في أمسية تكريم عازف الكمان سعيد محمد حسن المزماز
محمد حمود أحمد مدينة وتاريخ حافل بالابداع والتألق ، تأسست فيها أول جماعة للأدب والفن في أم مدن عدن (بالشيخ عثمان) ، ولد وترعرع فيها عشرات المبدعين ، واحتضنت ميلاد العديد من فنانينا وأدبائنا وشعرائنا ، وكانت احدى قلاع الصمود والمقاومة في وجه الاستعمار لذلك لاينساها مبدعوها ولاتنساهم لأنها سطرت تاريخهم وصنعوا تاريخ هذه المدينة التي كانت نواة الابداع والتفرد والتميز وعنواناً من عناوين وحدة شعب وأمة وتاريخ ، وحدة أرض السعيدة .سعيد محمد حسن المزماز ، هذا الفنان والموسيقي ، الملحن ، ليس إلا واحداً من اولئك المبدعين الكثر الذين ترعرعوا في الشيخ عثمان ، وأسهموا في رسم ملامحها الفنية ، وأسرة المزماز أسرة فنية ارتبطت بافراح المدينة وأعراسها ومخادرها ومن متعهدي تلك الاعراس الشعبية التي لازلنا نعيش تفاصيلها إلى اليوم.سعيد المزماز من مواليد عام 1940م ، ويعتز بانتمائه الفني للمدينة التي احتضنت مواهبه صغيراً ولازال .. يخلص لها إلى اليوم وهو يحمل على كاهله أعباء وعناء 65 عاماً هي عمره الذي نسأل الله ان يمد فيه ويمتعه بالصحة والصبر .يقول عمنا سعيد (المزماز) انه دخل حياة الفن والموسيقى ، عندما التحق مع مجموعة من الشباب بالفرقة العربية للموسيقى التي كانت في البداية مجرد ندوة يلتقي فيها المبدعون في مجال الموسيقى والشعر والألحان ، ويذكر منهم أحمد تكرير ، صالح عبدالباقي ، المرحوم علي أحمد صلاح ، المرحوم أحمد محمد ناجي ، المرحوم أنور صالح .ويقول : واصلنا نشاطنا ، وحين توسعت الفرقة ، استأجرنا مقراً في منطقة كود بيحان ، لكي يستوعب العدد المتزايد من الأعضاء ، وكان ممن انضموا الينا الشاعر محمد سيف كبشي. أسسنا الندوة العربية للموسيقى ، وكان العازفون القدامى أهم دعامات الفرقة الفنية ، وهم معروفون مثل سالم باغريب ، وعلي حسن باغريب ، وسالم عبدالكبير ومحمد عبدالكبير بالاضافة إلى أحمد تكرير ، وهؤلاء هم المؤسسون الاوائل للفرقة ، واستمر الحال معنا وانتقلنا إلى المنصورة ، المقر المعروف بالفرقة العربية للموسيقى ، وكان أول ظهور للفرقة بفضل الاستاذ محمد مرشد ناجي ، وللحفل الفني الذي اقيم عام 1964م على خشبة مسرح (البادري) وقد حصلت الفرقة على عدد من الالحان من الفنانين أحمد علي قاسم ، وعلي أحمد جاوي وتواصلنا مع عدد من الفنانين وقمنا بتسجيل أغانيهم في الاذاعة ،وإلى جانبنا كانت هناك الفرقة الحديثة ، وكانت تتوزع التسجيلات فيما بيننا . وأتذكر الحادث المؤسف الذي جرى للفرقة الحديثة في منطقة الكود ، بمحافظة أبين وخسرنا فيه علي فقيه ، والنجار وأصيب العديد من الفنانين في الحادث .وفي حديث الذكريات عن هذه الفترة يقول المزماز ، تميزت هذه الفترة باشتداد الكفاح المسلح ، وازدياد العمليات الفدائية ومقاومة الاستعمار في عدن ويقول : لقد فوجئنا ذات يوم بقوات المستعمر قد ركزت مدفعاً رشاشاً فوق مقر الفرقة العربية للموسيقى بالمنصورة ، وتكثيف عدد الدوريات ومشاة الجنود في المنطقة .[c1]السلال يعين الفرقة العربية للموسيقىفرقة لاذاعة صنعاء [/c]ويواصل سعيد المزماز ذكرياته الفنية ، بأن مجموعة من شباب الفرقة قد تجمعت وقررت السفر إلى صنعاء ، وهناك التقيت المشير عبدالله السلال ، قائد الثورة ورئيس الجمهورية الذي رحب بهم ترحيباً حاراً وقدم العناية والرعاية والاهتمام واعتبر هذه الفرقة هي نواة للفرقة الوطنية للشطرين ، ووجه باعتماد الفرقة رسمياً وتسجيل اعمالها واعمال الفنانين في الاذاعة ـ اذاعة صنعاء ـ وتوفير مقر للفرقة .ويقول المزماز : وبعد تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م ، استأذنت الفرقة الرئيس المشير السلال وعادت إلى عدن للمشاركة في افراح واحتفالات الشعب اليمني بعيد الاستقلال في اطار الفرقة العربية للموسيقى ومواصلة نشاطها الفني .في عام 1970م تم اختياري ضمن مجموعة من أمهر العازفين التي شكلت الفرقة النحاسية التابعة للقوات المسلحة ، وكعازف على آلة (بي فلات بيز ) ، وفي عام 1973م ومع عودة الموسيقار جميل غانم من الدراسة في العراق وقد اسندت اليه مهمة تأسيس الفرقة الموسيقية الوترية للقوات المسلحة ، اختارني ضمن عدد من العازفين كنواة للفرقة الوترية وكعازف على آلة الكمان ، وكانت نشاطات الفرقة والجلسات الفنية فرصة لاكتساب المعارف الموسيقية ، والدخول في مرحلة جديدة بالنسبة لي ، هي مرحلة التلحين والتوزيع الموسيقي ، واعطيت اهتماماً خاصاً بتوزيع الحان الموشحات مثل (ياساري البرق ) و (الله يعلم بأنني مستهام ) و (يانسيم السحر) و (يا مغرد بوادي الدور) .وفي عام 1984م ، تم اختياري ضمن مجموعة من العازفين لتشكيل فرقة موسيقية خاصة للاذاعة والتلفزيون إلا أن الفرقة انتقلت في نفس العام من الاذاعة والتلفزيون إلى مسؤولية وزارة الثقافة بقيادة الاستاذ أحمد بن غوذل.ويقول المزماز : كان لنا العديد من المشاركات الداخلية والخارجية وتوزعت الفرقة إلى جانبين 1) انشادي 2 ) موسيقي غنائي ، وواصلت نشاطي معها حتى تمت احالتي إلى التقاعد عام 2000م .وكانت قد القيت كلمة ترحيب من قبل رئيس المنتدى ، الشاعر محمد سالم باهيصمي عبر فيها عن التقدير للفنان الموسيقي سعيد مزماز ودوره في نشاط الحركة الفنية وأهمية تكريمه كمبدع خدم بلده ،وناشد الجهات المسؤولة العناية بأوضاع المبدعين بعد أن قضوا عقوداً من الزمان في خدمة الفن والالحان .كما القيت مداخلات من قبل الموسيقي علي حسن دعبش تناول ذكرياته الحميمة مع سعيد مزماز وتناول مآثره منوهاً بأنه لايتفق مع قضية تقاعد الفنانين فالابداع عمر متصل لاينقطع وتحدث بمرارة حول معاناة عدد من شيوخ الموسيقى والغناء وأمراض الشيخوخة التي يعانون منها واستحقاقهم للعناية والعلاج والرعاية .واقترح خالد قائد صالح الاهتمام بالتوثيق لحياة العازفين الموسيقيين وتنظيم استمارة أو تصميم استبيان خاص يوثق لحياتهم واعمالهم يكون مرجعاً توثيقياً لدراسة تاريخ الحركة الفنية وتوثيق المعلومات حولها .وأبدى الباحث أحمد السعيد استعداد مركز حنبلة للتوثيق استعداده لتبني هذا المقترح من قبل الشاعر خالد قائد والتعاون في التسجيل والتوثيق لهذه المعلومات وتسخير المركز امام الباحثين والدارسين ، وتوثيق اعمال المبدعين .وتحدث صالح حنش وعبدالله الصنح ، والمسرحي عمر مكرم حول مسائل تكريم المبدعين ، وعلى وجه الخصوص تكريم جيل العصر الذهبي للأغنية .وفي ختام الفعالية القى فرحان علي حسن كلمة اشار فيها إلى أنه تعرف على الموسيقي المزماز منذ الستينات وتأسيس الفرقة العربية .وتحمل مسؤوليات عديدة ، وكذلك رفاقه علي حسن دعبش وسالم عبدالله سالم وغيرهم ، وجاءت لحظة الوفاء والتكريم وهدية رمزية للموسيقي المخضرم ، الذي القى كلمة شكر فيهاالمنتدى علي هذا التكريم ومعاني الوفاء والتقدير التي حملتها هذه الامسية .