صادف أمس الأربعاء الثاني عشر من مايو 2010م ذكرى ميلاد شاعرنا اليمني الكبير لطفي جعفر أمان الذي ولد في حارة القاضي بكريتر - مدينة عدن ونشأ في أسرة عريقة مثقفة ومتعلمة “أسرة أمان” وفي تربة فنية خصبة ساعدته على كتابة الشعر، حيث كتب في منتصف الخمسينيات قصيدة “سأنتقم” التي كانت صرخته الحقيقية الأولى التي تحمل في مضامينها الوطنية الواضحة شعوراً صادقاً وهو يطالب بحق الإنسان اليمني في وطنه واحترام إنسانيته وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز العشرين من العمر حيث قال فيها: أخي كبلونيوغل لساني .. واتهمونيباني تعاليت في عفتيووزعت روحي على تربتيفتخنق أنفاسهم قبضتيلأني أفرس حريتيلذا كبلونيوغل لساني واتهموني.... ألخارتبطت قصائد لطفي جعفر أمان الوطنية والرومانسية بوجدان كل مستمع يمني في جنوب أو شمال الوطن آنذاك، وصدر له عدة دواوين “بقايا نغم - 1948”، “الدرب الأخضر/ وكانت لنا أيام - 1962”، “ليل إلى متى 1964” و “إليكم يا إخوتي - 1969” وقد كشف لنا لطفي أمان في كل عمل منها عن زاوية محددة من قصائده الوطنية والرومانسية وغيرها في تجربته الإبداعية المتعددة الاتجاهات.إلا أنني في هذه المناسبة “ذكرى ميلاد لطفي أمان” يسرني أن أتناول الجانب الرومانسي في شاعرنا خصوصاً في ديوانه “ليالي” الذي أصدره دون أن يتمكن من إعادة طباعته منذ صدوره عام 1960، حيث كان أول تجربة إبداعية متعددة الاتجاهات تتضمن كلمات أغان عدنية ثم تلحينها وغناؤها من قبل العديد من فنانينا الكبار أمثال “محمد مرشد ناجي” حفظه الله وأطال بعمره “أبوبكر سالم بلفقيه” و”سالم أحمد بامدهف” و “فتحية الصغيرة” و “محمد صالح همشري” و “أبوبكر فارع” و “ياسين فارع” و” عبدالكريم توفيق” وغيرهم من الفنانين في مدينة عدن.في ديوان لطفي جعفر أمان “ليالي” قال لأعزائه القراء جميعاً...“هذه “ليالي” بين يديك .. كلمات غمست في بركة من أنغام .. فاح حوضها من رصف “شمسان” الأصيل ... وسقيها المعطر من أوتار طالما حركت قلب هذا “الجنوب” الحبيب!هذه “ليالي” بين يديك .. كل حرف منها إما دمعة من نار تاهت في واد من ليل الحرمان! .. أو بسمة من ورود خطرت على شفة أمل ريان!.. وأنت وأنا إما أن نبكي أو نبتهج. وصدى مشاعرنا في قلوب الآخرين هو يقظة الوجدان الإنساني الذي يعيش في أحضان الحب!. والذين يسخرون من الحب يتنكرون لواقعهم .. لوجودهم .. لآدميتهم .. بل ولنوعهم .. ذلك لأنه حتى الحيوان لا يستغني عن الحب!! ... ألخ”وقد أشار لطفي في كلمته في افتتاحية ديوانه “ليالي” إلى بعض أصدقائه الذين ساهموا في إخراج هذا الديوان مثل الشاعر الغنائي الفنان “علي أمان” محرر مجلة “أنغام” الفنية حفظه الله وأطال في عمره والفنان “محمد شفيق” رحمه الله وغيرهم.ومن الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”:“في جفونكمرود السحر استوىيا مكحل بالهوىشوف ما سويت بالقلب التوىوهوىمن عيونك .. ألخ وأغنية “قالت لي”قالت لي ليش في الهوى [c1] *** [/c] تبكي وتتألمقلت اللي حب أنكوى [c1] *** [/c] بالنار وأتوسم....الخ وأغنية “في الليل”:في الليل والدنيـــا[c1] *** [/c] نايمة بلا أحــلام[c1] *** [/c] إلا انشغـال قلبي قلبي اللي بك يحيا [c1] *** [/c] [c1] *** [/c]ويصورك أنغــام [c1] *** [/c] تنساب مـن حبي....الخ وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي”قلبه ســـأل قلبي [c1] *** [/c] وعيونه تلعب بيمن علمــك تهوى [c1] *** [/c] وتكثر الشكــــوى علشان يزيد حبي! بعيونه يسألنا [c1] *** [/c] يزيد في أشجانيوالنظرة تقلنا [c1] *** [/c]وتحيينا من ثاني وعاده يسألنامن علمك تهوى [c1] *** [/c] وتكثر الشكوى علشان يزيد حبي!….. الخجميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”.أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها:* “نجوى الليل”ياليـل نجومـك عيون [c1] *** [/c] في كل عين دمعةيشهد علينا السكون [c1] *** [/c] السهد واللـــوعـــةوتمد نورها الحنـون [c1] *** [/c] العطف والسلـوىحتى النجوم تهــوى [c1] *** [/c] ياليــــل وتتذكــــر مثلي أنا وتسهر ياليل!…الخ* “ما شي كماك”من جمالك من دلالك من بهاككل من شافك يقول ما شي كماككل ما في السحر من فتنة حواكورمى كل القلوب صرعى هواك وأنا ما حب حد شريكي في هواك..الخ* وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك”ألومك وأعاتبك [c1] *** [/c] لأني أحبك أحبكوليش بس تزعل [c1] *** [/c]تقول لي خدعتـــكوحلفاني يبطـــل [c1] *** [/c]وعمري ما خنتـكوأحلــف بحبــــي [c1] *** [/c]وقلبي يصونـــك وبرضـــه تقول لي [c1] *** [/c] بأني أخـــونــــك بأني خدعتـــــك [c1] *** [/c]وعمري ما خنتك وأرجع أعاتبــــك[c1] *** [/c] لأني أحبـــــــــك أحبك..الخلم يكتب شاعرنا لطفي جعفر أمان أغاني عدنية فقط بل أيضاً لحن بعض كلمات أغانيه لبعض الفنانين المشهورين في عدن .. مثل “فين حلفانك” التي غناها الفنان “أحمد ناجي قاسم” رحمه الله وأسكنه جناته الوسيعة وأغنية للفنانة “فتحية الصغيرة حفظها الله وأطال في عمرها والتي تقول كلماتها:“ما كانش ظني”ما كـــــــانش ظنـــي [c1] *** [/c] تغــــــدر وتخوننـــــــــيبعد اللي كـان [c1] *** [/c] بينـــــــــك وبينـــــــــــي ما كانش ظنيدمعي عليك مشغـــول [c1] *** [/c] وأنت نــــاسينــــــــــــي والليل علي يطــــــول [c1] *** [/c] ولا طيف يواسينـــــــــــي وكان خيالك يسعدني [c1] *** [/c] لو حتى لحظة تغيب عنيمــــا كـــــــانش ظني [c1] *** [/c] تغــــــدر وتخوننـــــــــي بعد اللي كـــــــــــــان [c1] *** [/c] بينـــــــــك وبينـــــــــــي ما كانش ظنيوعلينا ألا ننسى أن الشاعر والأديب الراحل لطفي جعفر أمان كان ولا يزال من أبرز الشعراء والأدباء في اليمن وله عدة مواقف وطنية في القصيدة الوطنية التي ظلت معه تصاحبه ويصاحبها منذ خطواته الأولى في الإبداع الشعري الوطني والرومانسي.