارعين وقرويين مثلهم بمعنى انها كانت تروى من وإلى الطبقات الفقيرة وليس للطبقات الغنية من النبلاء واللوردات والقساوسة . كان معظم الناس من الفقراء في ذلك الزمان وبعضهم من القساوسة - وليس جميعهم - من ذوي النفوذ والجاه وكان قليل فقط من النبلاء في ذلك الزمان من يقوم على إعانة الفقراء ، ولطالما كان ذلك هو واقع الفقراء فقد كانوا كثيراً مايحبون سماع الحكايات الشعبية الخيالية التي تدور حول " بطل شعبي " يخترعونه من واقع خيالهم حتى يخلصهم من واقعهم المرير وكان روبن هود أحد اولئك الأبطال الشعبيين ، هناك الكثير من البلدان الأوروبية تحتوى ادابها وتراثها على قصص تدور حول أبطال شعبيين ، بعض هذه الحكايات مقتبسة من قصص حقيقية لأبطال شعبيين حقيقيين وبعضها كما هو حال قصص روبن هود لانستطيع ان نجزم اذا كانت هذه الشخصية حقيقية ام اسطورية ، وعلى العموم دائماً ماينتصر البطل الشعبي في الروايات الشعبية على مصدر الشر والبلاء للفقراء . ان القصص الشعبية لـ روبن هود كثيراً ما تشعر الفقراء بالعزة والفخر لانهم يشعرون بأن البطل يقف إلى جانبهم ، رويت حكايات روبن هود في بادئ الأمر على صورة عرفت بـ " البالاد " Ballads وهي نوع من أنواع القصائد الغنائية التي تحكي حكاية ، اي أن " البالاد " عبارة عن قصيدة في الأساس لأن الناس في تلك الفترة كانت تستطيع حفظ القصائد بكل سهولة ويسر ولأن هذه القصائد مغناة ، كما ان الراوي او المطرب لهذا النوع من القصائد عادة يكون شاعراً ، وعادة يقوم الشاعر - المطرب بتغيير كلمات " البالاد " من وقت لآخر ، والجدير بالذكر بأن اول قصائد روبن هود المغناة قد تم غناؤها قبل وقت طويل من طباعة ونشر اي كتاب في بريطانيا ، ( ان كاكستون كان قد طبع كتابه الاول عام 1477م أي بعد حكايات روبن هود بأكثر من اربعمائة عام ) وكان هناك كتاب معنون بـ " حكايات قصيرة لـ روبن هود وكان قد طبع عام 1489م وكلها متضمنة في قاموس اكسفورد للأغاني الشعبية الذي يحتوى على الكثير من " البالاد " القديمة . في تلك القصص الشعبية نجد بأن العدو اللدود لروبن هود هو عمدة نوتنجهام ، كما ان روبن هود يعتبر ايضاً عدواً لدوداً لبعض القساوسة الطغاة الذين يسلبون اراضي الفقراءولكنه لم يكن ضد الكنيسة ، بل كما قيل بأنه كان يحب السيدة العذراء مريم عليها السلام حبا جمامما منعه من ايذاء اي جماعة شريرة تحتويها امرأة . وختاماً بقي ان نقول بأنه في معظم حكايات روبن هود كانت هناك دائماً السيدة ميد ماريان وهي الزوجة الذكية والمخلصة لروبن هود ، كما يوجد ايضاً صديقه الحميم والضخم المرح دائماً المدعو " أفرايرتك " والذي كثيراً مايساعده في جميع معاركه ضد الشر .
|
ثقافة
روبن هود
أخبار متعلقة