مقر بلدية جعار المدمر
جعار/ كتب فضل مبارك: في عشية عيد الحب الذي يحرص قطاع واسع من الناس على الاحتفاء به كمناسبة رمزية للتعبير عن مشاعرهم تجاه من يحبون، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون.. من أبنائهم وأمهاتهم وإخوانهم وبناتهم وأزواجهم وأصدقائهم إذ أن مشاعر بني آدم وحواء واحدة، ولا تختلف عند الأمريكي عن الصيني أو الروسي عن اليمني فالإنسان مكلف بأن يحب لغيره ما يحب لنفسه.المهم في مساء أمس الأول وتحديداً في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل صحوت من نومي على جرس هاتفي يخبرني بوصول رسالة تعودت في مثل هذه الحالات عندما يرن « الهاتف سواء بوصول رسالة أو مكالمة في وقت متأخر كهذا فإن الأمر يتعلق بحدوث شيء جديد في مدينة جعار ولا غير ذلك شيء .. حتى أصبح الأمر لا يشكل أية حماسة لدي باعتباره أصبح قاعدة .. والاستثناء - وهو ما لم يحدث خلال الأشهر الماضية - إن لا يتصل بك أحد أو يبعث اليك برسالة لإخبارك عن وقوع انفجار أو هجوم على السجن أو مبنى حكومي أو اشتباك مع نقطة أو دورية أو نهب وسرقة مرفق حكومي. على مضض تناولت الهاتف لأقرأ الرسالة التي كانت من طرف صديقي العزيز توفيق عبد الوهاب ونصها يقول «مفارقة مضحكة مبكية.. العالم يحتفل بعيد الحب بينما تتم الآن سرقة سجن جعار» لا يخفي نص الرسالة حجم الألم والقهر الذي يعتصر قلب ونفس صديقي توفيق ومثله كل أبناء جعار وأبين الشرفاء الغيورين على منطقتهم ، والآملين أن يسود الأمن والاستقرار، وأن ينعم الناس بساعات نوم هانئة وأن يتمتع الأطفال بوجبة لهو مستحقة وأن يستطيع الكل نساء ورجالاً إنجاز تسوقهم دون خوف ، وأن تطمئن الأسرة على ذهاب أبنائها إلى المدرسة وعودتهم سالمين ، وقبل هذا وذاك وهو الأهم أن تتفرغ أجهزة السلطة المحلية وتصب جهودها وإمكانياتها بما ينفع المجتمع بأن تلتفت إلى التركيز على بناء المشاريع الخدمية التي تفتقر إليها مناطق المحافظة ، إذا أن كثيراً من إمكانيات وجهود السلطة وأجهزتها تذهب أدراج الرياح في ملاحقة خيط دخان بفضل هذه الاختلالات الأمنية والفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة وتنذر بوادرها باتساع رقعتها. وعلى فكرة لا يمكن التقليل من الجهد الذي يبذل في التصدي لهذه الفوضى وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها وفرض هيبة الدولة وبسط سلطة القانون والنظام، ويكذب ثم يكذب ثم يكذب من يقول إن هناك شحة في الإمكانيات لدى أجهزة الأمن والجيش في المحافظة أو السلطة المحلية وأنها تشكل عائقاً أمام وضع حد لما يجري حيث أن ذلك هراء ملبس بعذر أقبح من ذنب يحاول البعض استحضاره كشماعة يعلقون عليها العجز أو التهاون بل والتسيب وما هو مخفي وراء الأكمة ، باعتبار أن حكاية الإمكانيات مجرد الحلقة الأضعف التي وجدت كمطية سهلة للتبرير لكنني أقول مستنداً في ذلك إلى قناعة عامة عند الناس تدعمها أحاديث قيادة المحافظة وعلى رأسها المحافظ المهندس أحمد الميسري أكثر من مرة ، بأن الإشكال الذي يعيق نجاح الإجراءات في قلع الفوضى وخلق حياة جديدة في جعار وغيرها يكمن في ( قانون) التدخلات الذي تفرضه كثير من مراكز القوى وبالذات من صنعاء والذي يتعارض مع توجهات السلطة المحلية وجهودها بل ومع المنطق المتعارف عليه ومع برامج واتجاهات الدولة لكن مراكز القوى تلك لها أجندتها الخاصة التي تحقق من خلالها مآربها الخاصة وربما أهداف وخطط قوى أخرى محلية وإقليمية ودولية.. وعليه فأن الناس في جعار بل وأبين بوجه خاص وعموم بلادنا يتطلعون إلى أن« تكف» هذه المراكز عن التدخل باعتراض إجراءات السلطة المحلية والأمنية وتوفير الحماية للخارجين على القانون وفرض وجود الدولة وقوانينها..حيث وإن المجتمع لديه الثقة بأن السلطة المحلية قادرة على تحقيق ذلك.. ولعل مؤشرات اليومين الماضيين المتمثلة في منع الاعتداء على مصنع شقرة لتعليب الأسماك وضبط اثنين من المعتدين .. وإفشال خطط نهب مساحات الأرض التابعة لإدارة الري وقيام المحافظ شخصياً بالإشراف عليها وتمكين مدير عام أمن مديرية خنفر العقيد محمد ناصر الجريبية من مهام عمله بالإضافة إلى قرار اللجنة الأمنية بالمحافظة البقاء في حالة انعقاد متواصل في مدينة جعار حتى انقشاع الضباب عن المدينة وعودة روح الحياة المدنية الهادئة إليها لعل تلك المؤشرات تؤكد ما ذهبنا إليه