الاحتفال بفوز اوباما بالرئاسة الامريكية
شيكاجو /14أكتوبر/ رويترز :يصف جو بايدن نائب الرئيس القادم باراك اوباما النائب الحالي ديك تشيني بأنه “أخطر من شغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية بسبب سلطاته الواسعة النطاق ويقول انه يريد دورا أقل لفتا للنظر ولكنه مهم كاستشاري للرئيس.ويقول سناتور ديلاوير الذي انتخب نائبا للرئيس بعد فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء انه لا يتطلع الى حقيبة خاصة لكنه يريد أن يكون الى جانب اوباما عند اتخاذ قرارات مهمة.وصرح بايدن عضو مجلس الشيوخ المخضرم الذي يشتهر بخبرته على صعيد السياسة الخارجية للصحفيين المسافرين معه مطلع هذا الأسبوع بأن “باراك سيكون الرجل الذي يضع السياسات ويتخذ القرار. وأنا سأقدم أفضل تقييم لدي.”وفي مناظرة مع مرشحة الجمهوري المهزوم جون مكين لمنصب نائب الرئيس حاكمة الاسكا سارة بالين في الشهر الماضي أوضح بايدن أنه لا يريد مضاهاة تشيني. وقال “نائب الرئيس تشيني هو أخطر نائب للرئيس شهدناه ربما على مر التاريخ الأمريكي.” ولنائب الرئيس الامريكي مهمتان دستوريتان هما أن يحل محل الرئيس في غيابه وأن يرأس مجلس الشيوخ على ان يدلي بصوته فقط لانهاء التعادل بين الاصوات.. وتقليديا كان دور نائب الرئيس محدودا.لكن تشيني أثبت قوته حيث بسط نفوذه على الأمن القومي والطاقة والسياسة البيئية.وكان تشيني الذي يشتهر في دوائر واشنطن باسم دارث فيدر - وهي شخصية خيالية رئيسية في مجموعة أفلام حرب الكواكب التي أنتجتها السينما الامريكية - قوة محركة وراء حرب العراق وازالة القيود على استخدام أساليب استجواب قاسية مع المشتبه في أنهم متشددون.ورفض تشيني بعناد الانصياع لأمر تنفيذي خاص بحماية المعلومات السرية قائلا ان مكتبه يتبع الفرع التشريعي لا الفرع التنفيذي لدوره كرئيس لمجلس الشيوخ. ويقول خبراء ومؤرخون ان بايدن لن يتمتع بنوعية النفوذ الذي يتمتع به تشيني مع بوش خاصة في مجالي الطاقة والامن القومي.وقال بيتر بينارت من مجلس العلاقات الخارجية “لا أعتقد أن من المرجح أن يحدث هذا مجددا...تشيني كان فريدا من نوعه. انه استثنائي.”وقال ديفيد ويد المتحدث باسم بايدن ان اوباما لم يختر نائبا له “ليوكل اليه مسألة هنا او مسألة هناك” وان “جو بايدن سيكون نائبا للرئيس على الطاولة وفي المكتب البيضاوي من أجل جميع القرارات المهمة.”وكلف بوش نائبه تشيني بمهمة المرحلة الانتقالية بعد انتخابات عام 2000 التي اتسمت بالفوضى والتي حسمتها المحكمة العليا في نهاية المطاف عقب إعادة فرز للأصوات مثيرة للجدل في فلوريدا.ويشير بول لايت الخبير في عملية التعيينات السياسية الى أن “ تشيني تمتع بنفوذ هائل لان بوش أعطاه له. كان بحاجة ماسة الى المشورة من شخص خبير بواشنطن. وتشيني استغل هذه البداية.”وساعد تشيني الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الأب في وضع زملائه القدامى في مناصب عليا ومن بينهم دونالد رامسفيلد الذي تولى وزارة الدفاع للمرة الثانية.وتمتع ال جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون بنفوذ لا بأس به لدى رئيسه ومارس دورا مؤثرا في دفع الادارة الى التدخل عسكريا في البوسنة على سبيل المثال.وأشار عدة خبراء الى أن من المرجح أن يحذو بايدن حذو الديمقراطي وولتر مونديل الذي لعب دور المستشار الموثوق به حين كان نائبا للرئيس الأسبق جيمي كارتر.لكن قد يكون هذا صعبا على بايدن الذي سقط في كثير من الزلات على مدى مشواره السياسي الطويل.وقال لايت الاستاذ بكلية روبرت اف. واجنر للخدمة العامة بجامعة نيويورك “عليهم الحذر من ميل بايدن الى الكلام الذي يورطه في مشاكل. ليس فقط في الاجتماعات المطولة بل المؤتمرات الصحفية والتعليقات الفورية التي تصدر عنه. لن يرغب أوباما في أن يجد نفسه يفسر ( تعليقات بايدن).”ويقول بينارت ان لبايدن وأوباما مزاجين مختلفين حيث يتسم الرئيس القادم بمزيد من الهدوء والحذر بينما يتصف سناتور ديلاوير بأنه اكثر انفعالية وحماسا. وأضاف أن هذا ينبيء بديناميكية مثيرة للاهتمام في علاقتهما بالمكتب البيضاوي.وفي خطاب النصر الذي ألقاه يوم الثلاثاء قال اوباما عن نائبه انه رجل “خاض الحملة الانتخابية بكل قلبه.”ويعتبر بايدن الذي انتخب للمرة الأولى لعضوية مجلس الشيوخ عام 1972 أكثر فائدة في التعامل مع الكونجرس اذ له صداقات قديمة ورصيد سياسي اكبر من أوباما.لكنه سيتجنب أن ينظر اليه على أنه يتدخل في الفرع التشريعي للحكم. وقال ويد المتحدث باسم بايدن انه “قد يملك عددا أكبر من الاصدقاء بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من جون مكين (الجمهوري) نفسه وهذه اضافة كبيرة لاوباما الذي عقد العزم على التخلص من حجر العثرة الحزبي الذي تجلى في الأعوام الأخيرة.”وعلى الرغم من زعم بايدن أنه لا يرغب في تولي أي حقائب فان العديد من المحللين يرجحون أن تستغل خبرته في السياسة الخارجية والقضاء.ووجه الباحث في شؤون الرئاسة ستيفن هيس من معهد بروكينجز نصيحة لاوباما لدى قيامه بتوزيع الاختصاصات على بايدن قائلا “لا تعط مسؤوليات كبرى في مجال السياسة العامة لشخص لا تستطيع فصله.”