على الرغم من أن البرنامج الاصلاحي لحكومة الملك عبدالله أفسح المجال لهن
الرياض / متابعات :تعرضت إعلاميات سعوديات مؤخرا لهجوم شرس وتشهير شنته بعض منتديات الانترنت للتشكيك بمصداقيتهن ونبذ أرائهن وأعمالهن سواء من قبل تيارات فكرية اصولية متشددة ترى في اعمالهن خروجا عن تعاليم الشريعة الاسلامية ، و دعوة لترك عادات وتقاليد المجتمع، او من قبل زملائهن في المهنة من الجنسين بعدة طرق، ابرزها ارسال رسائل بالبريد الالكتروني او الفاكس للتشكيك بمصادر معلوماتهن وبأصل الاعلامية ونسبها .ولم يقتصر الامر على ذلك بل وصل الى تعرض عدد منهن للتهديد من قبل زوجات مصادر المعلومات وخاصة الغيورات منهن .الى ذلك نقلت قناة ( العربية ) السعودية التي تبث برامجها من دبي عن عدد من الصحفيات والاعلاميات السعوديات معاناتهن من المجتمع والتيار المتشدد والغيرة الزوجية والمهنية على الرغم من الدعم الذي يقدمه البنامج الاصلاحي لحكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للنساء العاملات وفي مقدمتهن الاعلاميات .في هذا السياق قالت الصحفية السعودية سمر المقرن رئيسة قسم المجتمع بجريدة ( الوطن ) السعودية انها تعرضت لهجوم وصفته بالشرس ممن اسمتهم "خفافيش الانترنت". واضافت سمر : (( في البداية اوجه حديثي لهؤلاء الخفافيش، واقول لهم شكرا لكم يا اعدائي لقد صنعتم مني بطلة " مشيرة الى ان الهجوم الذي تتعرض له يشنه بعض زملائها في المهنة الاعلامية من النساء والرجال، وأنها تعرف اسماء عدد منهم )) ، مشيرة الى انها منذ تولت رئاسة القسم كأول امرأة سعودية تصل لذلك المنصب في جريدة محلية يومية, ارتفعت حدة الهجوم ضدها .ونوهت سمر المقرن بالصعوبات التي تواجه الاعلاميات السعوديات ومنهن الصحفيات ومن ابرزها مصادر المعلومات، حيث أن معرفة المصادر تعتمد على حضور المناسبات والمؤتمرات، وهي حكر على الرجال دون النساء وبالتالي تفتقد الاعلاميه لمصادر المعلومات المتوفرة عند زملائها الاعلاميين من الرجال.وهاجمت المقرن مسؤولي العلاقات العامة في الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وخاصة الذين يعملون متعاونين لدى الصحف المحلية، وذلك لرفضهم اعطاء المعلومة للصحفي واحتكارهم لها.وقالت: "لقد واجهت العديد من هذه الصعوبات خلال مجال عملي والتي تسببت في تأخر والغاء العديد من المواضيع الصحفية، من ابرزها عدم امكانية التواصل مع المصدر من خلال اللقاء المباشر او الحوار الهاتفي, والمماطلة من قبل جهة العلاقات العامه التابعه للجهات الحكومية والقطاع الخاص. وطالبت المقرن بضرروة اعداد قانون يلزم الجهات الرسمية وغير الرسمية بتزويد الصحفيات بالمعلومات الدقيقة والصحيحة في حالة طلبها " أسوة بالرجال.من جانبها انتقدت الكاتبة والاعلامية السعودية ناهد باشطح ماتتعرض له من انتقادات وهجوم عليها من خلال منتديات ومواقع الانترنت مشيرة الى ان اصحاب ذلك الهجوم هن من زميلاتها الاعلاميات.وقالت " اعرفهن من اسلوبهن في الهجوم والنقد, واعرف ايضا أن هناك من يمدحني امامي ويهاجمني في الخلف". وأضافت انها لا تشعر بالقلق بالنسبة للبحث عن المصادر، معللة ذلك بانها ليست صحفية خبر تسعى وراء السبق الصحفي اوالحدث، بل تعد نفسها صحفية استقصائية، مشددة على انها لاتلجأ في كتابتها الى مصادر الجهات الرسمية في البلاد . وتطرقت ناهد باشطح لبعض الصعوبات التي تواجه الاعلامية السعودية، منها تحرج بعض المصادر من التحدث معها بسبب وجود زوجاتهم بجوارهم، وتكون صيغة الحديث معها كهيئة رجل. وقالت : ((عندما يبدأ المصدر يحدثني بهذا الاسلوب انهى معه المكالمة، ولا أعاود الاتصال به لاحقا لانه بافعاله يضعني في مكان شبهة. )) .واشارت الى ان الذين هاجموها من خلال منتديات الانترنت ساعدوها في حصولها على اعلانات مجانية. وبينت ان من يهاجمها وينتقدها هن من بعض زميلاتها في الوسط الاعلامي، وهن معروفات باسلوبهن الهجومي وطريقتهن.وترى أن جميع ماتعرضت له من انتقادات وهجوم جاء بعد حصولها على عده جوائز ومناصب، ابرزها عضوية مجلس هيئة الصحفيين السعوديين ،وجائزة دبي للصحافة كاحسن تحقيق منذ خمسه اعوام كشهادة على موهبتها الصحفية.وتضيف: تعرضت لهجوم وانتقاد بسبب المنتدى الأول للاعلاميات، وخاصة في منتديات الساحات ولم ارد عليهن لأنني وجدت تعليقاتهم في الساحات غير منطقي, والهجوم على في منتديات الساحات جاء نتيجة ان المنتدى أظهر مشكله الاعلاميات للعلن، مما تسبب في قلق الرافضين لاي تطور في المجتمع. وبينت باشطح ابرز الصعوبات التي تواجه الاعلامية السعودية، منها عدم تقدير الصحفية لذاتها وعدم وجود المبادرة لديها, وعدم وجود الدعم الاجتماعي من الاسرة والزوج، وضعف المهارات المهنية لديها، وقلة الدورات التدريبية ، مشيرة الى ان تقبل المجتمع للاعلامية السعودية رغم اتهام البعض منهن بالسطحية، مرجعة ذلك الى وجود مجموعة من الصحفيات غير المؤهلات للعمل الصحفي.وانتقدت باشطح عددا من المؤسسات الاعلامية غير المهتمة بتدريب الصحفية السعودية، وقالت: "بعض المؤسسات لاتعطي للصحفية عقودها بشكل كامل فهناك العديد من الصحفيات بلا عقود للان, و الاقسام النسائية لديها اقسام صورية تقع تحت سيطرة الادارة الرجالية, وبعض المؤسسات الصحفيه لاتلتزم بقانون المؤسسات الصحفية مثل تشغيل صحفيات اعمارهن تقل عن 20 عاما، بالاضافة الى ان هناك بعض المؤسسات توظف اعلاميات غير حاصلات على الشهادة الثانوية، او يكون لديهن خبرة لاتقل عن خمس سنوات, مشيرة الى كاتبة هي في الأصل خبيرة تجميل. على الصعيد نفسه اشارت المذيعة السعودية في مكتب قناة (الاوربت ) بالرياض ايمان المنديل الى "ان الهجوم على الاعلاميات عن طريق الانترنت والمنتديات، مجرد اسلوب للضعفاء الذين يختبئون وراء شاشات الكمبيوتر ليطلقوا العنان لالسنتهم ولخيالهم". وقالت: " النقد البناء جيد ويساعدنا جميعا وما تواجهه الاعلاميات يواجهه الزملاء الاعلاميون، سواء سلبا او ايجابا، ولكنهن معرضات اكثر لمواجهة الصعوبات فقط لانهن نساء، وهذا ما قد تتعرض له اي امرأة حتى ولم تكن تعمل في اي مجال".اما هيام عبدالعزيز الصحفية في مجلة (المرأة اليوم) فقد اوضحت ماتعانيه الاعلاميه مع المصادر وخاصة المتشددين منهم، حيث انهم يرفضون الحديث معها او اعطاء اي معلومه بدعوى انها انثى وصوتها عورة.وبينت انها مؤخرا سعت للحصول على رأي من اهل الدين في موضوع اجتماعي تم تناوله مؤخرا لكنها فوجئت بالرفض، مشيرة الى ان البعض الاخر يطلب منها ارسال ولي امرها لسؤاله في الجامع بعد صلاه العصر !!!.وبينت الى أن هناك نوعا آخر من المصادر وخاصة ممن يقصر المعلومة على الصحفي دون الصحفية، يرى أن مدها بالمعلومات سيضعه في اطار الشبهة بوجود علاقة ما بينهما.كما تناولت الصحافية في جريدة المدينه تهاني الماجد تعمد بعض المصادر مخاطبة الصحفية باسلوب المذكر "سواء في المكتب او المنزل بسبب خوفهم من زوجاتهم.وقالت انها تعرضت مؤخرا لهجوم من زوجة احد المصادر التي اعتادت التفتيش في هاتفه المحمول. كما فوجئت باتصال من سيدة في احدى الامسيات تستفسر عن هويتها، ووسط استغرابها ودهشتها، افادت السيدة انها وجدت رقم هاتفها المحمول على هاتف زوجها اكثر من مرة وانه قام بالرد عليها في اتصال آخر.اجابتها بكل هدوء بانها اعلامية وزوجة وام وان طبيعة عملها يحتم عليها الاتصال باكثر من مصدر في اليوم، وان زوجها مجرد احد المصادر الذين تتعامل معهم فاخذت تعتذر على سوء فهمها .