رغم عدم توفر بيانات دقيقة عن بطالة الشباب في كل البلدان العربية لأسباب علمية خاصة بمفهوم البطالة ومحدداتها , وأسباب سياسية ترنو إلى تجميل صورة البطالة , إلا إن هناك بيانات تقريبية حول عدد من البلدان العربية تزيد عن نصفها بقليل , فضلا عن انه لا يوجد انتظام في السلاسل الزمنية لمتابعة التطور في إشباع حاجة الإنسان إلى العمل على مستوى الدول العربية ككل.وتوضح البيانات المتاحة التناقض الأول بين بطالة الذكور والإناث حسب المراحل العمرية الداخلية لفئة الشباب حيث تتركز نسبة البطالة بين الشباب في معظم الدول العربية في الفئة العمرية 20-24 عاما حيث تتراوح ما بين يليها الفئة العمرية 25-29 عاما ما بين إلى , ثم الفئة العمرية 15-19 عاما ما بين إلى يرتبط هذا ربما باستكمال مراحل التعليم .ويستثني من هذا دول مجلس التعاون الخليجي , والتي تتراوح نسبة البطالة بها ما بين في الكويت , يليها البحرين وقطر والسعودية وعمان مع وجود تفاوتات واضحة لصالح الذكور , حيث ترتفع بين الإناث مقارنة بالذكور .ورغم التوسع في تعليم الإناث, إلا إن ثمة تقاليد مهيمنة لا تزال تدعم قيمة دور المرأة في رعاية شئوون المنزل فضلا عن عقبات في بعض الدول العربية أمام تشغيل الإناث وعدم تساويهن في الأجور مع الذكور الذين يقومون بنفس العمل..فالقطاع الخاص والرسمي بالذات يفكر أكثر من مرة عند تشغيله للإناث خشية التغيب والتمارض كما إن تكاليف الانتقال إلى العمل وغيرها من نفقات المرأة العاملة تجعل بعض الأسر يفضل البطالة الاختيارية للإناث .وأما التناقض الثاني فيكشف عن نفسه من خلال تركز البطالة ـ حسب محل الإقامة ـ فهي بين شباب الريف أكثر من شباب الحضر في كل من مصر والجزائر وسوريا , وفي الحضر أكثر من الريف في كل من لبنان والمغرب نتيجة لتدفق هجرات الشباب من الريف , فالهجرة كما هو معروف انتقائية في اتجاه ذوي الأعمال الأصغر .وتذهب البحوث المعنية بالبطالة إلى إن من بين أسبابها التباطؤ في النمو الاقتصادي على الصعيدين الإقليمي والوطني مقارنة بالنمو السكاني المتسارع , وضعف المواءمة بين مخرجات التعليم في مختلف مراحله وبين متطلبات سوق العمل , نتيجة لانخفاض نوعية التعليم وتراجع الطلب على الأيدي العاملة في بعض الدول غير النفطية نتيجة لهيمنة القطاع الخاص الذي تبني تكنولوجيا رأس المال , وسعى لتخفيض تكلفة العمل .وثمة أسباب أخرى فقمت من وضعية البطالة والفقر كالحروب والصراعات الأهلية الطويلة أو عدم الاستقرار السياسي , إضافة إلى التضخم المفرط وتخفيض العملة وتصدع المؤسسات , وإغلاق الحدود والحصار مما تسبب في خسائر فادحة في التنمية الاقتصادية ومن ثم استفحال البطالة بين الشباب وأمثلة ذلك العراق والصومال والسودان وفلسطين .[c1]* أمين إبراهيم [/c]
بطالة الشباب في الوطن العربي
أخبار متعلقة