صاروخ روسي
موسكو/14 أكتوبر/مايكل ستوت: هدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الأربعاء بنشر صواريخ جديدة بالقرب من الحدود البولندية ردا على الخطط الأمريكية بنشر نظام مضاد للصواريخ كما اقترح تمديد فترة الرئاسة إلى ست سنوات. وفي أول كلمة سنوية له إلى الأمة دافع عن الحرب الروسية ضد جورجيا وانتقد السياسة الخارجية الأمريكية التي تتسم «بالأنانية» و»التخبط الاقتصادي» الذي قال إنه سبب الأزمة المالية العالمية. والنبرة الصارمة والانتقادات المتكررة للولايات المتحدة بعد يوم من فوز الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية فاجأت بعض المراقبين الذين توقعوا أسلوبا أكثر ليبرالية والحديث بشكل أكثر تفصيلا عن كيفية تعامل روسيا مع الأزمة المالية. وقال ميدفيديف مشيرا إلى جيب روسي يقع على الحدود مع بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي «لتحييد إذا لزم الأمر النظام (الأمريكي) المضاد للصواريخ سيجرى نشر نظام الاسكندر الصاروخي في منطقة كالينينجراد.» وتابع «طبيعي ندرس أيضا استخدام لنفس الغرض موارد البحرية الروسية.» وأضاف أن روسيا ستشوش الكترونيا على النظام الأمريكي المقرر أن تنشر أجزاء منه في بولندا وفي جمهورية التشيك كما أن موسكو ستلغي خططا بسحب ثلاثة أفواج صواريخ نووية تعود إلى فترة الحرب الباردة. وقال رونالد سميث كبير الاستراتيجيين في بنك ألفا بانك في موسكو «كان ميدفيديف جازما للغاية في كلمته... بدا وكأنه يتخذ مواقف قوية بخصوص العديد من القضايا قبل تشكيل إدارة أمريكية جديدة.» وتضمنت كلمة ميدفيديف التي استمرت لمدة 85 دقيقة أيضا مقترحات مفاجئة بتمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات وتمديد فترة ولاية الدوما (مجلس النواب) إلى خمس سنوات وجعل العملية أسهل بالنسبة للأحزاب الصغيرة للفوز بتمثيل برلماني. وهذه الأحزاب وهي من بين أكثر الجماعات انتقادا للحكومة ابتعدت عن البرلمان خلال فترة حكم الرئيس السابق فلاديمير بوتين التي دامت ثمانية أعوام. ولم يذكر ميدفيديف ما إذا كان الاقتراح بتمديد فترة الرئاسة سيسري عليه أم على الرئيس المقبل الذي سينتخب في عام 2012 . وكان محللون سياسيون تكهنوا بأن بوتين الذي انتهت ولايته العام الحالي بعد أن ظل رئيسا لروسيا لفترتين كاملتين وهما المسموح للرئيس الروسي بهما وفقا للدستور قد يعود عام 2012 . ويشغل بوتين الآن منصب رئيس الوزراء وما زال يتمتع بالقوة. وكان بوتين يستمع باهتمام في الصف الأمامي لكلمة ميدفيديف وهز رأسه موافقا في بعض الأوقات أثناء حديث الرئيس الروسي. وانتقد ميدفيديف واشنطن وألقى باللوم على سياستها الخارجية التي تتسم «بالأنانية» في الحرب القصيرة التي خاضتها روسيا في أغسطس ضد جورجيا حليف الولايات المتحدة، واستطرد في كلمته التي أذاعها التلفزيون والراديو على الهواء مباشرة «الصراع في القوقاز استخدم ذريعة لإرسال سفن حربية من حلف شمال الأطلسي إلى البحر الأسود ثم أكراه أوروبا على نشر نظم أمريكية مضادة للصواريخ.» وأضاف أن الحرب مع جورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية كانت «مع أمور أخرى نتيجة لسياسة الإدارة الأمريكية التي تتسم بالأنانية ولا يمكنها تحمل الانتقادات وتفضل القرار المنفرد.» وربط ميدفيديف الذي كان يتحدث أمام ألف من البرلمانيين وكبار مسئولي الحكومة ورجال الدين والصحفيين الحرب في جورجيا بالأزمة المالية العالمية قائلا إن كلا منهما بدأ كحدث محلي ثم اتخذ أهمية موسعة، وتابع وسط تصفيق «سنتغلب على عواقب الأزمة الاقتصادية العالمية وسنخرج منها أقوى من ذي قبل.» إلا أن ميدفيديف الذي تولى الرئاسة في مايو قال إن الأزمة المالية والحرب مع جورجيا أوضحا أيضا الحاجة لإصلاح جوهري للمؤسسات العالمية. وأضاف «دروس الأخطاء والأزمات التي وقعت عام 2008 أثبت لكل الدول المسئولة أن الوقت حان من أجل العمل وإذا لزم الأمر إلى إصلاح النظام السياسي والاقتصادي (العالمي).» وحققت روسيا فوزا عسكريا سريعا في حربها ضد جورجيا إلا أن الحرب تسببت في هزيمة كبيرة مع المستثمرين الأجانب الذين أقبلوا بشدة على بيع الأصول الروسية في موجة بيع جعلت سوق الأسهم الروسية واحدة من أسوأ الأسواق أداء في العالم هذا العام. وتزامنت كلمة ميدفيديف مع تخلي أسواق الأسهم الروسية عن المكاسب التي حققتها خلال اليوم بالرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك يرجع لعوامل دولية. وأشار ميدفيديف أيضا إلى أنه سيتخذ موقفا صارما ضد التطرف وجرائم الكراهية في روسيا.