رام الله (الضفة الغربية ) 14 أكتوبر/رويترز : يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجراء محادثات مباشرة بشأن معاهدة للسلام في الشرق الأوسط قريبا لكن الفلسطينيين يقولون إنهم يتوخون الحذر حتى لا يسقطوا في شرك.وهم يؤكدون ضرورة الحفاظ على مسافة مع إسرائيل حتى تتضح أمور معينة خاصة مساحة وشكل الدولة الفلسطينية التي يمكن أن يقبل نتنياهو بحثها وهل سيكون وادي الأردن بها خاليا من القوات الإسرائيلية..ومرت تقريبا نصف المدة المحددة للمحادثات غير المباشرة ومجملها أربعة أشهر والتي أطلقها وسيط السلام الأمريكي في الشرق الأوسط جورج ميتشل في مايو ايار. وستنتهي في سبتمبر وهو تقريبا نفس الموعد الذي ينتهي فيه تجميد جزئي لبناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية المحتلة أمر به نتنياهو في نوفمبر تشرين الثاني.وتقول اسرائيل ان المحادثات «غير المباشرة» مضيعة للوقت وان على الجانبين الجلوس الآن للتوصل الى اتفاق. وكان تبني أوباما لهذا الهدف خلال الاجتماع الذي جرى في البيت الابيض يوم الثلاثاء الماضي مؤشرا على أن الانتقال بسرعة إلى المفاوضات المباشرة قبل سبتمبر بفترة كبيرة ضروري لاستمرار العملية.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «مفتاح المحادثات المباشرة في يد رئيس الوزراء نتنياهو... في اللحظة التي يعلن فيها استئناف (محادثات) الوضع النهائي من حيث تركناها في ديسمبر 2008 سنجري محادثات مباشرة».ويشير الفلسطينيون الى أنه كانت لديهم «عملية للسلام» خلال معظم فترة 17 عاما لكنهم لا يزالون تحت الاحتلال الاسرائيلي.ويقولون انهم تعاونوا مع ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة بمستويات مختلفة من الالتزام تجاه العملية لكنهم لم يحققوا الا نفس النتيجة. وبالتالي فانهم يتوخون الحذر حتى لا يتم دفعهم الى مفاوضات ينظر اليهم فيها وكأنهم الطرف الرافض.وانهارت المحادثات المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية السابقة بقيادة ايهود اولمرت حين قصفت اسرائيل قطاع غزة قبل 18 شهرا لوقف اطلاق الصواريخ من قبل نشطاء فلسطينيين بقيادة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).وفي خطابه الذي ألقاه في القاهرة قبل 13 شهرا قال اوباما «الولايات المتحدة لا تقبل شرعية استمرار (بناء)المستوطنات الاسرائيلية. هذا البناء ينتهك الاتفاقات السابقة ويقول جهود تحقيق السلام. حان الوقت لوقف هذه المستوطنات».ونتيجة لضغوط أمريكية استؤنفت العملية عام 2009. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعرض لاحراج سياسي حين تراجع أوباما فيما بعد عن دعوته للتجميد الكامل للمستوطنات.ويقول تقرير أصدرته هذا الاسبوع جماعة بتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان ان اكثر من 300 الف اسرائيلي يعيشون الان على 42 بالمئة من أراضي الضفة الغربية التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المستقبلية عليها من خلال «حل الدولتين» مع اسرائيل.وقال نبيل ابو ردينة مساعد عباس ان أوباما ربما انتصر على نتنياهو العام الماضي حتى يلزم نفسه علنا بحل الدولتين مستقبلا. لكن ما الذي يعنيه نتنياهو بهذا..وقال لرويترز هذا الاسبوع «لا نريد أن نستبق الامور نريد أن ننتظر حضور ميتشل والاستماع منه حول ما جرى من حديث مع نتنياهو وما هي الخطوات التي يتحدثون عنها هل تعني رفع حاجز هنا او هناك هذا لا قيمة له. والخطوات الملموسة يجب أن نعرف ما هي اولا حتى نعرف ما يجري الحديث حوله.و حل الدولتين دون تحديد ما هي الدولة التي سيتم التفاوض عليها.«سيقول انه عرضنا عليك دولة ولم تقبل. حتى لا نلام في المرحلة القادمة على سبيل المثال أن يقول ان عرضت عليهم دولة على 60 في المئة (من الضفة الغربية) ورفضوا.»ومضى يقول «لذلك نحن متفاهمون مع الامريكان انه في اللحظة التي توافق فيها اسرائيل على الموضوعين ويحصل تقدم فيهما نذهب الى المفاوضات المباشرة. بمعنى نعم الارض المحتلة عام 67 كما حدث في فترة كوندوليزا رايس والمرت قالوا الارض المحتلة تعني غزة والضفة الغربية تعني القدس العربية والبحر الميت... يعني تحديدا ما هي الدولة التي نريد التفاوض عليها».لكن بعض الاعضاء اليمينيين في ائتلاف نتنياهو يقولون انه لا معنى للحديث عن هذا مع عباس لانه ليست له سيطرة على قطاع غزة كما أن الفلسطينيين الذين يعيشون هناك وعددهم 1.5 مليون نسمة يعيشون تحت حكم حماس ولا يستطيع تقديم اي ضمانات أمنية لاسرائيل.وقال ابو ردينة انه الى جانب وضع اطار العمل الجغرافي التقريبي للدولة الذي لدى اسرائيل استعداد لقبوله فان القضية الرئيسية الاخرى هي الامن.