أثمار هاشمبقدر ما يشكل ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف ووصولها إلى مستويات عليا من إزعاج كبير للناس من أصحاب الأمراض، وتسببها في حالات الوفاة في عدة دول وما نجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يُعد العامل الأساسي في كل التغيرات المُناخية الحاصلة بالعالم، الذي افرز جملةً من الكوارث الطبيعية المهددة لحياة الملايين من البشر ولعل الفيضانات وذوبان الجليد في المناطق القطبية هما خير دليل على ذلك، وإن كانت تلك الأشياء التي تحدثنا عنها آنفاً تلقي الضوء ولو بشكل مختصر على المتغيرات المُناخية الحاصلة في العالم، فإنّ لمنطقتنا العربية وخصوصاً مناطق الخليج العربي والجزيرة العربية التي يُعتبر اليمن جزءاً منها، هماً آخر يتمثل في الرياح الترابية التي تكون على الأغلب بعد مدة وجيزة من بلوغ درجة الحرارة أعلاها وذلك وقت العصر، لدى وقبل أي شيء علينا أن نعرف أنّ الرياح عبارة عن هواء متحرك عبر سطح الأرض ينشأ نتيجة التسخين غير المتساوي للغلاف الجوي عن طريق الطاقة المنبعثة من الشمس، وقد تكون الرياح خفيفة أو قوية مسببة في حدوث بعض المضايقات للمارة ناهيك عن تطاير الأكياس البلاستيكية والأسقف المعدنية لبعض المنازل واقتلاع الأشجار.أما الرياح الترابية التي يطلق عليها بالعامية (الغوبة) فإنّها عبارة عن ظاهرة مترولوجية تكون فيه الرياح محملة بذرات ترابية وغبار من القشرة السطحية المفككة التي تكون غالباً معلقة في الهواء لارتفاع يصل إلى عدة مئات من الأمتار حيث تعتمد حركة حبيبات الرمال الطائرة في الجو على سرعة الرياح إذ أنّ بينهما عَلاقة طردية، فكلما كانت سرعة الرياح كبيرة كانت حبيبات الرمل وخصوصاً الصغيرة منها أسرع، أما إذا كانت حركة الرياح بطيئة أدى ذلك إلى بطء انتقال حبيبات الرمل.وبغض النظر عن سرعة الرياح المحملة بحبيبات الرمل وحجم تلك الحبيبات فإنّ تلك الحبيبات التي يكون مصدرها التربة تعتبر من أهم المصادر الطبيعية للرصاص التي أدت عوامل أخرى كالوَقود الأحفوري والتدخين إلى زيادة نسبته حيث ترجع خطورة التلوث بالرصاص إلى كونه لا يتحلل بيولوجياً وبذلك فإنّه يبقى في التربة لمدة طويلة، ويدور في الهواء المحيط بالأرض، كما أنّ الخطورة الحقيقية للرياح الترابية تتمثل في انتقالها من مسافات بعيدة وأحياناً من مناطق ترتفع فيها نسبة التلوث إلى مناطق أخرى أقل تلوثاً، إلى جانب ذلك فإنّ من بين الأضرار التي تسببها هبوب ا لرياح التربية انخفاض مستوى الرؤية، ازدياد حالات التهاب القصبة الهوائية والرئتين للأشخاص الذين يعانون من أمراض الربو وحساسية الأنف.وعليه يمكن القول إنّه ليس بالإمكان وقف ظاهرة الرياح الترابية، إلا أنّ هناك طرقاً يمكن استخدامها للحد من أضرار الرياح الترابية منها :(1) الطريقة الميكانيكية وهي عبارة عن تغطية الكثبان الرملية بطبقة طينية باستعمال الآليات عن طريق إزاحة التربة حول الكثبان.الرملية مكوّنة طبقة متماسكة عند سقوط المطار تعمل على إيقاف حركة الرمال.(2) الطريقة البيولوجية : وهي تلي عملية تغطية الكثبان الرملية وتعتمد على زراعة الأشجار الاقتصادية التي لديها القدرة على تحمل الجفاف كأشجار النخيل لتعمل كمصدات للرياح العاتية.
|
ابوواب
الرياح الترابية
أخبار متعلقة