أقواس
ككل عام تنفض الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة عن نفسها غبار عام كامل عشية الاحتفالات بذكرى الوحدة اليمنية وتبدأ بالتهيئة برسم برنامج عمل وكيفما قيض الله لها أن تعمل ... فتأتي النتائج (أي كلام) ... ذلك لأن ضيق الوقت لم يسمح لتصحيح الأخطاء أو لإضافة أية مستجدات لتطوير البرنامج الاحتفالي ... وتتسيد العشوائية سير العمل ! ونجد كلاً يسير في طريق دون نظام أو تنظيم .... وتمر ذكرى اليوم السعيد في بلادنا كغيرها من المناسبات الوطنية دون أدنى تأثير أو مردود إيجابي يذكر .. فبعد إقامة الاحتفالات يعود كل شيء كما كان عليه في السابق .. المهم إن أجندة الاحتفالات الفنية والثقافية نفدت أما كيف نفدت فهذا ليس من شأن أحد .. هذه النمطية في استقبال المناسبات الوطنية المختلفة في بلادنا أصبحت تولد في نفوسنا الملل والسأم بسبب تكرارها ونمطية مشهدياتها فكلها عبارة عن حفلات غنائية أو ندوات .. وتصرف عليها مبالغ طائلة كان يمكن الاستفادة منها في مشاريع ثقافية ذات مردود إيجابي في حياة المواطن وخاصة الأطفال والشباب الذي يعدون أكثر فئات الشعب احتياجاً لإنعاش الذهن والتوعية إلى جانب الترفيه وقضاء الوقت بما يعود بالفائدة لهم .. لذا فنحن نسأل لماذا لا يتم إعادة إنشاء المراكز الثقافية وبالذات في محافظة عدن التي كانت تنتشر في عدد من المديريات وتقدم فيها الكثير من النشاطات الثقافية والفنية والأدبية؟ كذلك بالإمكان إحياء الفرق المسرحية الشعبية وفرق الغناء والرقص الشعبي وهي التي كانت تصول وتجول في معظم البلاد وخارجها وتمثلنا خير تمثيل .. كما كانت تلعب دوراً هاماً في حياة الناس ، إذ كانت برامجهم مليئة بالنشاطات فكنا نرى العروض المسرحية تقام بشكل دوري وكان التنافس الشريف بين الفرق يحفز الفنانين على الخلق والإبداع وتقديم أفضل الأعمال المسرحية الهادفة والمسلية وبأسعار زهيدة وبمواقع مختلفة فمثلاً كانت تعرض على خشبات دور العرض السينمائي أو على خشبات مسرحية مفتوحة تقام في الأحياء السكنية .... تزيح عن كاهل الناس عناء يوم مشحون بالعمل.حتى الأطفال كانوا يجدون ما يسر خواطرهم البريئة، إذ كانت هناك فرق الأكروبات ومسرح الطفل ومسرح العرائس .. كانت دور العرض السينمائي تقدم للأطفال عروض خاصة بهم من أفلام الرسوم المتحركة أو أفلام أخرى خاصة بالأطفال. فأين نحن اليوم من كل هذا؟.نتمنى إحياء الفعاليات الجميلة التي تنعش الروح وتسر النفس وتبعد عن الناس رتابة العيش وكوابيس الإحباط!! ولنجعل أيامنا كلها أفراح ومسرات وألا ننتظر مناسبة وطنية ما لنطلق العنان للاحتفال بها ثمّ نركنُ إلى السبات الطويل، لنصحو على مناسبة أخرى وهكذا دواليك.. والله من وراء القصد. نادرة عبدالقدوس [email protected]