أضواء
خبر غريب تناقلته وكالات الأنباء مؤخرا، مفاده رفض محكمة بلجيكية أول طلب زواج تقدم به رجل ينوي الزواج من إنسان آلي (روبوت).وكان الرجل ذاته متزوجا في السابق من امرأة وأنجب منها طفلا، ولكنه على حد قوله قد سئم الحياة مع كافة النساء لذا قرر أن يتزوج من دمية تساعده على القضاء على الإحساس بالوحدة الذي يعاني منه. إلى هنا انتهى أهم ما في الخبر من تفاصيل. الخبر في مجمله يعكس ما يعترى العلاقات الإنسانية من توتر وفتور ورفض. خصوصا أن هذه الحالة البلجيكية ليست الفريدة، لكنها أول من تقدم بطلب رسمي للزواج، فقد ناقش مؤتمر عقد هذا العام في إحدى مدن هولندا، ناقش بعض العلماء من خلاله إمكانية دخول المزيد من البشر في علاقات إنسانية وعاطفية مع أجهزة الإنسان الآلي التي ستصبح أكثر شبها بالإنسان من حيث المظهر والوظيفة والشخصية، بحيث يمكن للإنسان أن يقع في حبه وحتى الزواج منه. لكن رونالد آركين عالم الروبوتات، من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا، “لا يعتقد أن الزواج من الروبوت سيكون مسموحا به بحلول العام2050”. وبصرف النظر عن صحة هذا التصور من عدمه، إلا أن ثمة خللا حقيقيا ومؤكدا قد بدأ يصيبنا نحن البشر حتى ينقاد البعض إلى التفكير في مثل هذه الأفكار الغريبة.قد يكون هذا هو مستقبل العلاقات بين البشر في الغرب بعد أعوام ليست بالكثيرة، وهي إن تطورات لن تؤثر علينا من قريب أو بعيد داخل مجتمعاتنا... لسبب بسيط ألا وهو أننا أصحاب السبق في تجسيد هذه العلاقة بين البشر وبعضه، فما يحدث عمليا داخل منازلنا ما هو سوى ارتباط بين إنسان وآخر تحول إلى روبوت.فالمرأة في مجتمعاتنا ما هي إلا صورة نموذجية لهذا الروبوت الذي يلهث الغرب من أجل التوصل إلى إنتاجه، حيث مطلوب منها إنجاز كل ما يحتاجه البيت والزوج والأولاد وأحيانا عائلة الزوج على أكمل وجه، بصرف النظر عما إذا كانت عاملة أم لا، ففي الحالتين الأعباء واحدة ولا تختلف، إضافة إلى ذلك مطلوب منها تجاوز أخطائه وعدم التوقف أمامها، والسمع والطاعة وعدم المناقشة أو عدم الشكوى أو التذمر أو المطالبة بحقوقها، حتى لا تغدو روبوتا منفرا مثيرا للضجر، وتصبح مهددة بالزواج عليها أو الطلاق وإعادتها إلى المصنع (أقصد بيت عائلتها) وهو ما قد يكسرها اجتماعيا، طبقا للأعراف السائدة، وفي هذا فقط ستتشابه المرأة العربية مع روبوت المستقبل الغربي الذي سيقدم الزوج على كسره وشراء آخر في حالة عدم الشعور بالسعادة معه. عن/ صحيفة “الوطن” السعودية