فـــي 21 مارس تحتفل الدنيا سنويـا بالمرأة كإنسانة.. وبالمرأة كأم.. فتقوم الدنيا ولا تقعد.. حتى إذا جاء شهر أبريل، وأطل علينا يومه الأول.. علمنا أن ثمة كذبة يبيحها المحتفلون.. فلا يبقى عرفان بحق المرأة.. ولا اعتراف بحق الأم.. وكأننا كنا نحيا كذبة كبيرة.. كأي كذبة.. إلا أنها مقدمة على كذبة أبريل.. وغير معلنة.ويتجلى امتهان المجتمعات للمرأة في صور لا حصر لها.. لا يرون فيها سوى أنها مخلوق جميل.. لكنه كأي سلعة محبوبة للنفس.. وجالبة للاشتهاء.. إنها جمال مضاف إلى ديكورات المكاتب.. لا تصلح إلا أن تكون صنمـا أمام مكتب المدير.. تستقبل الضيوف.. وتريح بغنجها مزاج الزبائن.هذا مثال.. فلماذا لا تكون المرأة هي المدير.. هي الوزير.. هي الرئيس.. هي الأمير.. ويكون الرجل بكرشه وصلعته هو السكرتير؟! ألسنا مع المرأة ومع أن تنال حقها أسوة بالرجل؟إن المرأة قد تكون أكثر كفاءة من الرجل.. وأرجح عقلا من الرجل.. وأكثر كفاءة في إدارة الأعمال.. فلماذا تبقى خلف الأبواب.. مجرد زينة، وقيمة زائدة فوق قيمة السلعة المباعة؟.لماذا لا توضع صورة الرجل للدعاية للسلع.. مثلا الصابون.. يظهر الرجل بثياب عمله الملطخة.. ثم يضع آخر الصابون عليها.. فتبدو ناصعة البياض.. لماذا توضع صورة المرأة؟ وصورة المرأة على كل السلع؟.. أليس هذا امتهانـا.. بل قمة الامتهان.نحن نريد الصدق.. لنحتفل بالمرأة ونناصرها.. ولكن ليكن ذلك دائمـا وأبدا ويوميا وبالفعل والممارسة وبالقرارات الملموسة.. هذا ما نريده ويكفي كذبـا على المرأة.. فهي الأم والزوجة والأخت، وأعز الناس.
|
ومجتمع
لتكون حقـا أعز الناس
أخبار متعلقة