وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف في موسكو يوم 18 مارس اذار 2010.
موسكو/14 أكتوبر / رويترز : قال دبلوماسي روسي رفيع يوم أمس الأربعاء إن روسيا والصين ضغطتا على إيران لقبول عرض الأمم المتحدة الخاص بتبادل الوقود من أجل مفاعل نووي.وكان دبلوماسيون غربيون أبلغوا رويترز ان روسيا والصين أبلغتا ايران في وقت سابق من الشهر الجاري بأنهما تريدان منها تغيير موقفها وقبول العرض الذي رعته الامم المتحدة الذي ترسل ايران بموجبه اليورانيوم للتخصيب في الخارج.وأضاف مسؤول بوزارة الخارجية الروسية طلب عدم نشر اسمه «عقد ممثلون روس وصينيون محادثات مع ممثلي وزارة الخارجية الايرانية في طهران.»وأضاف أن المحادثات جرت في اطار جهود الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وألمانيا للتعامل مع برنامج ايران النووي - الذي تخشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة أنه قد يشمل تطوير صواريخ نووية.وقال الدبلوماسي الرفيع في افادة للصحفيين في موسكو «جوهر هذه الاجراءات هو حث طهران على التصرف في حدود الاطار المتفق عليه مسبقا في برنامج الدول الست لتسوية المسألة النووية الايرانية».وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال الاسبوع الماضي ان ايران تهدر فرصة التعاون بشكل طبيعي.واشتد استياء روسيا من ايران منذ رفضت طهران عرض الامم المتحدة الذي تشحن ايران بموجبه معظم مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى روسيا وفرنسا لمزيد من التخصيب وتحويله الى وقود من اجل استخدامه في مفاعل في طهران للنظائر الطبية.وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون غربيون ان من المثير للاهتمام أن روسيا والصين وهما أشد القوى الكبرى احجاما عن فرض عقوبات بدأتا في الضغط على ايران.ورفض الدبلوماسي ذكر العقوبات التي قد تؤيدها موسكو مكررا التصريحات الروسية السابقة بأن العقوبات ليست حتمية ولا ينبغي أن تؤذي الشعب الايراني.وأضاف «رغم ذلك فالسحب تتجمع وموقف ايران لا يترك مساحة للمناورة الدبلوماسية. هذا لا يعني أن من الممكن اغلاق القضية ونستطيع المضي قدما في الخطوة التالية وهي العقوبات. لم تصل الامور لهذا الحد بعد».وأبلغ دبلوماسيون غربيون من الامم المتحدة رويترز أن أحدث مسودة للعقوبات الامريكية تشمل فرض حظر على مزيد من البنوك الايرانية التي تعمل في الخارج والبنوك الاجنبية العاملة في ايران الى جانب حظر أسلحة مع فرض تفتيشات دولية.وقال الدبلوماسي الروسي «اذا أصبحت (العقوبات) حتمية فمن المحتمل أن تدعمها روسيا ... روسيا بالتأكيد ضد أي عقوبات معوقة تهدف الى معاقبة ايران أو تغيير النظام.«لا يمكنك معاقبة 70 مليون ايراني بسبب هذه المشكلة».وترفض ايران مزاعم غربية بأنها تسعى لتطوير أسلحة نووية وتؤكد على أن برنامجها النووي يهدف فقط لتوليد الكهرباء وتجاهلت خمسة قرارات من الامم المتحدة تأمرها بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. هذا وقد رفضت تركيا الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي يوم أمس الأربعاء مطالب حليفتها الولايات المتحدة بتأييد فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامج طهران النووي قائلة انه ينبغي منح الدبلوماسية فرصة أكبر.وكانت تركيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي قد أبدت قلقها من حملة تقودها الولايات المتحدة لتأييد فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية التي يشتبه الغرب في أنها تحاول تطوير قنابل نووية.وقال بوراك أوزوجيرجين المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحفي «مازالت هناك فرصة أمامنا ونعتقد أنه ينبغي استغلال هذه الفرصة جيدا. (المطلوب) مزيد من الدبلوماسية.»وحث فيليب جوردون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية وأكبر دبلوماسي بوزارة الخارجية للشؤون الاوروبية تركيا الاسبوع الماضي على تأييد فرض مزيد من العقوبات على ايران قائلا ان أنقرة قد تواجه تبعات اذا خالفت توجه المجتمع الدولي.وليست تركيا التي تقدمت بطلب الانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي هي الدولة الوحيدة التي تصر على اعطاء فرصة اكبر للدبلوماسية مع ايران التي تقول ان برنامجها النووي أغراضه سلمية.فقد حثت كل من الصين العضو الدائم بمجلس الامن والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) والبرازيل العضو غير الدائم بالمجلس على منح مزيد من الوقت للوسائل الدبلوماسية مع ايران.وعززت تركيا علاقاتها مع ايران ودول اسلامية أخرى مجاورة لها منذ تولى حزب العدالة والمساواة ذو التوجه الاسلامي السلطة لاول مرة في 2002 وأبدى بعض المراقبين قلقهم من أن تكون تركيا تميل بعيدا عن حلفائها الغربيين.وعرضت تركيا استخدام علاقتها بالقيادة الايرانية لتسوية النزاع النووي لكن رحلات متكررة لمسؤولين أتراك الى طهران فشلت في تحقيق تقدم.وقال أوزوجيرجين «نعتقد أن ايران لديها نوايا طيبة في هذا الشأن وتريد حلا والا فما كنا سنقوم بهذه الجهود. نود اعلام اصدقائنا الغربيين بشكل منتظم بالانطباعات التي نحصل عليها (من المحادثات مع ايران).»وأعاد المسؤول التأكيد على معارضة أنقرة لحصول أي دولة في الشرق الاوسط على أسلحة نووية وقال ان ايران لديها الحق في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية شأنها في ذلك شأن جميع الدول.