قصة قصيرة
الضجيج في الخارج وابواق السيارات تمتزج لتشكل نوعاً من الفوضى غير المألوفة .. في الحارة لاتسمع الداعي من المجيب يزداد الضجيج في الخارج سيارة اسعاف يهز صوت انينها المميز ارجاء الحارة قلت في نفسي اليوم خميس ولعل فريق كرة القدم الاول في المدينة قد فاز هذا المساء على منافسة من الدرجة الاولى زاد الضجيج في الخارج قلت في نفسي ولماذا سيارة الإسعاف؟ عسى المانع خير تأملت من النافذة كان الشارع مشحوناً بالناس وامرأة تملىء الشارع ضجيجاً بصوتها الاجش التراشق بالكلام هو الوسيلة الوحيدة قبل العراك بالأيدي خرجت مسرعاً أتأمل مافي الخارج وصلت على التشابك بالأيدي وامرأة تحمل طفلاً بين يديها كان الدم يسيل من راسة كانت تتوسط القوم وشرطي يقف بجانبها يبحث عن الجاني وابواق السيارات لاتنفك من اصواتها المختلفة الشارع مغلقاً تماماً وشمس تموز تشوي الوجوه .رجل : يجب استدعاء الشرطة فوراً.رجل آخر: يجب اسعاف الولد قبل أن يضيع من ايدينا (الشرطي يبحث عن الجاني نطق الشرطي أخيراً يجب اخذ الجميع الى الشرطة .أطفال يتباكون في سيارة تسمع بكائهم وصراخهم من بعيد.يجب اسعاف الطفل اولاً؟ الاطفال الخارجين من مدارسهم واقفين على ناصية الشارع عاجزين للوصول الى منازلهم نتيجة الزحام الذي سد الشارع .وصل عاقل الحارة الامر بسيط لايحتاج الى قسم ( حلو القضية واسعفو الولد) سيارة الاسعاف لازالت تجول الشارع وبصوتها الذي لاينفك وسائقها لايستطيع الوصول الى الحادث.السماء ملبدا بالغيوم ورياح تهب على المنطقة يزمجر الرعد يقفز احد الافراد ويلتقط الطفل من بين يد امه راح يجري به الى سيارة الاسعاف وامه تتبعه الناس يتبعون الرجل حامل الطفل السماء تمطر والرعد يزمجر تشتد العاصة ويتفرق الناس ظل المطر يهطل بغزارة والناس تفرقوا في جنبات الطريق وفي مظلات الدكاكين .انطلقت سيارة الاسعاف والمرأة وولدها ذهبت تلك الفوضى ليحل محلهم الرحمة من الله تبدأ تدفق السيول الناس تناسوا الحادثه وبقوا ينظرون الى المطر المتدفق.رجل : ارحمنا يارحيم ،المطر ينزل بغزارة تتفرق السيارات الجاثمة على الشارع الاطفال العائدين من مدارسهم انزلقوا تحت المطر المتساقط تبللت اجسامهم فرحين بالمطر.عاقل الحارة: يهدد وينذر ماسكا عصاه الغليطة ماكثا على ركبة واحده ينطر الى القضية من بعيد .(ه هم يشنوني انا) يهد المطر قليلا ينهض عاقل الحارة .. يبحث عن المرأة والطفل .اين الطفل؟ اين المرأة؟ عاد الشجار من جديد .. الطفل اسعف والمرأة ذهبت مع ابنها.الشرطي : هي الى الشرطة ؟ لابد من التحقيق لايمكن السكوت عليه .العاقل: اين الغريم؟ الاطفال الذي في السيارة بعد ان هدئت نفسيتهم اثنا المطر يعودون للبكاء من جديد .السيارة هي التي بقت في صدر الشارع رجل من بعيد انا المسؤل ؟ المطر لازال يهطل والجو اصبح بارداً .يتحرك العاقل الى قسم الشرطة يتبعه الشرطي ممسكا بالغريم.قسم الشرطة يبدأ التحقيق تتحرك العساكر يحملون اسلحتهم يحاصرون المبنى قسم الشرطة عبارة عن غرفتين مهملة من حيث الكراسي المبعثرة والمكتب وغيره غرفة اخرى عبار عن سجن.الضابط: اودعوا الجاني السجن تتحرك مجموعة من العساكر بأسلحتهم يأخذون الجاني الى الحبس هل دفعتم اجرة العسكر اولاً ؟ خلصوا اجرة العسكر ثم ننظر بالقضية هي تلحلحوا.العاقل: الطفل لازال في المستشفى مع امه والرجل معترفرجل اجر: اجرة العسكر محلوله بس انت خلص لنا القضية . يخرج حزمه من جيبه وبضعها في جيب الضابط يقوم الضابط من مكتبه منتفضا.الضابط: هذه رشوه؟الرجل : هذه مكافئه يافندم (الشرطة في خدمة الشعب)الضابط: والعاقل ؟ الرجل حقه علينا ( ه ها) وهذه بوسة في راسك هاتوا الرجل وفتحوا تحقيق عسكري يتناول دفتر التحقيقات يضعة بجانب الضابط هي استدعوا الرجل ؟ اسمك عنوانك ،عملك ،الضابط : اشرح لنا الحادثه؟جندي من بيعد : الاجرة يافندم ؟ الضباط ساكتا،هي اشرح لنا لحادثة يقوم الرجل بشرح الموضوع تصل المرأة حاملة طفلها رابطاً راسة تصيح بكل صوتها ابني ذمتكم تمسك بالرجل دم ابني في عنق؛ الضابط يأمر الجنود باخراج المرأة .جندي : الاجرة يافندم ،ويواصل التحقيق والمرأة لاتهدى لها بال العاقل: اهدئي يامرأة خلي التحقيق يخلص والشرطة تأخذ مجراها الضابط : خلصوا اجرة العاقل يهز العاقل رأسة بدأ الليل يسدل ردائه والسحب التي كانت جاثمة على صدر المدينة قد اخذت راحتها يحل الظلام على المدينة تقفل المحلات ابوابها .ينتهي التحقيق بعد ان اخذ الضابط اجرته مع العسكر ،العاقل يأخذ المرأة وطفلها الى الخارج ،قال للمرأة : الصلح خير ابنك سليم وحمدي الله صاحت المرأة لكن دون جدوى لان التحقيق. قد انتهى.