تحتفل دول العالم اليوم الثامن من مارس باليوم العالمي للتضامن مع المرأة ،وفي اعتقادي بأن تخصيص يوم في السنة للتضامن مع المرأة بحد ذاته نوعاً من الانقاص للمرأة ، فنصف المجتمع لايحتاج ليوم واحد فقط بل يحتاج إلى نصف سنة أسوة بشقيقها الرجل فإذا كان أكثر من 50 % من المجتمع مهمشا ومهملاً فعن أي تنمية وتطور وتقدم يكون الحديث وحتى يكون كلامي في محله يجب أن نفهم أن المرأة تطالب بالتكامل مع الرجل وليس المساواة ، لأن مفهوم التكامل أعم وأرحب من المساواة ، فلا خصومة ولا ندية مع الشقيق بل تكامل وتكافل وتراحم .إن الظلم وهضم الحقوق الذي يعانيه نصف مجتمعنا العربي يعود في أساسه لعدة أمور ، أذكر بعضاً منها في مقالتي هذه: -اهتمام الحكومات بالحجر لا بالانسان ، حيث الميزانيات الضعيفه للتنميه والصحه والتعليم . - عدم التزام الدول العربيه بما وقعته من قوانين دولية تنص على انصاف المرأة. - المرأة العربية نفسها استكانت وخضعت للوضع العربي ولم تدافع عن حقوقها ومصالحها كما يجب. - طبيعة مجتمعاتنا العربية وثقافتها الذكورية حيت يتعامل مع المرأة عبر الرجل وهذا ينعكس بغياب اي تمثيل سياسي مؤثر أو فاعل بل توجد كديكور للتلميع والتجميل وهذا ناتج كذلك عن عدم ايمان النظام الرسمي العربي بقدرات المرأة العربيه . - الاسلام انصف المرأه وساوى بينها والرجل وبين حقوقها وواجباتها ولكن هناك من العوائق التي تكبل المرأه من باب الاعراف والعادات والتقاليد الباليه ، والمتشددين الذين اختزلوا دور المرأه في لباسها وخروجها من المنزل وممارسة الشعائر الدينيه في بيتها ،غاضي الطرف عن دورها في بناء المجتمعات من اللبنه الاساسيه للمجتمع (الاسرة) الى الفضاء الرحب في الخدمه العامة . وحتى لايمر يوم ا لتضامن العالمي مع المرأة كغيره من الايام لابد لنا أن نتوقف قليلاً ولو في هذا اليوم للاستماع لما تطح له المرأة ففي أعتقادي اننا بحاجة الى نشوء مشروع نهضة جديدة لوضع الامور في نصابها من خلال سن التشريعات المختلفة ومن بينها تجديد قوانين الاحوال المدنية والشخصية لدعم المرأه ، اصلاح سياسي يعطي للمرأة دوراً اكبر من التمثيل في الهيئات القيادية الوطنية ، توعية المرأة وتثقيفها لكي تستطيع الدفاع عن نفسها ومكافحة وسائل الاعلام التي تقدم المرأة كسلعة تجارية عبر الاعلانات ، واضيف بنداً مهماً جداً وهو تثقيف الرجل بأن المرأة نصف المجتمع ولا يستوى اي بنيان الا بتكامل وتعاضد النصفين. اهنئ شقيقاتي بيوم المرأة العالمي واتمنى لهن دوام الصحة والسعادة ، وكل عام وانتن بخير.
|
ومجتمع
النصف المعطل
أخبار متعلقة