أورد الأخ/ محمد العريقي في حديثه عن مشاكل الطفولة في العدد "15071" في صحيفة الثورة المشاكل السلوكية التي تتعلق باكتساب عادات سلوكية غير مرغوبة وارجع السبب الى الاسرة السلبية في الدرجة الأولى، ثم الى وسائل التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر وانترنت وأجهزة الكترونية.... الخ.ويرد السبب في تدني التعليم في بلدنا الى عدم انهماك الأطفال في المهمات الأكاديمية المتمثلة في مهارات "القراءة والكتابة" وقضاء جل وقتهم في اللعب ومشاهدة المسلسلات الخاصة بالأطفال... الخ أقول لأخي العزيز محمد بأنني أشاركه الرأي بأن الأسرة هي التي تثبت غالباً السلوكيات المرغوبة في أطفالها وتغرس الأخلاق الحميدة بصفتها المحيط الذي يستقبل ويحتضن الطفل كما تنمي عندهم القدرات الذكائية عن طريق الحفز والتشجيع والنماذج الجيدة داخل الأسرة هكذا تعمل البيئة الأسرية المشجعة بأطفالها وقل عكس ذلك في البيئة الأسرية غير المحفزة أو السلبية.ولكنني في حقيقة الأمر لا أوافق الأخ/ محمد العريقي بأن سبب تدني التعليم في بلدنا وضعف الانجاز المدرسي عند أطفالنا سببه الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة المتاحة للأطفال في عصرنا الحديث وانهماك الأطفال في اللعب بها ومشاهدتها بدلاً من الانهماك في مهمات اكاديمية كما أشرت سابقاً، فقد تعمل هذه الوسائل على حفز الاستعدادات لدى الطفل الى أقصاها وتمكنه من التعلم والاكتساب . إن انهماك الأطفال بالمهمات الأكاديمية البحثة مثل إجبار الأطفال على القراءة والكتابة وخاصة في المراحل المبكرة من العمر وأعني بذلك مرحلة الروضة أو الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية مع إغفال عنصر ميول الأطفال الى اللعب والاكتشاف في هذه المرحلة قد يؤدي بالطفل أحياناً الى التوقف عن الاستجابة لمثل هذه المواضيع ويبدو عليه الملل والقلق والتوثر ويبدأ بالاسقاطات السلبية على نفسه والبيئة المحيطة به، فقد نجد هذا الطفل يعتدي على نفسه أو يعتدي على البيئة المحيطة به من أطفال بالضرب أو أشياء وممتلكات بالتكسير، وذلك بسبب الطاقة الكامنة عند الطفل لحب اللعب والتي لم تجد فرصتها في الممارسة فيقول المثل الإنجليزي "Childhood is playhood" أي الطفولة هي اللعب، فالطفل يتعلم من خلال اللعب والاكتشاف وليس من خلال حمل ثلاثة كيلو من الكتب المملؤه صفحاتها بالكلمات والمهمات المعقدة.كما تعمل الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة مثل جهاز الكمبيوتر وغيره الى تنمية الحركات الكبيرة والدقيقة عند الأطفال بالاضافة الى اتساع قنواتهم الإدراكية لأن هذه الأجهزة أو الألعاب وخاصة الهادفة منها تحمل في طياتها مشكلات والطفل باللعب يحل هذه المشكلات مثل ألعاب المتاهات وغيرها .. فمن خلال الألعاب الهادفة يبدأ الطفل بالتمييز بين الألوان والأحجام والرموز..أليست هذه قراءة؟! وهو أيضاً يتحكم بالأجهزة الملحقة بالكمبيوتر أو الأثاري مثل شالماوس ولوحة المفاتيح... أليست هذه كتابة ؟!أتمنى أن تستغل مافي الأطفال من قدرات كامنة من شأنها أن تعزز ا ستعداداتهم لاكتساب المهارات الأكاديمية وعدم التركيز الكلي على الإنجاز الأكاديمي البحث للطفل وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة.وأوجه هذه الكلمات للقائمين على تعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وخاصة مرحلة الروضة والصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية. وأقول لهم استغلوا ما يمتلك الطفل من حب للعب والاكتشاف وذلك كمدخل اساسي لتعليمه مهارات القراءة والكتابة قدموا الدروس من خلال الألعاب الهادفة وخاصة تلك التي تعمل على استثارة جميع الحواس دعوهم يكتشفوا ماحولهم عن طريق ممارسة اللعب، لاتحملوهم مهمات معقدة يعوزها الاتساق مع ميول هؤلاء الأطفال واستعدادتهم.... هكذا هي الطريقة المثلى لضمان تعليم راقي وهادف .. لأطفال اليوم.. وبناه يمن المستقبل.أ. مجاهد محمد أحمد الخياطأخصائي صعوبات تعلميةعضو الجمعية العربية لصعوبات التعلم
أطفالنا واللعب
أخبار متعلقة