موسكو/14 أكتوبر/ مايكل ستوت: يرى دبلوماسيون في كل من روسيا وجورجيا أن تلويح موسكو بالحرب بسبب النزاع على إقليمين متنازع عليهما في جورجيا إنما يحركه متشددون في الكرملين يريدون دفع الرئيس الروسي الجديد إلى موقف معاد للغرب. وتصاعد التوتر بشدة في منطقة جنوب القوقاز الملتهبة منذ أن قامت روسيا بتقوية علاقاتها بحكومتي إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين وإرسال مزيد من قوات حفظ السلام إلى أبخازيا والتهديد باستخدام القوة إذا شنت جورجيا هجوما. ويشير دبلوماسيون في كل من موسكو وتفليس إلى أن المشاحنات الأحدث جاءت أثناء فترة سكون سياسية في روسيا قبل تنصيب ديمتري ميدفيديف رئيسا للبلادهذا الأسبوع. ويرون أن من المحتمل أن يكون ميدفيديف وهو محام ليست له أي صلات بأجهزة الأمن زعيما أكثر انفتاحا على الغرب من سلفه فلاديمير بوتين ولكنهم يقولون إنه قد يواجه مقاومة شديدة إذا حاول إحداث تغييرات في السياسة.، ولم يعط ميدفيديف بعد أي إشارات واضحة بشأن الخط الذي سينتهجه بشأن جورجيا لكن يجري بالفعل فرض حقائق على الأرض قبل أن يتولى السلطة في السابع من مايو. قال دبلوماسي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه «يعتقد كثير من المحللين المستقلين أن الجيش وجهاز المخابرات الداخلي يديران السياسة الروسية في القوقاز في الوقت الحالي.» وينحاز الغرب بقوة لجانب جورجيا في هذا النزاع مبديا قلقه من لجوء موسكو لحشد القوات ومنتقدا قرارها بتقوية العلاقات مع الانفصاليين. وهذا يناسب المتشددين في موسكو الذين لا يثقون في الغرب. ويريدون رؤية روسيا قوية تعيد تأكيد نفسها وتنال الاحترام من خلال القوة كما كان الحال في العهد السوفيتي. وبدأت روسيا نشر 1200 جندي إضافي في أبخازيا وهو إقليم ساحلي يعاني من الفقر كان من قبل ساحة ترفيه للنخبة السوفيتية. وتقول روسيا إن من حقها أن تضيف إلى قوات حفظ السلام في الإقليم وتقول إنها مضطرة لذلك لأن جورجيا تحشد القوات وتخطط لغزو. ويقول دبلوماسيون إن قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة متمركزة في المنطقة لم ترصد أي حشد للقوات من جانب جورجيا. ويقولون كذلك إن موسكو تبدل شاحناتها العسكرية في أبخازيا بناقلات جند مدرعة. وتنفي جورجيا وجود أي خطط لغزو أبخازيا وتتهم القوات الروسية بأنها أصبحت طرفا في الصراع بدلا من أن تكون قوة محايدة. وتصعد تفليس أيضا حدة خطابها وتتهم روسيا بالتخطيط لضم أبخازيا وبأنها تنتهك سيادة الأراضي الجورجية من خلال إرسال قوات إضافية دون موافقة جورجيا. ويقول بوتين الذي من المتوقع أن يحتفظ بقدر كبير من النفوذ من خلال منصبه كرئيس للوزراء تحت رئاسة ميدفيديف إن روسيا ملتزمة بحماية سكان الإقليمين الساعيين للانفصال لأن غالبيتهم يحملون جوازات سفر روسية. وتساءل أيضا لماذا لا يكون من حق سكان أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الاستقلال مثل شعب كوسوفو. وصقور الكرملين غاضبون لقرار الغرب تجاهل اعتراضات روسيا القوية على الاعتراف باستقلال كوسوفو. ويشعرون كذلك بالتهديد من خطط حلف شمال الأطلسي طويلة الأجل لقبول عضوية جمهوريتي أوكرانيا وجورجيا وهما من الجمهوريات السوفيتية السابقة ولا يريدون أن يروا أن ميدفيديف ينتهج نهجا مهادنا بمجرد توليه السلطة. وقال دبلوماسي آخر «هناك مجموعة معينة من الناس في موسكو غاضبة من الطريقة التي تدار بها الأمور ويجدون أن من المناسب العثور على طرق للتصدي للغرب.» ولا يعتقد المراقبون أن روسيا لديها أي رغبة حقيقية في الحرب في أبخازيا أو أوسيتيا الجنوبية أو أي رغبة حقيقية في منح اعتراف بحكومتيهما الانفصاليتين. وكلا الأمرين سيسببان لموسكو مشكلات تفوق كثيرا أي مزايا لاسيما أنها تواجه مجموعة من التحديات الانفصالية داخل حدودها. ويقول دبلوماسيون إن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يعرف رغم إصداره بيانات تلوح بالحرب من حين لآخر أن أي محاولة لاستعادة الإقليمين بالقوة ستبدد آماله في الانضمام لحلف الأطلسي وتوثيق علاقاته مع الغرب.، ولكن في منطقة غير مستقرة يحكمها زعماء يتسمون بحدة المزاج ولها تاريخ حديث من الحروب ورأي عام متقلب فإن الاستفزازات من قبل موسكو أو تفليس كاللعب بالنار بالقرب من مستودع للذخيرة. وقال سفير مقيم في موسكو «الخطر الحقيقي ليس في أن يبدأ أي من الطرفين حربا بقصد.» وتابع قائلا إن الخطر الحقيقي «أن يشعل سوء تقدير أو خطأ يرتكبه أحد الطرفين صراعا سرعان ما يخرج عن السيطرة... ذلك ما نخشاه.»