كراكاس/14 أكتوبر/باتريك ماركي: بعد أن فشلت لعشر سنوات في الإطاحة بالرئيس هوجو تشافيز من خلال انقلاب وإضرابات في قطاع النفط وانتخابات عامة تجري سنويا تقريبا اعتقدت المعارضة في فنزويلا أخيرا أنها تستطيع هزيمة «عدوها اللدود» لكنها كانت مخطئة مرة أخرى.وأظهر تشافيز أنه لا يزال لاعب الوزن الثقيل سياسيا في فنزويلا عندما فاز في استفتاء يوم الأحد يعزز التفويض لثورته التي يصفها بأنها اشتراكية ويسمح له بالبقاء في الحكم لأجل غير مسمى إذا استطاع الاستمرار في الفوز بالانتخابات. وقال لويس فيسنتي ليون وهو مسئول استطلاع رأي بمؤسسة داتاناليسيس «استعاد هالة الذي لا يقهر.» وهزمت المعارضة تشافيز عام 2007 حين حاول للمرة الأولى إلغاء الحدود الخاصة بمدة الولاية الرئاسية وحققت بعض المكاسب في انتخابات إقليمية في نوفمبر لكن نتيجة استفتاء الأحد كانت ضربة قوية. وتبدو خسارة تشافيز عام 2007 الآن مثل حادث عارض في سجله الانتخابي وسوف يسعى خصومه جاهدين لهزيمته في الحملات الانتخابية التي يمولها من عائدات النفط بدولته عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك). ولا يوجد بالمعارضة زعيم واحد يستطيع منافسة تشافيز ولا بديل لمشاريع الصحة والتعليم التي أقامها للفقراء ما يثير شبح هيمنة حزب واحد لسنوات قادمة في واحدة من أقدم الديمقراطيات في أمريكا اللاتينية. ولطالما تذمر زعماء المعارضة من أن تشافيز يفعل ما يحلو له دون الالتفات للمؤسسات الديمقراطية ويتنمر بمعارضيه فضلا عن تعيين حلفائه في مؤسسة بتروليوس دي فنزويلا النفطية الحكومية والقضاء والجيش. وأشادوا بالأصوات التي حصدوها يوم الأحد وعددها خمسة ملايين باعتبارها الأكثر التي حصلوا عليها ضد تشافيز. لكن المحتجين من الطلبة الذين أشعلوا حماس المعارضة المتشرذمة عام 2007 تلاشوا ويتمتع تشافيز الآن بتفويض أقوى حتى ولو كانت البلاد منقسمة بعمق. وقال ليوبولدو لوبيز وهو رئيس بلدية سابق وينتمي للمعارضة بعد ظهور النتائج يوم الأحد «في هذه الحملة خاض داوود مواجهة ضد جولياث (جالوت) واليوم فاز جولياث... ما زلنا في القتال وسأقول لك إلى متى... إلى أن يتحقق النصر.» وفاز تشافيز حتى الآن بجميع الانتخابات العامة التي جرت في البلاد وعددها 15 باستثناء واحدة منذ أول فوز له بالانتخابات الرئاسية عام 1998 حين وعد بالقضاء على الحرس القديم في الساحة السياسية الذين أنحى كثيرون باللائمة عليهم في إهدار الثروة النفطية للبلاد عضو منظمة أوبك وإهمال الفقراء. وسيحاول تحالف المعارضة الفضفاض من الأحزاب التقليدية والطلبة والحركات الجديدة إعادة تجميع نفسه وتحدي تشافيز مجددا العام القادم في انتخابات على مقاعد الجمعية الوطنية ثم انتخابات الرئاسة في وقت لاحق عام 2012. وفي الوقت الحالي يكمن التهديد الرئيسي للزعيم الاشتراكي في الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط وقد تضطره إلى التقليل من حجم الإنفاق العام الكبير الذي ساعده على بناء شعبيته. وستحاول المعارضة استغلال الاستياء المتزايد من الجريمة والفساد وارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم الذي تعد نسبته بين الأعلى على مستوى العالم. وبعد فوزه في الانتخابات لولاية أخرى عام 2006 سرع تشافيز من وتيرة جدول أعماله الاشتراكي لكنه كان أكثر حذرا في خطاب فوزه ليل الأحد وفضل أن يعد بالتعامل مع قضايا عملية مثل الجريمة وهي من مصادر القلق الرئيسية لدى الناخبين. وقال ليون مسئول استطلاع الرأي بمؤسسة داتاناليسيس «سوف يتقدم على جبهات لا تعرض صلته بالناس للخطر.» ولطالما أظهر تشافيز الذي قاد ذات يوم انقلابا فاشلا قبل أن يصل إلى الحكم من خلال الانتخابات موهبة في الاستمرار وإزاحة خصومه. ويتهم تشافيز زعماء المعارضة بانتظام بأن لهم صلات «بإمبراطورية الشر» الولايات المتحدة وقد أغلق قناة تلفزيونية تميل إلى المعارضة ووضع زعيما رئيسيا بالمعارضة تحت الحراسة مهددا بسجنه. وفي دولة تتسم بالقطبية لا تتمتع المعارضة بمساحة كبيرة للتحرك. وهي تسيطر على بضع مناصب مهمة بالحكومة المحلية وليس لها نفوذ كبير في الجمعية الوطنية. وبعد أن فاز السياسي انطونيو ليديزما بمنصب رئيس بلدية كراكاس العام الماضي وهو من الحرس القديم قال إن أنصارا لتشافيز احتلوا مكتبه. وتقول الحكومة إنه كان احتجاجا عماليا لكن منتقدين قالوا إنه تحرش به من قبل الدولة.