الحياة الحقيقة مليئة بالمفاجآت العجيبة.. تقول إلهام قاسم ناصر صالح : أنا صماء وبكماء لا أسمع شيئاً ولكن ربي عوضني بحاسة النظر والإحساس بالناس وأنا مثل كل معاق في اليمن ولدت في عائلة لم تكن على استعداد لتربية معاق ولذا كان هناك نوع من الإهمال غير المقصود لأنهم لا يعلمون كيفية التعامل مع تلك الحالات وأنا اعذرهم. وهكذا زادت المسافة بين وبينهم من ناحية لغة الحوار وانعدمت ولكني كنت منذ الصغر املك طموحات كبيرة منها أن أتعلم وبدأا صراعي الحقيقي مع التعليم وذهبت إلى المدرسة أسوة ببقية الأطفال وأنا فرحانة بيومي الأول في المدرسة ثم بدأت المشكلة وهي إنني لم استطع استيعاب أي مادة وكنت ابكي يوميا وأنا أحاول أن أوصل إليهم إنني أريد أن أتعلم وافهم مثل الآخرين. وبالرغم من أن أبي كان يأتي ويتكلم مع المدرسين ولكن للأسف دون فائدة فلا احد كان يستطيع مساعدتي وهكذا تركت المدرسة رغما عني و انعزلت عن العالم وأصبحت وحيدة أمام كل المشاكل والتي كانت تواجهني فالناس لا يشعرون بي فلم ألقى منهم غير الاستهزاء والسخرية مني ألا يكفيني إنني أعيش عالمي لوحدي منذ الصغر فلم أكن افهم لماذا كانوا قاسين علي وما هو ذنبي كوني صماء وبكماء. وعندما سمعت بمركز ذوي الاحتياجات الخاصة كان هذا هو النور الحقيقي في حياتي التحقت المعهد وتعلمت لغة الصم والبكم وأكملت دراستي وتعلمت القراءة والكتابة وكونت لي أصدقاء من فئات مختلفة وتغيرت حياتي كليا إلى الأحسن ثم قررت الدخول في عدد من الدورات والتي تقام من اجلنا في هذا المعهد وتعلمت أشياء كثيرة منها الرسم ومنها الأشغال اليدوية وطبيعي في البداية بذلت مجهوداً جباراً في تعلم أشياء كثيرة ولكني املك الاستعداد لأتعلم وأبدع وأريد أن تباع منتجاتنا فنحن كصم يتعاملون معنا الناس بشكل يحاولون أن يشتروا منا منتجاتنا بأبخس الأسعار كوننا من فئة المعاقين ولا ينظرونا إلى الإبداعات التي نحن نعملها رغم هذه الظروف ولهذا نحن بحاجة إلى سوق عمل يروج لنا منتجاتنا لنستطيع أن نحصل على اجر جيد فنحن نحاول أن نعيش في هذا العالم. واليوم أنا فخورة بانتمائي آخر إلى هذا المركز برعاية ليلى باشميلة وكذا والمدارسين والمدربات واللتان يبذلون الجهود من اجلنا، والى جانب ذلك عندي هواية الرسم وكتابة الخواطر وممارسة الرياضة.
منى صالح عبدة
وقالت منى صالح عبده من فئة البكم والصم أما أنا بدأت مرحلة حياتي وأنا أحاول عدم ترك المدرسة وعاركت المدرسة والمدرسين والطلاب وكان في اعتقادي انه الأسلوب الوحيد وكنت أبدل جهود كبيرة لأفهم رغم كل الصعوبات وكان أبي يقلق علي ويذهب معي حسب استطاعته لمناقشة وضعي في ذلك الوقت مع المدرسة وكان الجواب صعباً جدا نحن لا نعرف كيف التعامل مع ابنتك فأبي كان وما زال يحبني من كل أعماقه مثل كل أب يحلم بتعليم ابنته والاطمئنان عليها حين تذهب إلى المدرسة أو تخرج إلى الشارع للعب أما أنا فكانت أسرتي تعاني كوني صماء بكماء وكانوا دائما يحاولون مساعدتي ودعمي فانا كنت اختلف عن بقية أخواتي و الرغم من أنني استطيع الكلام القليل ولكنه غير مفهوم واشعر بالخجل عندما لا يفهمني احد و يبدأ الأطفال بالضحك عليّ ولذا قررت الصمت وفقدت علاقتي بالعالم الخارجي وبنيت لنفسي عالمي الخاص فكنت اقضي معظم أوقاتي وحيدة سوى أن كنت في الشارع أو البيت فلا احد يريد أن يلعب أو يجلس مع طفل أصم وأبكم وهذا كان يقلق أبي فكان حضن أبي وأمي الوحيد الذي كان يحميني ويشعرني بالأمان. والآن في هذا المركز بدأت رحلتي إلى عالم النور بالفعل حيث قابلت أشخاصاً مثلي يعيشو نفس حياتي وكان هذا مفاجأة كبيرة وتعلمت هنا لغة الإشارة وبدأت اعرف ماذا يعني الحوار وعن ماذا يمكن أن أتكلم وهنا تعرفت وكونت أصدقاء. وهذا هي أسرتي الحقيقة والتي علمتنا معنى القوة والتعليم ولا شيء مستحيل بالرغم من الصعوبات التي نعانيها من نواحي كثيرة اجتماعية وصحية ونفسية إلا أننا نحاول أن نبنيء عالمنا على أساس الحب والتعاون والتسامح. وأدعو الله اليوم أن استطيع تحقيق حلمي في التوظيف الرسمي لاستطيع الاعتماد كليا على نفسي واقف على رجلي.[c1](فئة الصم والبكم ) [/c]