ملاك وأصحاب الأفران:
استطلاع/ نبيلة السيد: / تصوير/ نبيل العروبةاستناداً إلى قرار الأخ/ محافظ محافظة عدن رئيس المجلس المحلي رقم (54) لسنة (2008م) وقرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي رقم (8) بشأن تحديد أوزان وتسعيرة خبز القوالب «الروتي».. وما يدور على أرض الواقع من إضرابات للأفران واحتجاجهم الشديد على هذا القرار إلى جانب معاناة المواطن حول توفير لقمة العيش له ولأطفاله، نزلت صحيفة (14 أكتوبر) لترصد تلك الأوضاع وذلك من خلال التقائها ببعض أصحاب تلك الأفران وكذا الاستماع إلى آراء وهموم المواطنين من تلك الارتفاعات فإليكم حصيلة اللقاءات.الأخ/ عبدالحميد محمد الزغير صاحب مخبز الأغبري في الزعفران قال: عندما أغلقت مخبزي ليس من أجل صالحي ولكن لمصلحة المواطن.. لأن المواطن لا يقدر أن يتظاهر أو يحتج، طيب إلى أين نصل بحجم القرص الروتي؟إن (الجالا) في الفرن الذي أملكه تأخذ (150) جراماً للقرص.. والآن بدل أن أعمل (جاري) أعمل ثلاثة‘ وبدل أن آخذ للجاري (ديزل وكهرباء) آخذ ثلاثة.. أما بخصوص إغلاقنا للمخبز فهذا لمصلحة الناس لأن الناس متعبون، وطلبنا من الحكومة أن تدعمنا وتتعاون معنا ولو من خلال تثبيت سعر الدقيق.. فنحن قلنا: عندما كان سعر كيس الدقيق (2500) ريال قالوا: الكيلو بعشرة ريالات عبارة عن (100 جرام) للقرص، قلنا «على عيني ورأسي» ولكن أصبح الدقيق بـ (5000) ريال فماذا قالوا؟ الكيلو (13) قلنا يا جماعة حتى لو كنتم لا تقدرون أن تحسبوا أو تقرأوا أحسبوا بأيديكم (2500) عشرة (5000) ريال لازم عشرين وليس ثلاثة عشر ريالاً. أغلقنا فاتصل بي المأمور وقال لي لآ يا عبدالحميد أفتح مالك ومالهم وبع مثل ماكنت تبيع أولاً.. طيب، جرى اجتماع قبل عشرة أيام وقلنا لهم: يا جماعة إذا الحكومة لا تريد أن تدعم ـ ولو على الأقل ـ بثلث فلا فائدة من الاجتماع فنحن لا نستطيع أن نصغر القرص الروتي أكثر من كذا.. قاموا سعروا بـ (165) طيب قد قلنا لكم أن عشرين قرصاً (كيلو) عبارة عن مئتين جرام‘ وقلت لهم لو زاد مئة بالدقيق أنا سأغلق المخبز وسأقول لكم: تعالوا اشتغلوا أنتم.. أنا الآن أشتغل بلا فائدة ولكن بالخسارة، فكيف نعمل؟.. تصوروا حتى (الكريمة) حق الكيك كانت أول أسبوع بثمانية آلاف ريال للكرتون، وفي آخر الأسبوع باثني عشر ألف ريال وفي الأسبوع التالي بأربعة وعشرين ألف ريال!، لذا نقول أمرهم لله فقط!.أما الأخ/ سعيد محمد حسن ـ موزع بالمخبز الوطني كريتر ـ فقد قال: سبب الارتفاعات وإضراب الأفران هو على حساب أن سعر الكيلو بـ (165) لهذا أضربوا لم يرضوا بأن يعملوا، لأن كيلو الدقيق ارتفع سعره، وهذا السعر لا يوافق بيعهم وبكروا في يوم قرار المجلس المحلي مغلقين كلهم، لأن المحافظ فرض عليهم الكيلو بـ (165) ريالاً بشرط أن يكون الكيلو بـ (5ر16) قرص لأنه ـ حسب ما يقال ـ الدقيق لا يتجاوز (150) ريالاً فكيف سيكون سعر الروتي بـ (165) ريالاً؟. ولذا فتحنا الأفران من أجل أن نعمل بالتسعيرة الأولى من حساب عشرة ريالات إذا لم يعمل لنا المجلس المحلي أي حل فسوف نغلق مرة أخرى، لأن هذه التسعيرة لا تتيح لنا أي فائدة نهائياً من ناحية أن الكيلو بـ (165) ريالاً.. كما أننا فتحنا لأن جهة الواجبات ألزمتنا بأن نفتح، وهم سوف ينظرون في هذا القرار، إلى جانب أن بقية الأفران فتحت ففتحنا نحن أيضاً.. ولكن إذا استمرت قيمة الكيلو الدقيق بـ (165) ريالاً فسوف نغلق مرة أخرى.أما الأخ/ أمين عبده علي ـ المخبز العالمي كريتر ـ فقد قال: يوم أن طلع قرار المجلس المحلي أضربنا على أساس أننا سوف نتفاهم مع هذا القرار ولكن لم يرد علينا.. ونحن سوف نعمل بالمخبز مثل ما كنا نعمل سابقاً وفتحنا عندما رأينا أصحاب الأفران الكبيرة فتحوا فقمنا نحن أيضاَ بفتح مخبزنا..وأحب أن أقول إننا لن نغلق مخبزنا مرة أخرى لأننا سوف نعمل ونبيع بالتسعيرة الأولى على أساس القرص بعشرة ريالات بنفس الحجم لأننا لا نعمل بالكيلو وإنما نعمل بالقرص ولأن سعر المجلس المحلي لا يلائمنا ولن نعمل به لأننا عندنا التزامات من ديزل وعمال وإيجار المحل.. فنحن نبيع القرص الروتي بعشرة ربالات وإنما حسب قرار المجلس المحلي أبو عشرين بـ (165) يعني خمسة عشر جراماً للقرص أو مائة وعشرين جراماً بعشرين ريالاً أو واحد وستين بعشرة ريالات.الأخ/ عدنان عبده علي محمد - مخبز الدوار الفرنسي - في المعلا قال: نحن عملنا إضراباً شبه جزئي وفتحنا عندما قالوا إنهم يناقشون الموضوع مع الأخ المحافظ، ولكن إلى الآن لم يردوا علينا.. فأنا أقول: إذا ارتفع الدقيق أكثر من ذلك والأسعار الأخرى ارتفعت أيضاً فهذا ظلم ونحن سنخسر، «وارتفاعات دائماً مستمرة وغير محددة، لكن إذا كانت الأسعار مستقرة فنحن إن شاء الله سنبيع بالجرام.. نحن نعمل ونبيع بقرار صنعاء مئة جرام يعني عشرين ريالاً أما قرار عدن «تسعين جراماً بخمسة عشر ريالاً» فلا.. أنا لا أكذب عليكم فأنا أبيع بالتسعيرة الأولى وليس بقرار المجلس المحلي.. كل ما أتمناه أن يستقروا على تسعيرة محددة وليس في كل يوم لهم تسعيرة جديدة، فنحن لنا التزامات ومصاريف وعمال يطالبوننا بزيادة رواتبهم لأن كل شيء ارتفع سعره والحياة المعيشية صعبة جداً.ولذا نقول للحكومة عليها أن تراعي ظروف الحياة المعيشية للمواطنين وتراعي ظروفنا أيضاً ـ نحن أصحاب الأفران ـ فلسنا نحن دائماً الغلطانين وأصحاب الدقيق الأصليون هم على حق..أما الأخ/ زكي أحمد عبده قائد صاحب مخبز الخير والبركة التواهي فقد قال: أنا بالنسبة لمخبزي لم أغلقه ولكن أصحاب مخابز المعلا وكريتر هم الذين أغلقوا.. أما بالنسبة لقرار المجلس المحلي بالتسعيرة وأوزان الروتي نحن لا نعمل به، ولكن نحن نعمل بقرارنا الأول لأننا لو بعنا بالكيلو لن نستفيد بهذه التسعيرة لأننا سنبيع الروتي بنفس سعر الدقيق تماماً بدون فائدة، ونحن بحاجة إلى فائدة من أجل أجرة العمال وإيجار المخبز والديزل وأشياء أخرى، إذا زادت تسعيرة الدقيق فعلينا أن نرفع التسعيرة، فنحن الآن نأخذ الكيس الدقيق بـ (6310) ريالات ولكن لو زاد عن ذلك بـ (500) أو (600) ريال على السعر الحالي سوف نرفع التسعيرة لأن أكثر من هذا السعر لا نستطيع تحمله فإيجار المخبز حقي (75 ألف ريال) في الشهر فكيف بالله عليكم سأغطي الخرج من ماء وكهرباء وإيجار المحل، والله نحن لا نعمل إلا بالبركة..أما بخصوص المجلس المحلي وقرار التسعيرة فقد نزلوا إلى مخبزي ووزنوا الروتي وعندما وجدوا بأن وزني مضبوط ذهبوا وهذا كان في نفس اليوم الذي صدر فيه القرار.. أما إذا أصر المجلس المحلي على تسعيرتهم فسوف تضرب جميع الأفران، لأن التسعيرة لا تفيدنا.. ولو ذهبتم إلى صنعاء سترون حجم الروتي أصغر من حقنا وبعشرين ريالاً للقرص الواحد.فنحن نعمل بالأمانة في عملنا ونبيع بالقرص وليس بالكيلو فالتجار أمثال شركة هائل سعيد أنعم يريدون أن تبيع الأفران القرص الروتي بعشرين لأجل أن يرفعوا الأسعار مرة أخرى.. لأنه أول ما طلع بعشرة ريالات اليوم الثاني ارتفعت قيمة كيس الدقيق من (3000) ريال إلى (6310) ريالات فنحن نقول الدقيق كله من عند التجار!..المواطن/ علي محمد عبدالله ـ موظف في الكهرباء ـ يقول: ماذا أقول لك يا ابنتي، حالتنا الآن في (التنك) فأسعار الروتي أصبحت الآن في كارثة، أصبح مثل القلم في اليد ليس له شكل حتى إنه لم يعد يفي بالغرض أو يشبع، يأكل الواحد منا خمسة أقراص ونقوم ونحن في غاية الجوع، فأنا لي خمسة أولاد وكلهم يدرسون أحسبي أنت: كل واحد منهم يأكل خمسة أقراص وأضربي ستة أولاد في خمسة أقراص لفترتين صباحاً ومساء يعني ما نكسبه نشتري به الروتي فقط من غير الالتزامات الأخرى من كهرباء وماء وراشن.أقول إن الأسعار قتلتنا وسلختنا والله العظيم فالرحمة طيبة، وأقول: أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وأقول أيضاً: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. يجب أن نغير ما في أنفسنا حتى يغير الله ما علينا فإذا كان الغلاء في زمننا هكذا كيف سيكون في زمان أبنائنا؟ ربنا يستر.الأخ المهندس/ سعيد خليدي من المعلا قال: الروتي صغير جداً والراتب لا يكفي إلا إلى تاريخ 4 من الشهر وينتهي الراتب.. فالوضع الاقتصادي سيء جداً والزيادة صرفت للبعض.. وزيادة الثلاثة آلاف سوف تكون للعاملين أما المتقاعدون فستكون ألفاً وخمسمائة ريال وكأن المتقاعدين مواطنون درجة ثالثة.. الناس في حالة احتقان وحالة غليان من الارتفاعات الجنونية للأسعار.. أما الروتي في زيادة عالمية ولكن الزيادة تصل إلى ما بين 10 أو 15 % ولكن الزيادة في الـ 24 ساعة ساعة داخل وساعة خارج زيادة مستمرة.. وهذا ظلم والاحتقان سوف يزداد والحكومة إذا لم تلتفت إلى أوضاع الناس المعيشية سوف يزيد هذا الاحتقان وتزيد الاعتصامات، فالحكومة يجب أن تستمع إلى صوت العقل من أجل إيجاد الطمأنينة والاستقرار في البلد..المواطن/ طلال حسين - موظف في ميناء عدن - قال: بصراحة أصبح شكل الروتي مثل القلم الحبر وهذا قليل في حقه، وهذا ظلم كبير كوني أحد المواطنين ومتزوجاً وكنت أولاً أشتري بمئة ريال أما الآن نتيجة لصغر حجم الروتي أصبحت أشتري بـ (300) ريال ولا يكفينا في وجبة العشاء.. والزيادة لم تواكب الأسعار المرتفعة كل يوم إلى جانب أن علينا التزامات أخرى لا ترحم كالكهرباء والماء والتلفون وأشياء أخرى وذلك للحياة المعيشية.. أملنا في الحكومة أن تنظر إلى الأسعار وتخرجنا من دائرتنا المغلقة التي نعيشها يومياً وأملنا كبير لعل وعسى!!المواطن/ عادل أحمد عبدالله موظف في قطاع الصحة يقول: الروتي قد مات والطعن في الميت حرام مافيش داعي نذكر فنحن الآن نعمل لنا خبزاً في التنور، صحيح أن الدقيق غال ولكن ماذا نعمل، هذا الله وهذه حكمته!