لم نتناول الشعر الحديث في الغناء اليمني
إمكانية كاظم الساهر في الغناء أقوى وأكبر من عبدالحليم حافظ!! لولا كاظم لظلت أشعار نزار قباني حبيسة الرفوف!! قيل ان الرازي بدأ حياته مغنياً.. لكنه هجر الغناء، وعندما سئل عن سبب ذلك، أجاب: كل غناء يخرج من بين لحية وشارب لا يستعذب!!هذه المقوله لم تصبح قاعدة.. لاننا استعذبنا فيما بعد وحتى في ايامنا هذه كثيراً من الاصوات العربية وحتى اليمنية!!وفؤاد الكبسي من هذه الاصوات التي تحمل شجناً خاصاً وجمالاً جعل منه اهم مطربي جيله من الفنانين.. مع ذلك فؤاد وجيله من الشباب متهمون بانهم لم يستطيعوا ترك بصمة خاصة بهم في الاغنية اليمنية، وان كل مافعلوه هو ترديد اغاني التراث التي تركها الفنانون الرواد.. هذه الاتهامات وغيرها دافع عنها فؤاد بقوة في اللقاء الذي اجراه معه الزميل المتميز/ احمد الظامري/.. وهاكم حصيلة الحوار بين /الكبسي والظامري[img]aadamaru.JPG[/img]هناك تجارب لفنانين عرب غنوا الاغنية الخليجية ووفقوا. الفنان المصري واللبناني والشامي والمغربي يختلف عن الفنان اليمني .. الفنان العربي بشكل عام اخذ حقه في التفرغ واخذ حقه في التكريم والتقدير .. فعنده من الامكانيات ما يستقطب ملحنيه ويتعامل معهم .. لكن الفنان اليمني بحكم ان حقوقه مهضومة مسلوبة يشعر فعلا انه مقيد .. تفرق كثيراً .. الفنان اليمني مسحوق ومهضوم!! بعض محبي فؤاد الكبسي يرون انه بدأ بالتراجع.. وان كاسيت (الحبيب الذي غاب واحتجب) لن يتكرر.. ماقولك في هذا؟- هي مسألة اذواق .. في الحقيقة (الحبيب) كاسيت جميل لانه كان الحدث نفسه او اللحظة نفسها .. الانسان متكيف تماما، فوافقت طبيعة التسجيل وتعاونه وجماله مع جمال الاداء .. هناك اعمال برأيي جاءت بعد هذا الكاسيت وكانت افضل بكثير .. وهذا في النهاية مسألة اذواق!!. ماهي مشاريعك القادمة بالتفصيل؟- اولا .. انا بصدد اعادة تسجيل اعمالي القديمة كلها من جديد لا ن فيها الحان جميلة بحاجة الى اعادة ترتيب.. اضافة الى ان هناك اشياء فنية داخلية يجهلها المستمع.. ايضا من حيث التسجيل خاصة مع تطور التسجيل الآن، فهذه الاعمال تحتاج الى اعادة بلورة بشكل اجمل وبتقنية افضل.. وايضا بعض الاغاني المكررة في بعض الاشرطة .. الاغاني التي احس انها دون المستوى استعيضها باغاني من بعض المناطق اليمنية الاخرى لان جمهور فؤاد الكبسي من كل المناطق اليمنية وليس من صنعاء والمحافظات الشمالية فقط.. مع ان البعض لم يحبذ التنوع الذي عملته لانهم تعودوا على لون معين سمعوني من خلاله .. مع ذلك قلت لهم ان هذا التنوع ضروري ولكل الجمهور في المحافظات حق عليّ وان شاء الله سأقوم بجولة فنية ستشمل الخليج والسعودية للاتفاق مع شركات الانتاج هناك من اجل التسجيل للقنوات الفضائية العربية ان شاء الله نتوفق في ذلك. مارأيك في مستقبل الاغنية اليمنية .. يبدو انك متشائم؟- والله .. في ظل الظروف هذه واوضاع الفن والفنانين في اليمن ليس هنالك مستقبل .. وفي تجاهل كبير جدا وخاصة من وزارة الثقافة والتي هي مسؤولة مباشرة عن هذا المجال، مع اني الاحظ في كثير من الدول العربية والخليج مثل نموذج سلطنة عمان، ان الفن والفنانين تكون لهم ادارة خاصة برئيس الدولة او الملك او الامير وليست مرمية على الميزانية العامة للدولة .. فنحن نعبر عبر هذه الصحيفة ان يعتنوا بالفنان والا فان الفن سينتهي في اليمن الحبيب!!.ما هو تقييمك لجيلك من المطربين ؟- انا لااريد ان اذكر اسماء في الحقيقة .. لان علاقتي بهم طيبة، ولن اتحدث عنهم .. ولكن سأتحدث عن نفسي.. نحن بحاجة الى ان نبذل جهدا كبيرا في هذا الجانب .. وبحاجة الى تعاون الآخرين معنا حتى نصل الى مستوى افضل من هذا .. واشعر ان مايقدم ليس فيه جديد يذكر الا بعض المحاولات الفردية تخرج بمستوى معقول.ان عدم وجود معاهد فنية اكاديمية في البلد مسألة صعبة وعشوائية .. هناك مواهب تظهر، ولكن تقتل في المهد.. في وقت مبكر جدا نتيجة للظروف التى نعيشها والتدمير الذي يلقاه الفنان .. نحن بحاجة الى معاهد علمية .. الى دعم واشياء كثيرة .. انظر مثلا الى مستوى الاغنية في الخليج.. رغم تراجع مستواها الا انك تشعر ان هناك زخم فني ملموس!!.هل تعتبر جيل الرواد محظوظ ام جيلكم؟هم عانوا ونحن نعاني.. هم محظوظون في جانب واحد فقط، انهم خلقوا وعاشوا في اجواء هادئة بسيطة نظيفة رغم انهم في الاخير عانوا معاناة شديدة.. ونحن خلقت لنا ظروف افضل (القنوات، الاعلام، الصحافة) لدينا امكانيات، كيف نستعملها؟ .. مش قادرين!!كثير من الفنانين يشكون عدم وجود الساحات التي تقدم الفنان مثل المهرجانات وغيرها كما في الدول العربية .. واليمن رغم انه بلد جميل بطقسه وتضاريسه الا انه لاتوجد فيه مهرجانات .. مارأيك؟- طبعا انا ملاحظ ان حياتنا فيها جمود .. واحب اقول لك ان القات سبب رئيسي، لاننا شعب نخزن، يشتي يد في ركبة بينما الشعوب الاخرى شعوب حية .. المسرح والساحات العامة والمهرجانات هذه كلها مقايلهم ومتنفساتهم نحن قتلنا القات، وبالتالي قتلت هذه القضايا ولم يعد هناك وجود لمسرح او صالات او غيرها وان وجدت بشكل عشوائي او مناسباتي ومرتجل!!.لاشك انك تتابع التألق الذي يعيشه الفنان كاظم الساهر ونجوميته المطلقة للاغنية العربية .. حتى ان بعض النقاد اعتبروه خليفة الفنان عبدالحليم حافظ؟- مسألة خليفة من الناحية الفنية اعتقد انها ليست سليمة.. وانما ماكان يعيشه عبدالحليم حافظ في تلك الفترة من زخم وانتاج فني راق نستطيع القول انه بدأ مشابها لكاظم الساهر.في الحقيقة.. كاظم الساهر فنان كبير وعنده امكانيات وقدرات كبيرة جدا.. وحتى امكانياته الصوتية، في ا عتقادي، انها اكبر واقوى من عبدالحليم حافظ.. بينما تعرف احاسيس الفنان تختفي من فنان لآخر، ايضا شخصيته .. طبعا عبدالحليم وجد في عصر ذهبي زاخر بملحنين كبار وشعراء وصحفيين كبار .. واستطيع ان اقول ان وراء عبدالحليم كانت ترسانة ابداع .. شعراء وملحنين.لكن ما استطيع اقوله ان مايعمله الساهر في هذه الفترة انه مش بسيط وهو ايضا عرافي .. نلاحظ حساسية السياسة في هذا الجانب، ومع هذا فرض نفسه لانه فنان حقيقي وعنده امكانيات كبيرة جدا.. الا ان اعتراضهم على اعتبار انه هو الملحن، هو الذي يلحن لنفسه اكثر، وعدم وجود ملحنين بنفس مستوى الملحنين الذين تعاملوا مع عبدالحليم مازال واضحا!!. بعض الناس ينسبون نجاح كاظم لقصائد نزار قباني؟- عملت له قصائد نزار قباني نقلة قوية .. في الحقيقة في عوامل مشتركة عديدة لازدهار الفنان .. وهي الشاعر، وبعدين الملحن، وبعدين الموسيقى والمنفذين، وبعد ذلك الجمهور .. فالعناصر هذه لم توجد عند كاظم كما وجدت عند عبدالحليم حافظ.. وبالتالي قصائد نزار اظهرته في الفترة الاخيرة بشكل كبير.. لانها خرجت منه اشياء في داخله.. لكن شعر نزار كان حبيس الرفوف في المكتبات فقط يقرؤه محبوه، ولولا صوت كاظم لما اصبح الناس يرددون قصائد نزار قباني!.يحسب لكاظم الساهر جرأته انه تناول هذا النوع من القصائد .. حتى من حيث الكلمة نلاحظ ان معظم كلمات الاغنية العربية هابطة ولاتتناول موضوع هام .. مستواها متدني جدا.. هذه جرأة محسوبة لكاظم، وبلا شك انه فنان مثقف .. عنده ثقافة ولغته العربية سليمة فاستطاع فعلا ان يطوع هذه الكلمات ويفرضها على المستمع العربي.. وهذا الامر شجعنا ان نبحث في شعر الفنان العربي وفي كتب الشعر العربي وطبعا الشعر الحديث او الحر في اليمن لم نتناوله بعد!!.