الفنان فيصل علوي
محسن علي النقيب بموت الفنان الكبير والرائع فيصل علوي ودعت محافظة لحج خصوصا والوطن اليمني عمومـا واحدا من كبار فنانينا العظام الذين بصموا سفر الإبداع ببصمة فنية لا تمحى أبدا.كان فيصل علوي معطاء في مجال الأغنية اليمنية انطلاقـا من بيئته اللحجية التي استقام فيها الفن الغنائي كالظل الذي يلازم الإنسان، ابتداء من القمندان الباعث الحقيقي لنهضة لحج الغنائية منذ بداية العقد الثاني من القرن العشرين، مرورا بالموجة الإبداعية الغنائية الثانية في خمسينيات القرن نفسه، بريادة الأستاذ عبدالله هادي سبيت والفنان الموهوب فضل محمد اللحجي، انتهاء بدورة الغناء الثالثة التي نسج فيها فيصل علوي سعد بحذاقة الفنان الموهوب وشاح مدرسة لحج الغنائية بريادته الفذة من دون منازع.لقد أتت هذه الريادة بشكيمة فنان لا يعرف غير الفن الغنائي مدخلا حسنـا لطرق بوابات الإبداع، فتنفتح بتلقائية وسحر مخفي، حين تداعب أنامل هذا الفنان العملاق الأوتار، باعثة منها ما يشبه سريان الروح في الجسد، يتراقص كل شيء الإنسان والجان حتى الجماد. إنها العصا السحرية لفيصل علوي الفنان الحائز على أكبر رصيد شعبي في بلاده اليمن وخارجها، ليس بروعة أدائه للأغنية اللحجية - القمندانية تحديدا - مضيفـا إليها من ترياقه الأخاذ، ومحافظـا عليها بعد رحيل الكلاسيكي الكبير فضل محمد اللحجي، بل بروائع ألحانه التي نافست الكبار ووضعت (أبو باسل) في صدارة مدرسته الفنية الغنائية التي يسير على هداها جيل بأكمله من المطربين والفنانين. وعلاوة على هذا وذاك فإن لفيصل علوي مقدرته الساحرة على التنوع الغنائي للوصول إلى ذرة البارع الذي لا تعوزه الموهبة والمقدرة في جذب - بل سلب - المعجبين بالملايين لا بالآلاف.غنى فيصل علوي للوطن والإنسان، للثورة والوحدة والاستقلال، غنى للطبيعة والشجن، حرك المشاعر وتملك الأحاسيس، رقص الإنسان والأشجار والأحجار، وذهب من دنيانا الفانية مخلفـا رصيدا ضخمـا وثريا من الغناء الأصيل واللحن الرائع والأداء الجميل.ومهما تكافلت جهودنا في المحافظة (لحج) وسلطتها المحلية والتنفيذية مع جهود المبدعين والمثقفين لتأبين هذا الفنان الكبير وتوثيق أعماله الفنية الرائعة، فإنه يظل جهدا متواضعـا، لا يفي هذا العملاق بعضـا من حقه علينا.رحم الله فنان لحج واليمن الكبير فيصل علوي سعد وأسكنه فسيح جناته.[c1]* محافظ محافظة لحج - رئيس اللجنة التحضيرية لتأبين الفقيد الفنان فيصل علوي[/c]