بحث يقلق الكثيرين
نظرا لضغوط الحياة المستمرة، وعدم كفاية الجسم من النوم أثناء الليل، يضطر الإنسان لأخذ قسط من الراحة أثناء النهار بما يعرف بالقيلولة... ولظروف معينة يستعيض الكثيرون عن تلك الفترة بغفوة لبضعة دقائق أثناء مشاهدة التلفزيون مثلا، يشعرون بعدها بالانتعاش.ولم يسلم الكثيرون من هذه الغفوة التي قد تحدث للأشخاص عادة من فرط التعب، أثناء القيام بأعمالهم اليومية، أو استذكار دروسهم، أو حتى أثناء ركوب المواصلات.وفي بحث غريب قد يقلق الكثيرين، ربطت دراسة أمريكية بين النوم أثناء النهار أو ما يعرف بالغفوة، وخطر التعرض لسكتة دماغية، مشيرة إلى أن هذه الحالات يمكن أن تنبه الأطباء والأقارب لمعرفة أولئك الذين هم أكثر عرضة للخطر مستقبلا.وأوضحت الدراسة التى أجرتها جامعة كولومبيا فى نيويورك أن الناس الذين يغفون أثناء مشاهدة التلفاز أو قراءة صحيفة يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسكتة دماغية، وأن خطر الإصابة بسكتة دماغية تتزايد من ضعفين إلى أربعة أضعاف عند أولئك الذين غالبا ما يغفون سهوا أثناء النهار.وأشارت الدراسة، التى أجريت على 2153 رجلا وإمرأة بسن الأربعين أو أكثر ولم يصب واحد منهم بسكتة قبل ذلك، إلى أن 44% أصابتهم سنة من النوم و9% كانوا عرضة لغفوة ثقيلة خلال مواقف معينة مثل مشاهدة التلفاز والتحدث إلى أصدقاء وعقب الغداء .وأضافت أنه بعد عامين على التجربة كان إحتمال الإصابة بسكتة دماغية عند الذين أخذتهم سنة من النوم أكثر 6ر2 مرة، بينما بلغت 5ر4 مرة عند الذين كانوا يغفون كثيرا سهوا.وفي بحث مشابه، أفادت دراسة حديثة بأن ترك الأطفال ينامون في مقاعد الأمان الخاصة بالسيارات لوقت طويل قد يعرضهم لمشكلات في التنفس, حيث اعتلي وجوه البعض منهم اللون الأزرق.ومن خلال الدراسة التي أجريت على 90 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أيام وستة أشهر, أوضحت أن ترك الأطفال ينامون لفترة طويلة في تلك المقاعد يعرضهم لمشكلات في التنفس، مؤكدين أن هذه المقاعد مخصصة لحماية الأطفال من حوادث الطريق فقط, وأن ترك الطفل ينام وهو جالس فيها يجب أن يتم وأمه جالسة بالقرب منه لكي تراقب تنفسه وتصحح وضع جسده أثناء النوم والذي يتأثر حتما بحركة السيارة خاصة في المنعطفات والمنحدرات.وخلصت الدراسة إلي أن النزول من السيارة لقضاء مصلحة وترك الطفل نائم وحده خطر يهدد صحته, فكلما طال وقت الابتعاد عن الطفل وهو نائم وحده زاد خطر تعرضه لمشكلات قد تحدث في التنفس نتيجة انزوائه في أحد أركان الكرسي بفعل حركته اللارادية أثناء النوم.[c1]النوم المضطرب يصيب بالسكري[/c]النوم من أهم الأشياء التي يحتاجها جسم الإنسان بعد يوم كامل من الجهد والتعب، لكي يستعيد نشاطه وقدرته على مواصلة العمل لليوم التالي.. ويتراوح مقدار النوم الطبيعي لجسم الإنسان من 7 إلى 8 ساعات يومياً.أما إذا قلت عدد ساعات النوم عن هذا المقدار يومياً لسبب ما، فإن ذلك يعد مؤشراً على الإصابة باضطرابات النوم، حيث أكدت دراسة حديثة أن قضاء ثلاث ليال من النوم المضطرب يكفي لتقليص قدرة الجسم على امتصاص الجلوكوز وزيادة مخاطر الاصابة بمرض السكري.وأوضح باحثون من مدرسة الطب بشيكاغو أن منع شبان بالغين في صحة جيدة من النوم العميق لثلاث ليال على التوالي أدى الى تقليص قدرتهم على امتصاص الجلوكوز، كما لو أن وزنهم زاد من 8 الى 13 كيلوجرم.وقالت المعدة الرئيسية للدراسة ايف فان كوتر: «أثبتت دراسات سابقة لمختبراتنا وجود اكثر من علاقة بين الحرمان المزمن او الجزئي من النوم، وبين اختلال عملية التمثيل الغذائي والسمنة وخطر السكري.. هذه النائج تعزز تلك الروابط وتضيف رابطا جديدا، هو دور النوم السيئ».ويعتبر النوم العميق المرحلة الاكثر ترميما للجسم، حيث تم اثبات اهميته للصحة العقلية، وهذه الدراسة هي الاولى التي تبرز انه يلعب ايضا دورا في الصحة الجسدية.[c1] قلة النوم تفقد الإنسان توازنه[/c] وفي نفس السياق، أفاد باحث استرالي بأن الضرر الناتج عن قلة النوم يعادل الضرر الذى تسببه القيادة تحت تأثير الكحول،و أن الحرمان من النوم 24 ساعة يخلق مشاكل كتلك التى يحدثها وجود نسبة 0.1% من الكحول فى الدم.وأوضح تشارلز سيزلر البروفسيور والاخصائى فى معالجة المشاكل التى يسببها الأرق وقلة النوم، أن المجتمع الاسترالى يعانى من النعاس بسبب فترات العمل غير المنتظمة خلال فترات الليل والنهار وما يرافق ذلك من إجهاد بدنى وذهني، مؤكدا أن النوم أحد العوامل المهمة في صحة الانسان واحتمال تعرضه للامراض بسبب نقصه.من جهة أخرى، أكد الدكتور حسن محمد صندقجي، أن هناك علاقة تربط ما بين النوم الصحي وبين سلامة حياة الإنسان وإصابته بأمراض من فصيلة السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض شرايين القلب.ويحاول الباحثون فهم آليات نشوء تلك الأمراض نتيجة لممارسة مستوى رديء من النوم، وأن يوظفوا تلك العلاقات المرضية المرتبطة بالنوم، في وضع وسائل علاجية أو وقائية للتغلب على التفشي الوبائي لتلك النوعية من الأمراض الموصوفة عادة بـ»أمراض العصر».