تدخلات أمريكية وعثرات تمويلية تمنع ظهوره
القاهرة/14اكتوبر/ غادة إبراهيم : القمر الصناعي الإسلامي·· مشروع طال الحديث عنه منذ عام 1997، حتى تم إنشاء "مركز بحوث واستشارات الفضاء" بكلية العلوم جامعة القاهرة خصيصـًا ليكون هو الجهة المسئولة عن أبحاث القمر وتصنيعه ، ورغم الاهتمام الكبير الذي صاحب الفكرة وخاصة من الدول العربية، إلا أن العمل بالمشروع توقف إلى أجل غير مسمى، لأسباب خاصة بعملية التمويل المادي، والذي تعثر فيه عدد كبير من الدول المشاركة، والتي يصل عددها إلي 56 دولة إسلامية ·هذا خلاف وجود تدخلات أمريكية لإجهاض فكرة القمر من أساسه، والكارثة التي لا تخفى على أحد أن 56 دولة إسلامية لم تستطع حتى الآن توفير مبلغ 10 ملايين دولار هي قيمة التكلفة الإجمالية لتصنيع وتشغيل القمر، مما أثار هذا الأمر حفيظة المهتمين بالمسألة، خاصة وأن القمر سوف يقضي على اختلاف الدول العربية والإسلامية في تحديد بدايات الشهور العربية، وسوف ينهي العزلة بين المسلمين خاصة في الأعياد والمواسم وشهر رمضان·تقول د· ميرفت السيد عوض المشرف العام على المشروع: إن المركز هو الجهة الوحيدة المسئولة عن القمر الصناعي الإسلامي فنيـًا وعلميـًا، ومن خلال الرصد الأولي وصلت تكلفته المادية حوالي عشرة ملايين دولار مقسمة على 56 دولة إسلامية ، وقد بدأ العمل به منذ عام 1998 تحت رعاية "دور الافتاء العربية"، وعدد مليار مسلم حول العالم، وتشكلت اللجنة المسئولة عن تصنيعه من نخبة متميزة من أساتذة جامعات الوطن العربي، مثل: د· على عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة ، د· ناجي راشد العربي من البحرين ، د سعود العقيل سكرتير وزير العدل السعودي ، د· عمر الخطيب مدير دائرة الافتاء بدبي ، المستشار على الهاشمي مستشار دولة الإمارات للشئون الدينية، واتفقنا على العمل من خلال مركز دراسات علوم الفضاء علميـًا وفنيـًا، عن طريق بروتوكول تعاون مع الشركة الإيطالية المصنعة للقمر، وقد تمت أبحاثه والمواصفات الفنية له، ولم ينقصنا إلا الاختبارات بعد التصنيع، لكن مشكلة التمويل أصبحت عائق أمام إتمام وإنجاح المشروع·وأضافت : كان مقررًا إطلاق القمر عام 2007 ليعمل على مدار 7 سنوات هي العمر الافتراضي للقمر، بحيث يتواجد فوق أماكن محددة في العالم الإسلامي ليرصد الهلال فور غروب الشمس، علمـًا أن عدد دوراته حول الأرض ستكون 15 دورة، خلال اليوم وسيكون الدوران على ارتفاع ما بين 600 - 400 كيلو من سطح الأرض ليكون في معزل عن التلوث المحيط بالكرة الأرضية وأي نشاط أرضي أو جوي ملوث·وأشارت إلى أن تكلفة إتمام المشروع تتراوح ما بين 10- 8 ملايين دولار لم يتوفر منها حتي الآن لبدء المشروع وتنفيذ أختبارات الإطلاق وإتمام التعاقد سوى النصف ، والذي لم يتعد مساهمات فردية من دولة إيران ورابطة العالم الإسلامي فقط رغم تأكيد كثير من الدول على مساهمتها واهتمامها بالمشروع·وتضيف د· ميرفت أن المشروع لاقي ترحيبـًا من الجهات الممولة له بعد دراسته العروض الفنية، التي تقدمت للمساهمة في صناعة القمر، لكن تدخل إحدى الشركات الأمريكية في المشروع أفسده وعطل مسيرته، وقد بلغ بها الحماس إلى حد السعي وراء استصدار موافقة من الحكومة الأمريكية على كل القيود التي عادة ما تصاحب مثل هذه المشروعات ، والموافقة على أن يقوم المتخصصون من طرف دار الافتاء بالمتابعة لكل خطوات تصميم القمر وتصنيعه وإطلاقه، ودعوة الدول الإسلامية الراغبة في تعيين ممثلين لها ليتابعوا العمل بالمشروع، وندب مسلمين لتصميم برامج تشغيله، مما أدى لتجميد المشروع، الذي كاد يقضي على مشكلة فرقة المسلمين على بدايات الشهور الهجرية، والتي ستحدد مواسمنا الدينية، مثل: رمضان وعيد الفطر ووقفة عرفات وعيد الأضحي·[c1]بوابة فضائية :[/c]ويتحدث د· ممدوح إسحق ونس أستاذ علوم الكون بجامعة القاهرة عن الاستخدامات الأخرى التي سيقوم بها القمر الصناعي الإسلامي، والتي من بينها: قياس نسب التلوث البيئي والإشعاعي على طول مسار القمر، سواء في الدول الإسلامية أو غيرها من الدول ، بالإضافة إلى دراسة العناصر الجوية المحيطة بالأرض ، مما يفيد في معرفة الطقس ، وربما تجنب كوارث طبيعية وتقلبات مناخية، حيث إنه موجود على مستوي منخفض ليكون هو الأفضل في مجال خدمة الأرصاد الجوية، وسوف يفيد في دراسات التصحر والفيضانات وارتفاعات مستويات البحر، كما أن القمر سيكون أول بوابة تكنولوجية فضائية للعرب والمسلمين ، لزيادة إسهاماتهم في المجال الفضائي كأعضاء منافسين في النادي الفضائي ·· بالإضافة للغرض الأساسي من القمر وهو توحيد استطلاع الأهلة في أوائل الشهور العربية ، وبذلك ستنتهي من مشكلة اختلاف التقويم العربي، فالقمر الإسلامي سينوب عن عشرات المناظير الموجودة على امتداد عالمنا الإسلامي ، بالإضافة إلى أنه بعيد عن قيود الرصد الأخرى التي تعوق عمل تلك المناظير الأرضية العادية·[c1]صورة حضارية :[/c]ويقول د· همين زين العابدين مدرس مساعد بمركز استشارات وعلوم الفضاء وأحد فريق العمل : إن أهمية المشروع تعود إلى توحيد استطلاع الشهور العربية بعد أن أصبح من المعتاد تضارب مواعيد الصيام، والاحتفال بالأعياد الإسلامية، وتضارب مواعيد المواسم الدينية، لدرجة تصل في بعض الأحيان إلى خضوع مواقيت الصيام والإفطار للأهواء السياسية··كما أن الهدف الأساسي من المشروع هو التغلب على المشاكل المترتبة على عملية الرصد فوق سطح الأرض ، فهو أول مشروع من نوعه يحقق رؤية محددة ، بالإضافة إلى رصد الملوثات الطبيعية الفضائية مثل: الشهب والنيازك· والملوثات الصناعية مثل النفايات الفضائية التي تعوق الرؤية الفضائية·· فالقمر صورة حضارية واستخدام للعلم والتكنولوجيا في العلوم الشرعية، مما يرفع الحرج عن الأمة الإسلامية خاصة في مواطن الاختلاف، فالجمع بين معطيات العلم الحديث لتحديد الزمن المناسب لرؤية الهلال والزاوية، التي ينظر من خلالها لرؤيته عند ولادته لمساعدة مستطلع الرؤية من أهل العلم الشرعي يدعم ثبوت الرؤية البصرية·[c1]الحساب الفلكي :[/c]ويرى د· زين العابدين متولي أستاذ الفيزياء الجوية بجامعة القاهرة أنه لابد من إتمام المشروع الخاص بالقمر الصناعي الإسلامي ولا بديل عنه ، لأنه سيحدد رؤية الهلال بسهولة عن طريق إثبات رؤية الهلال الجديد بعد الغروب ليوم الرؤية، وهي الطريقة الشرعية المتبعة في الدول الإسلامية، وتتوافق مع حديث الرسول > " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، فالاختلاف في الرؤى يعود إلى عدم الاقتناع من ولاة الأمور الشرعية ببلاد المسلمين بالحسابات الفلكية، رغم أنها نادرًا ما تختلف عن الرؤية الشرعية·ولكي نتجاوز هذه المشكلة، فإن القمر سيصور الهلال فور الغروب وفور ولادته، حيث إنه سيدور على ارتفاع منخفض، ودورانه سيكون بعد 15 مرة باليوم الواحد على ارتفاع 600 - 400 كيلو متر من الأرض، وهو ارتفاع لتتحقق به عدة مزايا مثل انعدام التلوث الجوي والتشتيت الضوئي، وبذلك تبدو الاجرام السماوية مضيئة، حيث سيكون القمر مرئي من دائرة محيطة ، بالنقطة التي تقع تحته مباشرة ويزيد قطرها عن 2000 كيلو متر، مما يتيح رؤية أشمل للعالم العربي والإسلامي أجمع·