رام الله (الضفة الغربية) / 14 أكتوبر / رويترز:قال مسؤول كبير في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الخميس إن الإسلاميين في غزة يعطلون خطة مصرية للمصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية. وفي تعليق على تصريحات مسؤولي حماس الذين اجتمعوا مع وسطاء مصريين في القاهرة أمس الأول الأربعاء رفض عزام الأحمد رد فعل حماس الذي قبل بصفة عامة الاقتراح المصري بتشكيل حكومة وحدة من التكنوقراط لقطاع غزة قائلا انه يهدف فقط إلى كسب مزيد من الوقت حتى ترسخ الحركة الإسلامية سيطرتها على القطاع الساحلي. ولا يدع هذا الرد العنيف من جانب فتح التي تهيمن على الضفة الغربية المحتلة الكثير من الأمل في حدوث انفراجة في تجمع مزمع للفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر المقبل لإنهاء الانقسام بين الحركتين الذي تسبب في شل حركة عباس في المحادثات التي تشرف عليها الولايات المتحدة مع إسرائيل ويعطل جهود إقامة دولة فلسطينية. وقال الأحمد لإذاعة “صوت فلسطين” إن تصريحات حماس في القاهرة تكشف عن مناورة لكسب الوقت. وجاء تصريحه تعليقا على تصريحات للحركة الإسلامية أمس الأول الأربعاء بعد الاجتماع مع وسطاء مصريين في القاهرة. وقال موسى أبو مرزوق رئيس مفاوضي حماس إن الجماعة وافقت على “الرؤية” المصرية لتشكيل حكومة وحدة مع الفصائل الأخرى بما في ذلك فتح وإن لجانا ستشكل لمناقشة وسائل تنفيذها. وأبلغ أبو مرزوق مؤتمرا صحفيا في القاهرة بعد محادثات مع مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان إن هذا الاقتراح قد يمهد الطريق لإنهاء الأزمة الفلسطينية وإن اجتماعات أخرى سواء ثنائية أو ثلاثية ستعقد هذا الشهر. وقال الأحمد إن مسؤولي حماس يعيشون في وهم استطاعتهم فرض رغبتهم على الآخرين بجعل غزة كيانا مستقلا تحت قيادتهم. ويعيش في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية تحت قيادة فتح وعباس 2.5 مليون فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ أن هزمت قوات فتح عام 2007 يعيش 1.5 مليون فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي. ويريد عباس إقرار السلام مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء. أما حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2006 ورأست الحكومة الفلسطينية حتى اقتتالها مع فتح في غزة العام الماضي فترفض الاعتراف بالدولة اليهودية. وطلبت حماس ضمن مطالب أخرى أن تكون شريكة في مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وهي معقل لفتح منذ أيام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. لكن كثيرين من حلفاء عباس يبدون عازمين على عزل حماس وتحميل الإسلاميين فقط مسؤولية فشل عملية المصالحة التي وافقت عليها جامعة الدول العربية. وقال الأحمد إن حماس لا تملك حق النقض (الفيتو) على الخطة المصرية التي وافق عليها 12 فصيلاً فلسطينياً في منظمة التحرير. وإعادة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية مهمة للغاية لعباس في نيل المصداقية كزعيم فلسطيني. لكن مهادنة حماس يمكن أن تضر بمفاوضاته مع إسرائيل ودعم القوى الغربية له. وصرح أبو مرزوق أمس الأول الأربعاء بان حماس وافقت على الفكرة المصرية بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الفصائل الأخرى من بينها فتح. وقال إن هذا الاقتراح يمكن أن يكون فاتحة لإنهاء الأزمة الفلسطينية وان اجتماعات إضافية ستعقد هذا الشهر. وقال مصدر من حماس إنه يتوقع عقد اجتماع قبل نهاية أكتوبر تشرين الأول الجاري قد يضم ممثلين من فتح. لكن الأحمد قال إن أي اقتراح لتشكيل لجان غير محكومة بجدول زمني هو ببساطة محاولة للتعطيل وصرح بأن المسؤولين المصريين يريدون موافقة كاملة على خطتهم قبل أن تلتقي الفصائل الفلسطينية وجها لوجه لمناقشة التفاصيل. وقال انه بعد أن تقبل حماس الورقة المصرية ستقبل فتح تشكيل اللجان لمناقشة التفاصيل.
أخبار متعلقة