القدس / 14 أكتوبر / رويترز:سيكون تركيز إسرائيل استراتيجيا عام 2009 على خطط إيران النووية وسوريا وبدرجة أقل على لبنان وهي الساحات التي قد يؤدي تولي إدارة اوباما المسؤولية في واشنطن إلى بعض التغييرات في التكتيكات بصددها. لكن المخاطر على المدى الأقرب في العام القادم بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين توجد أقرب كثيرا إلى الديار حيث ليس من الممكن أن يتزايد القتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب بل حيث تصاعدت المخاطر بوقوع أعمال عنف داخلية في كل معسكر. ويقول محللون إن الخلافات الأيديولوجية العميقة على الجانبين تمثل خطرا اكبر كثيرا بنشوب صراع عنيف وأشاروا إلى الشكوك المحيطة بإجراء انتخابات إسرائيلية في فبراير شباط إلى جانب الشكوك بشأن السياسات الأمريكية الجديدة. وبالنسبة للفلسطينيين تظل معظم أعمال العنف المحتملة مركزة على الانقسام الداخلي بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تهيمن على قطاع غزة وحركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس المدعومة من الغرب والتي تسيطر على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ومن المرجح أن ينتخب الإسرائيليون الذين يشعرون بالارتباك أو العداء تجاه المفاوضات القائمة على التنازل عن أراض محتلة لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة يهودية رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو وهو من الصقور في الانتخابات التي تجري في 10 فبراير مما يعني إلغاء رؤية واشنطن الحالية للسلام. وقال نيكولاس بيلهام من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «احتمالات المصالحة لم تبد أكثر قتامة من قبل... في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني هناك شعور بأزمة في القيادة فيما يتصل بالافتقار إلى الأشخاص الذين يستطيعون مواجهة المعارضة الداخلية لتحقيق تسوية قائمة على إقامة دولتين.» أما إسرائيل التي يفترض أنها تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية فترفض تأكيد إيران أن برنامجها النووي ليس محاولة لإنتاج أسلحة لتهديد الدولة اليهودية. ويريد الزعماء الإسرائيليون من باراك اوباما أن يواصل ممارسة الضغط على طهران. كما يسعون الى إجراء محادثات سلام مع سوريا ويأملون في مزيد من الانخراط الأمريكي في إستراتيجية لإضعاف علاقات دمشق مع ايران ودعمها لحزب الله اللبناني وحركة حماس. لكن فيما يخص المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين فإن الجمود الدبلوماسي يزيد من خطر نشوب صراع مفتوح. ويشير الكثير من المحللين الى غزة التي هي قنبلة موقوتة حيث يتبادل مقاتلو حركة حماس والقوات الإسرائيلية إطلاق النيران عبر حدودها على الرغم من التهدئة التي أعلنت قبل ستة أشهر والتي تنتهي رسميا هذا الأسبوع. وليست إسرائيل في عجلة من أمرها لغزو القطاع الساحلي الفقير لكن المزاج سيتغير بسرعة إذا ألحق الفلسطينيون خسائر بشرية كبيرة بصاروخ بدائي الصنع من غزة يسقط على مدرسة أو أي تجمع كبير آخر. وقال الميجر- جنرال عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية إن من شأن هجوم من هذا النوع أن «يدمر التهدئة ويؤدي إلى تصعيد.» ومن الممكن أن تؤدي الخسائر المترتبة على شن هجوم على غزة الى استئناف حركة حماس للتفجيرات الانتحارية في إسرائيل. لكن من الممكن أيضا أن يكون لهذا أثر على الضفة الغربية حيث يتهم الموالون لحماس إدارة عباس بالانحياز إلى إسرائيل ضدهم. وقال مشير المصري المسؤول في حركة حماس بقطاع غزة إنه إذا اندلعت انتفاضة في الضفة الغربية فستكون ضد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية والمتواطئة مع المحتل الصهيوني. ومن المستبعد أن يتخلى عباس المدين للمانحين الدوليين الذين يدعمون قوات الأمن التابعة له عن المقاربة مع إسرائيل ناهيك عن اختيار قتالها رغم إحباطه من عدم إحراز تقدم نحو إبرام اتفاق لإقامة دولة فلسطينية. لكن من الممكن أن تتزايد الضغوط على عباس لتغيير مساره إذا تحولت مجموعة كبيرة من الاعتداءات قام بها مستوطنون يهود في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة إلى حوادث مميتة خاصة بالنظر إلى الآراء التي تقول إن إسرائيل تتعامل مع متطرفيها بتهاون شديد. ويقول مايكل اورين المؤرخ العسكري بمركز شاليم في القدس إن إسرائيل ستضطر إلى مواجهة المستوطنين المتطرفين إذا أصبحت قواتها ضحية لعنفهم. وأضاف «المجتمع الإسرائيلي متقلب... إذا قتل جندي سينهار دعم الإسرائيليين للمستوطنين حتى بين هؤلاء الذين يحملون لهم نوايا طيبة.»