في مهرجان يوم الوفاء برعاية رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة واتحاد الأدباء
صنعاء / سبأ: في يوم وفاء بديع معطر بأريج معاني الامتنان كرمت وزارة الثقافة وإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء مربي الأجيال الرئيس المؤسس لمؤسسة العفيف الثقافية أحمد جابر عفيف ، حيث منحه وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي و رئيس إتحاد الأدباء والكتاب فرع صنعاء محمد القعود درعي الوزارة و الاتحاد مع باقات من الورد وعقود الفل خلال مهرجان تكريم أُقيم امس على رواق «بيت الثقافة « بصنعاء . وحسب المهرجان ، الذي رعته وزارة الثقافة و نظمه فرع إتحاد الأدباء والكتاب بصنعاء ، فقد جاء التكريم عرفاناً بعطاءات العفيف في تفعيل المشهد الثقافي اليمني،و تقديرا لاسهاماته الرائدة في خدمة ثقافة التنوير والتحديث والتطوير،والتأسيس لرؤية جديدة في العمل الثقافي جسدتها مؤسسة العفيف الثقافية،وتبنيه دعوة مختلفة الى الحرية والديمقراطية والرخاء والحياة الكريمة، وفق قيم الالتزام والتغيير وصولا إلى تجاوز مخلفات الجهل والتخلف والإرتقاء صوب آفاق الغد المشرق بنور التقدم المنشود لليمن.و في المهرجان الذي حضره عددٌُ كبير من الأدباء والمثقفين ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور حسن مكي ووكيل وزارة السياحة مطهر تقي وأبناء المحتفى به وإصدقائه ومحبيه...أكد وزير الثقافة أن هذا التكريم يأتي احتفاءً بالثقافة والابداع والتميز ،احتفاء بقيم الإلتزام و التنوير وإمتنان وتقدير لكل ما انجزه هذا الرجل على صعيد مشروعه الثقافي المتميز.وقال الدكتور محمد أبوبكر المفلحي:نحتفي بالأستاذ الكبير و المربي الجليل أحمد جابر عفيف ،هذه القامة السامقة التي كان لها ولازال تأثيرها الواسع في حياتنا الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية منذ أربعينيات القرن الماضي.وأضاف المفلحي:أحمد جابر عفيف ذلك الإنسان الذي بدأ حياته معلما في ذلك الزمن المجدب فغرس في نفوس طلابه معنى الحرية الوطنية والمثابرة والصبر والاصرار على النجاح .وتابع : على الرغم من تقلده لمناصب هامة ومتعددة في مجتمعنا بعد قيام الثورة المباركة من سفير إلى وزير الى رئيس مجلس ادارة الى آخره من المراكز الرفيعة ، إلا أن ما ميز الأستاذ أحمد جابر عفيف في كل موقع من هذه المواقع ، أنه كان يترك بصمته العميقة التي لا تنسى ولا يمحوها الزمن . واستطرد الوزير متسائلا باعجاب : من منا يستطيع ان ينسى أن أحمد جابر عفيف هو الذي أشرف على تأسيس جامعة صنعاء عندما كان وزيراً للتربية والتعليم ، و من منا يمكنه ان ينسى أن أحمد جابر عفيف هو من أنشأ أول مدينة سكنية لموظفي الدولة ممثلة في مدينة حدة السكنية عندما كان رئيسا لبنك التسليف للاسكان .وقال وزير الثقافة:وعلى الرغم من تعدد المهام والأدوار التي خاضها استاذنا أحمد جابر عفيف إلا أن أعظم دور مارسه طيلة حياته العامة والخاصة هو دور المربي و دور الأستاذ و الموجه وهو ما رفعه لكي يصبح رائدا من رواد التنوير الفكري والسياسي والاجتماعي ورمزا من رموز الحداثة والتطوير و داعية إلى الوحدة والديمقراطية في مجتمعنا .وتابع : وعلى الرغم من انجازاته الواسعة والمتعددة إلا أن أهم انجاز حققه في حياته أطال الله في عمره وأمه بالصحة هو انشاء مؤسسة العفيف الثقافية التي احتفينا بالأمس القريب بمرور عشرين عام على تأسيسها، هذه المؤسسة التي شكلت منذ انشائها واحة ً آمنة ً لكل المثقفين من كل ارجاء الوطن وساحة متقدمة للحوار والابداع ونموذجا فريدا في ملامستها للواقع الثقافي وفي ترسيخها للمبادئ العلمية في انتاجها الفكري والمعرفي ، وما الموسوعة اليمنية بطبعتيها الأولى والثانية الا دليل واضح على الالتزام الصارم بمعايير العمل الابداعي المتميز والتمواصل بجهد مؤسسي جماعي متماسك.و كان الدكتور المفلحي قد افتتح في مستهل المهرجان معرض الصور الفوتوغرافية التي تعكس مراحل من تجربة المتحفى به .وأبدى الوزير اعجاباً بخصوصية المعرض مشيداً بالجهود التي اسهمت في تنظيمه منوها بجدارة العفيف بكل هذه الجهود و اكثر منها لما مثلته وتمثله تجربته التي أسهم من خلالها في خدمة اليمن و رفدها بكثير من الاضافات التي تتباهى بها الاجيال في هذا البلد . وهي الانجازات التي أكد الشاعر محمد القعود رئيس اتحاد الادباء والكتاب بصنعاء أنها تمثل مشاعل ضوء فتحت أمام اليمن أبواب من الجديد و نوافذ من الجميل المتميز .وقال : عندما نتذكر ما قدمه هذا الرجل العظيم من عطاءات فاننا لانملك الا ان نقول له شكرا لكل ما قدمت و كل ما أسهمت به في خدمة اليمن ... شكرا من كل الاجيال التي اشعلت في دروبها مشاعل التنوير .و أضاف: يكفيك مؤسسة العفيف الثقافية هذه القامة السامقة في هذا الوطن هذه المؤسسة التي مثلت وتمثل واحة ظليلة يأوي اليها الأدباء والمثقفين و المهتمين .واستطرد : حاولنا أن نقول شكراً ولكن بطريقة متواضعة من خلال هذا المهرجان الذي حاولنا من خلاله ان نرتقي الى مستوى عطاءاتكم التي تتجاوز كل تكريم ... شكرا لما اعطيتم و لما وجدناه منكم على مدى تجربتكم المفعمة بأجمل و أفضل معاني الانجاز الثقافي و التنويري والتحديثي ... شكرا للعفيف منبرا للاجيال و دربا من دروب المعرفة . من جانبها أكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الشاعرة هدى أبلان ابتهاج ادباء ومثقفي اليمن بتكريم واحد من أهم أعلامهم. وقالت : نحتفي اليوم بواحد من قممنا الثقافية والتربوية والسياسية التي أعطت الوطن والثقافة الشيئ الكثير..واحد من مناضلي الثورة اليمنية ومن الذين أرسوا قيمها الثقافية والفكرية ، انه الاستاذ أحمد جابر عفيف ذلك الانسان الوطني والتربوي والسياسي الذي عصر زهرة شبابه وجذوة عمره في محراب الوطن وفي سبيل الدفاع عن قلاعه و حقه في الحياة والحداثة و التنوير .وأضافت أبلان مخاطبة الحضور: من منا لا يتذكر صوره في مقدمات كتب التربية الوطنية والتأريخ والجغرافيا وغيرها وهو يغرس بذرة العلم في صدر كل واحد منا ، ويعطي للعلم قداسته .وقالت : لقد توج هذا الرجل عمره و ريادته بتأسيس واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في بلادنا مؤسسة العفيف ،التي واكبت وأحتفت بواحد من أهم المشاهد الثقافية في بلادنا ،مشهد التسعينيات الذي خرج كبيرا من اشراقات الوحدة والديمقراطية .وأضافت: كلنا قرأنا أحلامنا و أفكارنا و حفرنا خطواتنا الأولى من خلال هذه المؤسسة المتميزة في نظامها و دأبها و اتيانها بالجديد والمفيد و ثباتها على خط ثقافي واختلافي لم يتغير ولم يتزعزع .و تابعت : إن اتحاد الادباء و معه كل المؤسسات الثقافية الأخرى وهو يحتفي بهذا الرائد والمعلم والانسان بكل ما يجمع من نبل ومثابرة ، ليس له الا ان يستذكر مساهماته في دعم الاتحاد بكل محبة و امتنان.وحيت أبلان العفيف في يوم تكريمه وهو باقٍ بكل هذا الكبرياء والجمال والوطنية والاخلاق الثقافية الثابتة التي سار عليها عقودا طويلة .من جانبه سكب مدير تحرير صحيفة الثورة الكاتب والصحفي الزميل عبدالرحمن بجاش فيوضا من الذكريات باتجاه العفيف ، معربا عن مدى التقدير الذي يحظى به هذا الرجل بمنجزه الثقافي الرائع .وقال : « في هذا المكان الجميل التقينا بصباحات الكلمة الودودة الشاعرة و الدافئة للمساح و الدحان و الكلمة المغناة للجابري و بالكلمة اللون لعبد الجبار نعمان و بالكلمة الصورة للغابري و بالكلمة المشقر لأروى عبده عثمان و كثيرون مروا من هنا احسسنا معهم و بهم أن الحلم لا يزال له مكان بيننا وأن الكلمة لا تزال ضوء يهدي الحائرين و المحبطين ومن يعملون في سبيل المستقبل..هذه الكلمة هي الفنار الذي على ضوئه تسير سفننا نحو المستقبل».و أضاف: حين نكرم الأستاذ أحمد جابر عفيف نحن نكرم القيم الأكثر نبلا في حياتنا: القيم التي يحاول ماكياج هذا الزمن ان يطغى عليها ..لكن بالنوايا الخيرة وبالفعل الثقافي المتميز سنرى بالتأكيد كثيرين في هذه القاعة المباركة يُكرمون ويدخلون الى ذاكرة اطفالنا مرفوعي الهامات.وقال : ان وطنا يُكرم مبدعيه وطن يستحق الحياة .. والتكريم الذي منح له قبل هذا التكريم الاكبر ان توقيعه ( توقيع العفيف) تحمله الشهادات المعلقة في معظم منازل اليمنيين .و استطرد: لا آزال اتذكر ذلك الصباح الجميل بمدرسة عبدالناصر الثانوية... هذه المدرسة التي تجاورت مع شارع علي عبدالمغني الذي مر منه كل اليمنيين لترسيخ دعائم الثورة.وأوضح : في ذلك الصباح قيل لنا إن الوزير سيزوركم ، وليس أحمد جابر عفيف بالوزير الذي يمر أمامك و لا تكاد تراه بل كان بملأ الاسماع والابصار... يومها وقف في الساحة و راح يخطب فينا مدافعا عن جامعة صنعاء التي بدأ نورها يشرق في تلك الايام و هدد يومها بالاستقالة في حال لم تظهر كلية الشريعة و القانون كما خطط لها ... وانتصرت جامعة صنعاء في الأخير و كان له الفضل بقدومها ... كنا نحن لتونا قد قدمنا من مدرسة سيف المجاورة و كنا كل صباح يمر معظمنا بجانب البئر التي كانت وسط هذا الشارع بمحاذاة دار الكتب وبالقرب منها منزل الاستاذ .و أكد عبدالرحمن بجا ش أن أحمد جابر عفيف من القلائل الذين أرخو لانفسهم مما يجعل الأجيال اللاحقة تظل تهتدي بنبراس تجربته، وهي التجربة التي توجها بمؤسسة العفيف الثقافية ، هذه المؤسسة التي يعاونه اليوم في اداراتها الأستاذ عبدالباري طاهر هذا الرجل الذي لا نملك إلا ان نقف نحن له وقفة تقدير و احترام .و في ختام كلمته أعرب عن الشكر لوزير الثقافة السابق خالد الرويشان الذي وضع اللبنة الأولى لأن تكون صباحات بيت الثقافة مطرزة بالابداع والمبدعين و كذا لوزير الثقافة الحالي الدكتور محمد أبو بكر المفلحي الذي واصل المشوار و كذلك الشكر موصول لرئيس اتحاد الادباء والكتاب بصنعاء محمد القعود و للحاضرين جميعا كما هي تحية خاصة الى من اقترن اسمها باسم الاستاذ أم اولاده التي لها فضل كبير في رعايته و مرافقته.وقال عبدالباري طاهر : تكريمكم للعفيف المؤسس والمؤسسة تكريم للثقافة والمثقفين والأدب والأدباء وتكريم للتعليم فأحمد جابر عفيف وأحد من مشعلي نور الكلمة والمعرفة في المتوكلية اليمنية سابقا ..ومن خمسينيات القرن الماضي.. رجل انغرس في التعلم والتعليم منذ كان يافعا وواصل رسالة التعلم والتعليم فمن طالب في مدارس التعليم الحديث بصنعاء منتصف الثلاثينيات ثم مدرسا ومدير مدرسة في المراوعة منتصف الأربعينيات ثم مشرفا على مدارس تهامة» .وتابع طاهر : واصل الأستاذ رحلة التعلم والتعليم حتى أصبح وزير تربية وتعليم في حكومة الأستاذ محسن العيني بعد ال15 من نوفمبر 1967م وقد أسهم بدور في التأسيس للتعليم الحديث والمدرسة والجامعة والمناهج . وكان له الفضل في بناء أول حي سكني في حدة . وعندما ترك العمل الرسمي تفرغ لإدارة المؤسسة الثقافية الممولة من ماله الخاص والمدعومة من وزارة الثقافة مشكورة .وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة العفيف إلى الدور الذي تضطلع به المؤسسة في الحياة الثقافية والفكرية منوها بالأهمية البالغة لإصدار أول موسوعة عن اليمن انسانا وتاريخا وحضارة .وأضاف : كما تقوم المؤسسة حاليا بدورات تأهيلية لطلاب الانجليزي والكمبيوتر من خلال معهد يضم ما يقرب من مائة وعشرين طالبا.واختتم كلمته : تكريمكم للأستاذ أحمد جابر عفيف لفتة إنسانية رائعة وتحية طيبة لائقة من اتحاد عتيد رعى المعرفة والثقافة والإبداع منذ النشأة الأولى فشكرا للسيد الوزير الإنسان الذي رعى التكريم ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه . [c1]“العفيف في سطور”[/c]وُلد الأستاذ أحمد جابر عفيف في مدينة بيت الفقيه محافظة الحديدة عام 1928م وفي أحضان تلك المدينة عاش حياة بسيطة وفيها أيضاً تلقى تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة ليواصل دراسته. وفي أوائل الأربعينات من القرن العشرين اختارته إدارة معارف الحديدة ضمن طلاب آخرين من منطقة تهامة للدراسة في صنعاء.بعد أن أكمل دراسته الثانوية في صنعاء عُين مديراً لمدرسة المراوعة، ثمّ تدرج في الإدارة التربوية حتى عُيِّن مديراً للمعارف في لواء الحديدة، ثمّ مفتشاً بوزارة المعارف عام 1955م.. وخلال تلك الفترة تفجّرت ثورة 48م الدستورية، وكان الشاب أحمد جابر عفيف ممتلئاً عنفواناً وقوة فرغب في تقديم خدمة لوطنه فجال قرى المراوعة بمبادرة منه، والتقى مشايخها وأعيانها آخذاً البيعة للإمام الدستوري، وبعد فشل الثورة تعرَّض إلى أسوأ العواقب، حيث سُجن وأوشك أن يُعدم لكن القدر تدخل مرةً أخرى. بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م واصل دوره في مجال العمل الوطني، فعُيِّن نائباً لوزير الصحة، ثمّ سفيراً للجمهورية في سوريا ولبنان في بداية عام 1963م، عُيِّن وزيراً للتربية والتعليم، ورئيساً أعلى للتعليم العالي، وكان التعليم يُعاني من أوضاعٍ غاية في البؤس فلا مناهج ولا بنى منظمة ولا كوادر مؤهلة وكل ذلك مع غياب فلسفة واضحة للتعليم، فعقد العزم على تحدي الصعوبات وتطوير التعليم والتركيز على التعليم الفني والمهني وإدخال التعليم الابتدائي للأرياف وإنشاء معاهد المعلمين في صنعاء وكل المحافظات.عمل بالتدريس في الحديدة، ثمّ تدرّج في الإدارة التربوية حتى عُيِّن مديراً للمعارف في لواء الحديدة، ثمّ مفتشاً بوزارة المعارف في عام 1955م بصنعاء.وزيراً للتربية والتعليم ورئيساً أعلى للتعليم العالي أواخر 1969م. أشرف على إنشاء جامعة صنعاء ومركز الدراسات والبحوث اليمني. رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني 1970م. عُيِّن مديراً لمستشفى صنعاء، حيث عمل خلال تلك الفترة على إنشاء معهد التمريض، وساعد في إيجاد برامج محو الأمية والتدبير المنزلي والتوعية الصحية للأمهات. وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر عُيِّن نائباً لوزير الصحة. سفيراً للجمهورية اليمنية في لبنان وسوريا بداية عام 1963م.عضو مجلس الشعب التأسيسي (عدة مرات).رئيس مجلس إدارة بنك التسليف للإسكان وأشرف بنفسه على بناء المدينة السكنية للبنك.عضو المجلس الاستشاري لعدة فترات.رئيس مؤسسة العفيف الثقافية، رئيس مجلس الأمناء.رئيس الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات.مقرر لجنة الحوار 93 ـ 1994م. [c1]مؤلفاته :[/c] الحركة الوطنية في اليمن، شاهد على اليمن (أشياء من الذاكرة). [c1]كتب عنه :[/c] زمن خارج السرب (من أعلام اليمن) للكاتب علي المقري. تمّ اختياره ((كشخصية العام الثقافية)) للعام 2003م من قبل وزارة الثقافة والسياحة اليمنية. حاصل على وسام الأرز الوطني رتبة الوشاح الأكبر من لبنان في عام 1972م. حاصل على العديد من الشهادات التقديرية.