14 اكتوبر تستطلع أوضاع الطوارئ التوليدية في بعض مستشفيات العاصمة
استطلاع/ فايزة أحمد مشورةفترة الحمل والولادة من أصعب الفترات التي تواجهها المرأة في حياتها كونها محفوفة بالمخاطر، وتتطلب الرعاية المتواصلة وإجراء الفحوصات الدورية حفاظاً على صحتها وصحة مولودها.صحيفة (14 أكتوبر) واستشعاراً منها بأهمية هذه المرحلة في حياة المرأة اليمنية تلمست أوضاع الطوارئ التوليدية في عدد من مستشفيات العاصمة من خلال لقائها بالقائمين عليها.. فإلى التفاصيل:د. جميلة عبد الكريم المؤيد، مدير عام مستشفى السبعين تحدثت عن واقع الطوارئ التوليدية في مرفقها الصحي فقالت: الطوارئ التوليدية خدمة يقدمها المستشفى لجميع الحالات التي تصل إليه حيث يتم استعلام الحالة من قبل الطبيبة المناوبة لفحصها وتلخيص حالتها المرضية وبعد تقييمها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة،فإذا كانت الحالة ولادة طبيعية فيتم فوراً فحص الدم والضغط وتحضير قربة دم إذا كانت الحالة تستدعي ذلك ومن ثم يتم إدخالها إلى غرفة الملاحظة ويتم متابعتها دورياً من قبل القابلة وتحت إشراف الطبيبة المختصة المناوبة وهذا في المرحلة الأولى أما المرحلة الثانية فهي الانتقال إلى سرير الولادة الذي يتم تعقيمه أولاً بأول وأثناء الملاحظة وتتبع سير الولادة يتم اكتشاف حالات تسمم الحمل، ضيق الحوض،... إلخ، وهنا يتم تحديد ما تحتاجه كل حالة على حدة هل هي ولادة طبيعية أم قيصرية،باستثناء الحالات التي تصل إلينا من البيوت وقد تكون في مرحلة متأخرة (متعسرة) ومن الضروري استقبال مثل هذه الحالات إلى جانب استقبال حالات يتم تحويلها من المستشفيات الخاصة لأسباب منها الكادر المؤهل ومناوبة المستشفى لـ «24» ساعة وحدوث تعسر وقصور بعض الإمكانيات سواءً البشرية أو التقنية المتخصصة في هذا الجانب،ويتم استقبالها في طوارئ التوليد.ونعود للمرحلة الثالثة وهي خروج المشيمة ووضع النفساء تحت الملاحظة حوالي ساعتين في غرفة ما بعد الولادة للتأكد من سلامتها وإعطائها حقناً لإيقاف النزيف. ومن ثم تعرض على الطبيبة وهي التي تحدد خروجها وتعطي لها الوصفة لما بعد الخروج وبعض النصائح، ويصل متوسط استقبال الحالات إلى (50) حالة يومياً.[c1]قصور في التوعية[/c]وأضافت أن هناك قصوراً في الوعي لدى الأهل والأسرة بمخاطر الحمل والولادة وضرورة المتابعة المتواصلة والزيارات المتتالية للمرفق الصحي لأنه قد يحدث تسمم الحمل وارتفاع في الضغط وتشوهات للجنين وغيرها.كما أن القصور في التوعية واضح لدى وسائل الإعلام وهذا يستدعى تكاتف جهود الجميع لخلق وعي لدى المجتمع من أجل الحفاظ على سلامة الأم وجنينها معربة عن شكرها وتقديرها للدعم والتعاون الكبير من قبل الدكتورة جميلة الراعبي وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان التي تسعى جاهدة لدعم المستشفى بكل ما يتعلق بصحة الأم والطفل وإيجاد الدعم من جميع الجهات وتلبية كل الاحتياجات الخاصة بالمستشفى إلا أن المشكلة التي تواجهنا هي تدني موازنة المستشفى مقارنة بالخدمات الموكلة إليه التي يقدمها على مدار 24 ساعة.[c1]واقع جيد[/c]من جانبها تقول الدكتورة خولة أحمد اللوزي مديرة مركز الشهيد الزبيري بمديرية صنعاء القديمة التابع لهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء إن واقع الطوارئ التوليدية في مستشفى الثورة جيد جداً، حيث يتم استقبال الحالة والكشف عليها من قبل الطبيبة المختصة ويتم تشخيصها من حيث سلامة وضعية الجنين،ومن ثم تحديد المرحلة التي وصلت إليها الأم والتأكد من سلامة صحتها فإذا كانت جميع الأمور السابقة طبيعية يتم توليدها ولادة طبيعية أما إذا كان هناك أمر ما يستدعى ولادة قيصرية يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء العملية القيصرية التي تقوم بها الطبيبة أو الطبيب الاختصاصي وبالنسبة للحالات الخطرة المحالة إلى المستشفى مثل « انفجار الرحم، الولادة المتعسرة، والنزيف» فيتم نقلها إلى غرفة التوليد مباشرة وإجراء اللازم،بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة والتأكد من سلامة الأم والمولود قبل خروجهما من المستشفى. أما بالنسبة للفحوصات قبل الولادة فنحن نحرص عليها لضمان سلامة الأم والجنين فهناك فحوصات يتم إجراؤها أثناء مراحل الحمل وأخرى قبل الولادة وبحسب ما يراه الطبيب.وعن مدى استيعاب المستشفى للحالات القادمة قالت: وصلنا إلى مستوى جيد في استقبال الحالات،حيث يستقبل المستشفى حوالي ألف حالة طبيعية شهرياً ومن 5 - 8 حالات قيصرية يومياً.وعن دور التوعية بمخاطر الحمل المبكر ومدى تحقق هذا الجانب تقول:إن غياب الوعي لدى الأهل بمخاطر الحمل والولادة يحتاج إلى تضافر الجهود من قبل وسائل الإعلام المختلفة بالإضافة إلى الجهات ذات العلاقة « وزارة الصحة العامة وجهاتها الخدمية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف» وغيرها من الجهات. ورغم أن التوعية موجودة إلا أن هناك بعض جوانب القصور وهذا يعود إلى العديد من العوامل من أهمها الإمكانيات المتاحة للتوعية والشعور بمدى خطورة الحمل المبكر على الأم والجنين من قبل الجهات الأخرى والمجتمع نفسه.وعن رسوم الولادة في المستشفى قالت: بالنسبة للرسوم المفروضة على حالات الولادات فهي رسوم رمزية لا تتعدى ألفي ريال وهي رسوم الفحوصات التي تجرى للحالة. وإذا كانت الحالة معسرة يتم إعفاؤها من الرسوم،ولكن المشكلة تكمن في العدد الهائل من حالات الولادة التي تصل إلى مستشفى الثورة العام بصنعاء وتفوق القدرة الاستيعابية للقسم،وقد تلجأ بعض الحالات إلى المستشفيات الخاصة رغم أن المتشفيات الحكومية الأخرى مفتوحة لاستقبال مثل هذه الحالات بل إن هناك مستشفيات حكومية خصصت لهذا الغرض.[c1]أولوية للحالات الطارئة[/c]أما الدكتورة ابتسام الحمدي طبيبة نساء وولادة في المستشفى الجمهوري بصنعاء فقد قالت: يتم استقبال حالات الولادة في الطوارئ ثم يتم فحصها وإذا كانت في المراحل الأولى للولادة يتم عمل الفحوصات الأولية مع أخذ تقرير متابعة الحمل،والفحوصات المستخدمة قبل الولادة مهمة جداً وتعمل لكل الحالات التي تصل إلى الطوارئ منها فصيلة الدم ونسبة الدم وفحص نسبة السكر في الدم مع الأخذ في الاعتبار إذا كانت الأم مصابة بأي مرض آخر.وبالنسبة للحالات الطارئة فإنه يكون لها أولوية خاصة وبالذات التي يكون عندها تسمم حمل أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو نزيف حاد أو التي تحتاج إلى تدخل جراحي «عملية قيصرية».وعن الجانب التوعوي بمخاطر الحمل المبكر قالت: يوجد قصور في التوعية بمخاطر الحمل المبكر لكن ليس من جهة المستشفيات فقط بل من عدة جهات منها وزارة الصحة والمنظمات الاجتماعية والمراكز الصحية. وأرى أن تكثيف الجهود من جهة الإعلام ووزارة الصحة والمستشفيات والمرافق الصحية للتوعية بها أمر ضروري.وعن رسوم التوليد في المستشفى قالت: ليس هناك رسوم توليدية باستثناء ألف ريال تدفع مقابل فتح ملف،مشيرة إلى أن المستشفى يعتبر متنفساً للحالات التي تعاني من ظروف صعبة.وأوضحت أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى قد تؤدي إلى تحويل بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى.