سيظل المواطن اليمني يمنياً بانتمائه لهذا الوطن الغالي من صعدة وحتى حوف، يمنياً بجنسيته وعاداته وتقاليده يحمل في كل مسامات جلده حضارة وتراث وأصالة هذا البلد أينما حل وترحل، سيظل يمنياً بهيئته وقامته وجسده دون أن يجزأ أوصالاً أو أنصافاً أو يقطع أشلاء لأن في كل مسامات جسده وكل مفاصل عظامه عشباً مزروعاً اسمه “اليمن” يمن الوحدة والديمقراطية يمن الثاني والعشرين من مايو ذلك اليوم الذي توحدت فيه كل تضاريس الوطن وتقاسيمه على خارطة واحدة سميت “الجمهورية اليمنية” وعادت فيه اللحمة اليمنية وائتلفت القلوب وتعانقت الهامات وتصافحت الأيدي بتدشين عهد جديد على أنقاض عهد ولى دون رجعة بكل سلبياته وإيجابياته.وخلال سنوات الوحدة المباركة الـ “19” وما رافقها من تطورات بشقيها الإيجابي والسلبي وما واجهته من صعوبات في المسار الاقتصادي الذي عانى ضعفاً واضحاً في ما وضعت له من حلول ومعالجات لم تحسم الأوضاع بشكل نهائي نظراً للظروف التي واجهت المسار الوحدوي وما تحمله من أعباء ربما بعضها فو ق الطاقة.كما أن بعض من أسندت إليهم حل الإشكاليات التي طفت على سطح المياه الراكدة وجدوها فرصة لوضع أنصاف حلول وفقاً لأهوائهم وأمزجتهم ومصالحهم الشخصية مما زاد الأمر سوءاً ووجدتها بعض القوى فرصة للغوص في بركة آسنة وأججت المشكلات لخلق صراع لا يمكن أن يكون في مصلحة الوطن ولا في مصلحة المواطن الذي ينتظر حلاً لمشكلاته اليومية المتمثلة في وضع حد للغلاء ورفع معاناته في السكن والدواء وفواتير الكهرباء والمياه وما يتطلبه من حقوق يجب أن تتوفر معظمها إن لم تكن بكاملها.إلا أنه وجد نفسه يغوص بين أمور مفزعة وظروف عصيبة ينبغي أن يحذرها كل مواطن شيخاً أو شاباً أو طفلاً يعيش في قرية أو مدينة داخل هذا الوطن بطوله وعرضه وأن يتصدى لها بكل طاقاته وإمكانياته ومفادها “ثقافة الكراهية وثقافة إثارة النعرات المناطقية التي تغذت من منابع نتنة وبدأت رائحتها تنتشر بهبوب رياح مشؤومة.ومن دون شك فإننا نمر بصعوبات لكننا اخترنا طريق التجديد، طريق الديمقراطية والقضاء على الشمولية وليس أمامنا خيار إلا التقدم إلى الأمام وتصحيح المسارات التي بدأت تخرج عن الطريق السليم. وما من شك في أن هناك صعوبات ستواجه مسيرة التقدم وما زالت بعض الصعوبات تطفو على جانبي الطريق وبعضها مشكلات اقتصادية وإنما لم تكن هي الضاغطة على مساراتنا الوحدوية باعتقادي.. لأن مسيرة التحول الديمقراطي جعلت ثقافتنا أكثر تحرراً وانفتاحاً، وتحرر الضمير الاجتماعي من الأفكار الجامدة والمعيقة لحركة التطور، ولكننا أصبحنا اليوم نواجه مشكلة خطيرة برزت في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر وهي النزعة “المناطقية” كما أسلفت وهذه هي الأخطر، لأنها تنتشر كالوباء وهذه الظاهرة الخطيرة وجدت من يغذيها، وهي مقلقة جداً ينبغي محاربتها لأنها مضرة بمستقبل وطننا وشعبنا ولابد لنا أن نحارب هذا الشر، انطلاقا من إيماننا بنيل مطالبنا المتجسدة بوحدة الوطن ووحدة شعبه وأمنه واستقراره.
مواطن دون تجزئة
أخبار متعلقة