أوسلو/ 14 أكتوبر (رويترز):أظهر مسح أجرته رويترز أن ارتفاع عدد السكان سيصعب على الولايات المتحدة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2050 أكثر مما يصعبه على روسيا وبعض الدول الغنية الأخرى التي تعاني من تقلص السكان.واتفق زعماء مجموعة الثماني في يوليو تموز على خفض انبعاثات الدول المتقدمة بواقع 80 في المئة في المتوسط بحلول عام 2050 في تحول مكلف إلى مصادر الطاقة المتجددة.لكن إذا تمكنت كل دولة من تحقيق هذا الهدف فإنه سوف يسمح للمواطنين الروس ببث انبعاثات تبلغ ضعف نصيب الأمريكيين تقريباً في 2050 طبقاً لمقارنات رويترز للانبعاثات وتوقعات إدارة السكان بالأمم المتحدة.وقال برايان أونيل وهو عالم في المركز الأمريكي الوطني لأبحاث الغلاف الجوي عن هذه البيانات “ إنها أكبر تناقض قائم بين الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى. وإن الاختلافات السكانية مع روسيا صارخة”.وأضاف اونيل الذي يعمل أيضاً في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا “بعض الدول يمكنها القول.. كيف يمكن أن تكون انبعاثاتكم ضعف انبعاثاتنا في عالم من المفترض أن نقوم فيه جميعاُ بواجباتنا المتساوية”.وسيتعين على الأمريكيين الذين من المتوقع أن يزيد معدل النمو السكاني لديهم نحو 60 في المئة خلال الفترة من 1990م إلى 2050 أن يقلصوا حقوق الانبعاثات بين عدد أكبر من الناس أكثر من أي وقت مضى. أما توقعات انخفاض السكان بنسبة 20 في المئة في روسيا فستخفف من أثر خفض الانبعاثات.وسيبلغ نصيب كل أمريكي من الانبعاثات ثلاثة أطنان من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في 2050 بعد أن كان 24 طناً في 1990 إذا حقق الرئيس الأمريكي باراك أوباما هدفه بخفض 80 في المئة في الانبعاثات الوطنية عن مستويات 1990 مع ارتفاع السكان إلى 400 مليون نسمة بحلول عام 2050.أما نصيب الفرد في روسيا التي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت 116 مليون نسمة فسيبلغ 5.7 طن من انبعاثات الغازات المسبة للاحتباس الحراري في 2050. كما أنه من المنتظر انخفاض عدد السكان في اليابان وألمانيا خلال الفترة ذاتها.وسيكون للمواطنين الفرنسيين النصيب الأقل من الانبعاثات في 2050 الذي سيبلغ 1.7 طن بما أن انبعاثاتهم كانت أقل من نصف انبعاثات المستويات الروسية أو الأمريكية في 1990 وسيبلغ نصيب كل فرد في إيطاليا 1.8 طن وفي بريطانيا 2.1 وفي اليابان 2.5 وفي كندا 2.7 وفي ألمانيا 3.4 طن.ويريد أوباما ودول الاتحاد الأوروبي الانبعاثات 80 في المئة عن مستويات 1990 لكن المستهدف الذي وضعته مجموعة الثماني كان أقل دقة كجزء من إستراتيجية عالمية لتجنب الموجات الحارة وارتفاع منسوب البحار والفيضانات وموجات الجفاف والمزيد من العواصف الشديدة.وقالت استريد شولتس وهي حللة لابحاث المناخ في المجلس الاستشاري الألماني للتغير المناخي أن البيانات تظهر صعوبات تحديد معدلات خفض عادلة.وأضاف “يمكنكم أن تقولوا أن بعض الدول لديها عدد متزايد من السكان لذلك لابد أن يكون حقوق أكبر في الانبعاثات”.وأردفت “أو يمكن القول أن البعض لديه حاجة أكبر للتدفئة والبعض لديه حاجة أكبر للتبريد. كان هناك اقتراح روسي وهو ضرورة أن توضع في الاعتبار أيضاً المسافة بين المدن الكبرى لاتخاذ قرار”.وأشار أونيل إلى أن مستهدفات مجموعة الثماني ليست غير قابلة للتغيير وأن من الممكن تعديلها خلال السنوات المقبلة.وانتقدت دول فقيرة مستهدف مجموعة الثماني لتجاهلها مستهدفات عام 2020 التي تتعلق بدرجة أكبر بمعاهدة مناخ تابعة للأمم المتحدة التي من المقرر لاتفاق عليها في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الأول.وانتهت أحدث مباحثات حول المعاهدة في بانكوك مع عدم إحراز تقدم بشأن الانبعاثات. وتريد دول نامية من الدول الغنية خفض الانبعاثات إلى ما بين 25و40 في المئة عن مستويات 1990 بحلول 2020.ونادرا ما يجري بحث أمر السكان في محادثات المناخ لأن الكثير من الدول النامية تقول أنها مؤشر للتدخل في التنمية من خلال فرض وسائل تنظيم الأسرة.وقال ديفيد ساترزويت من المعهد الدولي للبيئة والتنمية انه عادة ما تجري المبالغة في اعتبار النمو السكاني في الدول الفقيرة عاملا للانبعاثات.ومن المقرر أن يرتفع عدد سكان العالم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول 2050 من 6.8 مليار نسمة حاليا ما يعني المزيد من الطلب على الطاقة والماء والغذاء. لكن الكثير من الدول التي لديها معدل كبير في النمو السكاني مثل الدول الإفريقية لديها مستويات منخفظة للغاية من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.ومضى يقول “الاستهلاك هو الذي يؤدي للتغير المناخي الخطير وليس السكان .. هناك رابط ضعيف بدرجة كبيرة بين النمو السكاني وارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
النمو السكاني يصعب خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري
أخبار متعلقة