مقديشو تدفن قتلاها .. ومجموعة الاتصال تدعو للمصالحة
مقديشو / وكالات :دعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية والإفريقية الى هدنة في الصومال واتخذوا موقفا قويا مؤيدا للحكومة الانتقالية التي سيطرت على السلطة في العام الماضي بمساعدة إثيوبية.وفي بيان مشترك بعد اجتماع استمر يوما في القاهرة قالت مجموعة الاتصال الدولية بشأن الصومال "مجموعة الاتصال تدعو كل الإطراف الى وقف كل الأعمال العسكرية في الحال."وأضافت "مجموعة الاتصالتدين بشدة أعمال المتطرفين والإرهابيين الذين يواصلون تهديد المؤسسات الاتحادية الانتقالية (الحكومة)."وتابع البيان "وهي تدعم جهود مجابهة هذه التهديدات مع ضمان ان يكون الإجراء متناسبا ويتجنب سقوط قتلى وجرحي بين المدنيين ويمنع تعطيل الجهود الإنسانية."وتماسكت خلال اليومين الماضيين هدنة لليوم الثاني بعد ان اشتبكت القوات الصومالية مدعومة بالقوات الإثيوبية في قتال مع عشيرة الهوية المهيمنة في مقديشو ومسلحين موالين للمحاكم الإسلامية التي أطيح بها من السلطة في مطلع العام.ولقي مئات من الأشخاص حتفهم في القتال وفر نحو مئة ألف على الأقل من المدينة الساحلية.وقالت مجموعة الاتصال الدولية التي تضم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وايطاليا والنرويج والسويد وتنزانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ان " كل الجماعات ذات الصلة" يجب ان تمثل في اجتماع مصالحة مقترح لإنهاء الصراع.غير أنها لم تذكر ما إذا كانت الميليشيات العشائرية وحلفاء المحاكم سيكون لهم دور في العملية.وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في الجلسة ان الجماعات الوحيدة التي يتعين استثناؤها من مؤتمر المصالحة الوطنية هي"من يتخذ العنف أو التطرف طريقة حياة أو منهجا وسبيلا."وقالت جنيدي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للصحفيين ان الهدف "ليس هو بالتأكيد استبعاد أي أفراد مرتبطين بالمحاكم الإسلامية."وأضافت "الجماعات ستمثل كأعضاء من العشائر والعشائر الفرعية والعشائر الأصغر ... كسلطات دينية ومجتمع مدني ودوائر أعمال وجماعات نسائية ولذا فهناك العديد من السبل التي يمكن للإفراد الذين يعتبرون إسلاميين أو ميلشيات ان يشاركوا في العملية."ووصف البيان الصراع بأنه قتال عشائري ولكنه ألقى باللوم فيه على من سماهم الإرهابيين والمتطرفين.وتدعم مجموعة الاتصال التي ليس لها وجود يذكر على الأرض في الصومال الاقتراح بنشر ثمانية آلاف جندي من قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال حتى يتسنى للقوات الإثيوبية الرحيل.وأدانت المجموعة مقتل جندي أوغندي هذا الأسبوع ومقتل طاقم طائرة من روسيا البيضاء كانت تقدم دعما تموينيا لبعثة الاتحاد الإفريقي.في سياق أخر قال زعيم من قبيلة الهوية الصومالية المهيمنة على مقديشو إن قبيلته وأهالي المدينة سيحاولون دفن عشرات الجثث التي ما زالت ملقاة في الشوارع والمستشفيات والمباني جراء أعنف معارك تشهدها العاصمة منذ 15 عاما.وقال حسين عدن كورغاب "سنخرج للشوارع لدفن القتلى". ويأتي هذا التطور فيما زال التوتر يخيم على مقديشو رغم هدوء حذر تشهده منذ يومين.وكان زعماء في قبيلة الهوية قد قالوا إنهم توصلوا إلى اتفاق مع القادة العسكريين الإثيوبيين إلى وقف لإطلاق النار لإفساح المجال أمام جمع جثث القتلى ودفنها، لكن هذه الجانب الإثيوبي لم يؤكد هذه الهدنة.وخلفت أربعة أيام من المعارك الضارية في مقديشو 381 قتيلا مدنيا و565 جريحا.وقالت مؤسسة علمان للسلام وحماية حقوق الإنسان المحلية إن هذه الأرقام أولية، وإن هناك مصابين وجثثا تحت أنقاض المنازل المنهارة جراء أسوأ موجة قتال تشهدها العاصمة الصومالية منذ 15 عاما. ونقلت الأنباء عن مسئول صومالي لم تذكر هويته أن 36 جنديا إثيوبيا قتلوا في المعارك التي دفعت آلاف الصوماليين للنزوح وجرح 48 آخرون جرى نقلهم بواسطة مروحيتين عسكريتين إلى مطار منطقة دولو الحدودية (510 كيلومترات غرب مقديشو).بالتوازي مع ذلك استمر فرار العائلات من مقديشو خوفا من تجدد المعارك وسط تردي أوضاع النازحين في أماكن لجوئهم الجديدة في منطقة شابيلي جنوبي غربي البلاد حيث يقيم معظمهم تحت الأشجار دون خدمات أو مال أو طعام، حسب معلومات مفوضية شؤون اللاجئين.