متابعة / فريد محسن عليبرغم اهتمام ورعاية فخامة رئيس الجمهورية بالأيتام , وبرغم إحاطته ودعمه لهذه الشريحة من المجتمع , إلا أن الحكومة (الحلو ما يكملش) ففي البحث الذي أعده خمسة من طلاب كلية الطب البشري بجامعة صنعاء وهم ( الدكتور / عبد الله سليمان التركاوي , ومريم الدوغاني , وسامي عز الدين , صدام كامل , عزام كامل , وصهيب عبد الرحمن ) تحت إشراف الدكتور / احمد الحداد رئيس قسم طب المجتمع في الكلية ـ بعنوان ( الوضع الصحي والأمراض المعدية لدى الأطفال الأيتام في صنعاء ) ــ سلطوا الضوء من خلال نزولهم الميداني على حالات سوء التغذية ومقارنتها بطبيعة التغذية التي يتناولها الأيتام والأمراض التي يصابون بها وأسبابها وكيفية التغلب عليها .[c1]هدف البحث[/c]الدراسة التحليلية الشاملة التي قام بها خريجو الكلية هدفت إلى جذب اهتمام الباحثين والمؤسسات المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة إلى حالة الإهمال وعدم توفر الرعاية الصحية لهذه الشريحة من المجتمع , حيث استمرت الدراسة من أكتوبر 2005م حتى فبراير 2007م شملت (300) يتيم , (227) ذكور و(73) من الإناث تتراوح أعمارهم بين 6ــ 18 سنه .وجرت الدراسة على كل من دار الأيتام (حكومي) ودار الرحمة (خاص) وركزت على ثلاثة عناصر الفحوصات السريرية والفحوصات المخبرية (فحص الدم , البول , البراز , وفحص فيروس الكبد (ب) ) بالإضافة إلى التقييم الغذائي , وبالاعتماد على تصنيف منظمة الصحة العالمية لسوء التغذية إلى متوسط وشديد , كان معدل سؤ التغذية لدى الأيتام على النحو الآتي : 37% منهم يعانون "نقص الوزن" و12% يعانون من" ضعف النمو "و40% " قصيري القامة" , وهذه المعدلات كانت الأعلى عند الذكور في دار الأيتام , ما عدا فيما يخص مؤشر "ضعف النمو" كان أعلى لدى الإناث وكذا في دار الرحمة لرعاية الأيتام , زد على ذلك أن 12% كانوا يعانون من "فقر الدم".[c1]التقييم الغذائي[/c]أما فيما يتعلق بالتقييم الغذائي فقد افتقر إلى بعض المجموعات الغذائية كــ(الألبان , اللحوم , الفواكه ) فهي إما متوفرة وبشكل غير كافي , أو تنعدم أساسا على مائدة الأيتام وبالذات موائد " دار الرحمة " وذلك لقلة مواردهم المالية ..وبالنسبة للإصابة بالأمراض المعدية تبين إن 35% مصابين "بالاميبيا المعوية" و12% "بالاتش نانا" و12% بـ"الجارديا" , و3% بــ"البلهارسيا المعوية" , أما الطفيليات البولية بلغ معدل الإصابة بــ"البلهارسيا البولية" 7% , و2% مصابين بفيروس الكبد (ب) , وهذه النسبة تعتبر عالية لمرض معدي كفيروس الكبد (ب) قد يسبب مضاعفات خطيرة على صحبتهم .ومن الواضح هنا إن عدم توفر بيئة نظيفة ساعدت على ازدياد نسبة الإصابة بالطفيليات المعوية وانتشار الأمراض المعدية إلى جانب عدم كفاية الوجبات الغذائية من حيث الكم والنوع , كل هذا أدى إلى ارتفاع معدلات سؤ التغذية عند الأطفال الأيتام.[c1]خلفية[/c]وأشار البحث إلى أن كلا من " بالاميبيا , الجارديا , والاتش نانا " عبارة عن طفيليات معوية تنتقل عن طرق الطعام الملوث ( ولا يعني بالضرورة أن الطعام المقدم كان ملوثاً ) , ولكن مجرد تناول الأيدي دون غسلها وخاصة وهي ملوثه , كفيل بانتقال هذه الطفيليات , أما " الإسكارس" تعد من مجموعة الديدان المعوية والتي تنتقل أيضا عن طريق تلوث الأطعمة , وأما "البلهارسيا المعوية والبولية " من المعروف أنها تنتقل عن طريق المستنقعات والبرك الملوثة , ويبقى "فيروس الكبد الوبائي " فهو ينتقل عبر نقل الدم الملوث به , واتضح أن الأيتام المصابين به من اسر واحده , أي أنهم أصيبوا به خارج دور الأيتام أيضاً.والمشكلة الحقيقية لهذه الأمراض المعدية أنها من الممكن أن تصيب بقية الأطفال الأيتام , خاصة وان دورهم ( وبالذات دار الأيتام) مزدحمة جدا وفيها من الصالات وغرف النوم غير صحية وتفتقر إلى ابسط أصول الرعاية والنظافة .[c1]استنتاج [/c]خلصت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن هذا المعدل العالي لسوء التغذية يعزي لعوامل عده , منها ارتفاع معدل الأمراض المعدية لهم , فقر في بعض المواد الغذائية , تردي أوضاع النظافة العامة في بعض الدور , تدني الرعاية الصحية وإهمال المشرفين الصحيين , والاهم من ذلك شحة الموارد المادية لهذه الدور التي تعيقها, بل وتمنعها من توفير كامل الرعاية لهذه الشريحة.وأوصت الدراسة بضرورة دعم دور الأيتام ماديا وإنشاء أخرى تستوعب الأعداد المتزايدة , توفير أخصائيي تغذية للإشراف على الوجبات الغذائية والعمل على تحسين مستوى النظافة في هذه الدور , وكذا توفير العلاجات اللازمة وتطعيم الأيتام ضد فيروس الكبد (ب) , لمنع انتشار العدوى , وتفعيل البرامج الدورية لتقييم الوضع الغذائي والصحي.
دراسة ميدانية تكشف تردي الأوضاع الصحية لبعض دور الأيتام في الأمانة
أخبار متعلقة