الاستطباب بين التفريط والإفراط
14اكتوبر/متابعات:فندت بعض الدراسات العلمية مؤخرا الكثير من المعتقدات المتعلقة بالسلامة البدنية والصحية عبر الكشف عن أدلة تثبت عكس ما كان يشاع.وقد عكف عدد من العلماء في بلدان مختلفة من العالم على دراسة وتمحيص بعض العادات السائدة والممارسات التي كان الهدف منها الاستطباب والمعالجة، الأمر الذي كشف الكثير من البراهين التي تثبت خطأ تلك الممارسات وسلبية النتائج الناجمة عنها على صحة الإنسان.[c1]الإفراط في المضادات[/c]حذر خبراء صحة من أن الافراط في استخدام المضادات الحيوية في اوروبا يقوي مقاومة الفيروسات للدواء ويهدد بوقف علاجات طبية حيوية كما في حالات استبدال مفاصل الفخذ والعناية المركزة للاطفال المبتسرين وعلاجات السرطان.وقال دومينيك مونيه من وحدة المشورة العلمية بالمركز الاوروبي لمكافحة الامراض والوقاية منها “مجال الطب الحديث بأسره” مهدد لان الجراثيم أصبحت تقاوم المضادات الحيوية ما يجعل العقاقير عديمة النفع. بحسب رويترز.وقال في مؤتمر صحفي “اذا ما تغلبت علينا هذه الموجة من مقاومة المضادات الحيوية فلن نتمكن من اجراء عمليات زراعة الاعضاء واستبدال مفاصل الفخذ والعلاج الكيميائي للسرطان والعناية المركزة ورعاية المواليد المبتسرين.”والمضادات الحيوية ضرورية في كافة هذه العلاجات لمنع حدوث العدوى البكتيرية. لكن البكتيريا المقاومة للعقاقير مشكلة آخذة في التنامي في مستشفيات العالم وهو ما يتضح في زيادة ظهور الجراثيم المقاومة للدواء.وتودي العدوى البكتيرية بحياة نحو 25 ألف شخص سنويا في اوروبا و19 الفا تقريبا في الولايات المتحدة.وقال مونيه ان ارتفاع تكاليف مقاومة المضادات الحيوية يأتي في مقدمة المخاطر على العلاجات المستقبلية وقد يضر بميزانيات الرعاية الصحية في انحاء الاتحاد الاوروبي بصورة أكبر ما لم يتم التصدي للمشكلة.وتسبب أكثر ستة أنواع شيوعا من البكتيريا المقاومة للعقاقير والتي توصف عادة بأنها بكتيريا خارقة نحو 400 ألف عدوى سنويا في أوروبا وتودي بحياة 25 ألفا تقريبا ويستغرق علاجها بالمستشفيات نحو 2.5 مليون يوم سنويا.ويقدر المركز الاوروبي لمكافحة الامراض والوقاية منها تكاليف اليوم الواحد في المستشفي بنحو 366 يورو في المتوسط (548 دولارا) ويشير الى ان العدوى بالبكتيريا الخارقة تستنزف 900 مليون يورو سنويا من التكاليف الاضافية في المستشفيات و600 مليون يورو أخرى سنويا جراء الهدر في الانتاجية.وقال المركز “يتزايد في أنحاء الاتحاد الاوروبي عدد المرضى المصابين بالبكتيريا المقاومة وبالتالي فان مقاومة المضادات الحيوية تمثل تهديدا خطيرا على الصحة العامة.”[c1]سوء استخدام المعقم[/c]من جانب آخر اظهرت دراسة اجراها باحثون ايرلنديون نشرت في مجلة “مايكروبايولوجي” ان سوء استخدام المستحضرات المعقمة والمطهرة يولد بكتيريا مقاومة للمعقم والمضادات الحيوية وان كانت تواجه هذه الاخيرة للمرة الاولى.وقام علماء من جامعة ايرلندا الوطنية في غالواي باضافة كميات تدريجية من معقم عادي يستخدم في المنازل او المستشفيات الى بكتيريا الزائفة الزنجارية التي تتواجد عادة في اجهزة المستشفيات وتتسبب بحالة من كل عشر حالات التهاب متناقلة في المستشفيات.في الواقع، يصمد بعض البكتيريا في حال استعمال كميات صغيرة من المعقم، ما يفسح المجال امام عدد منها يحمل تبدلا جينيا في مقاومته. ويمكن لهذه البكتيريا المتحولة التكاثر في اماكن يتركز فيها المعقم اكثر. ويتطلب عندها القضاء عليها كمية تساوي 400 ضعف الكمية العادية من المعقم. بحسب فرانس برس.واوضح المشرف على الدراسة جيرارد فليمينغ لوكالة فرانس برس ان هذه البكتيريا تصبح مقاومة ايضا للسيبروفلوكساسين، وهو مضاد حيوي ذات نطاق عمل واسع جدا، فيتطلب بالتالي علاج الالتهابات الناتجة عنها كمية من المضاد الحيوي “قد تصل الى عشرة اضعاف” الجرعة العادية.ويستطيع هذا الشكل الجديد من البكتيريا المقاومة الصمود امام المضادات الحيوية بشكل افضل من البكتيريا العادية حتى لو كانت تواجهها للمرة الاولى، لانها ستتصرف كما لو كانت تواجه المعقم من جديد. اي انها تتركه يخترقها ثم تعود وتطرده، فيصبح الامر اشبه بمن يحاول نفخ عجلة مثقوبة.ويعتبر فليمينغ ان “هذه المشكلة تنتج عن سوء استخدام المعقمات، كتذويبها بكمية كبيرة من الماء او عدم غسلها عن الاسطح المعقمة”، الامر الذي يسهل على البكتيريا عملية التأقلم معها.واضاف الباحث “انا لا اقول انه يجب عدم استخدام المعقمات، لكن يجب استخدامها بشكل جيد”.ويعتبر في هذه المرحلة تنفيذ المزيد من الدراسات ضروريا من اجل معرفة ان كانت هذه العملية نفسها تتكرر مع انواع اخرى من البكتيريا. ورأى فليمينغ انه من الممكن استخدام اكثر من نوع معقم واحد من اجل تعزيز الحماية من الالتهابات المتناقلة في المستشفيات.[c1]البكتيريا المقاومة[/c]في سياق متصل حذر خبراء اجتمعوا في ستوكهولم من ان مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تزداد في اوروبا من جراء الاسراف في استخدامها، معتبرين ان هذه الآفة قاتلة ومكلفة جدا كما انها تشكل تهديدا لفاعلية جوانب كبيرة من الطب الحديث.واشار الخبراء المجتمعون بدعوة من مركز الوقاية من الامراض ومعالجتها، بمناسبة اليوم الاوروبي الثاني للحذر في استهلاك المضادات الحيوية الذي تم احياؤه الاربعاء في 32 دولة، الى تطور بعض البكتيريا التي تكاد لا تفهم لاسيما في جنوب اوروبا وشرقها حيث يسجل استهلاك المضادات الحيوية معدلات مرتفعة. بحسب فرانس برس.وقال الخبير دومينيك مونيه “نكاد نصل الى طريق مسدود. فبعض البكتيريا تطور مقاومة لكل العلاجات، ما يستدعي استخدام مضادات حيوية قديمة قد تكون سامة او تراكيب لم تجر عليها التجارب المخبرية بعد”.وبحسب دراسة شملت اوروبا كلها، واجه 53 % من مسؤولي اقسام الانعاش في المستشفيات في الاشهر الستة الاخيرة حالة مقاومة مضادات حيوية واحدة على الاقل.وقالت مديرة المركز سوزانا جاكاب انه “من دون مضادات حيوية فعالة تصبح العلاجات الطبية الحديثة كالجراحات وعمليات الزرع والعناية الفائقة مستحيلة”.واشارت الى ان بعض الاقسام في المستشفيات لا يمكنها الاستغناء عن المضادات الحيوية كحاضنات الخدج واقسام الانعاش ومعالجة السرطانات.وحذر الخبير السويدي والاستاذ في جامعة ابسالا، اوتو كارز من ان “اسس القطاع الصحي بدأ تتزعزع. فنحن نسرف في استخدام مورد عالمي يجب ان نحافظ عليه للاجيال المقبلة”، ويقدر المركز عدد الوفيات السنوية الناتجة عن حالات مقاومة المضادات الحيوية بـ 25 الفا في الاتحاد الاوروبي، وهو عدد يفوق عدد الوفيات من جراء حوادث السير. اما الكلفة السنوية لعلاج هذه الحالات فتصل الى 1,5 مليار يورو بينها 930 مليونا تعود للمستشفيات.وتؤدي الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية الى وفاة عشرات آلاف المرضى في الولايات المتحدة. ولم توفر هذه الآفة دول العالم الثالث حيث تباع المضادات الحيوية من دون اي رقابة.اما في اوروبا نفسها فالدول المتوسطية اكثر تأثرا بهذه الظاهرة بالمقارنة مع الدول الشمالية التي تسجل ادنى نسبة استهلاك للمضادات الحيوية.وسجلت تسع دول اوروبية من بينها ايطاليا واسبانيا والبرتغال العام الماضي نسبة انتشار لبكتيريا الاشريكية القولونية (اي كولي) تعدت الـ 25 % وهي من اكثر البكتيريا المقاومة شيوعا، فيما كانت نسبة انتشارها 2 % في العام 2003.وقامت دول عدة كفرنسا وبلجيكا والسويد وبريطانيا باطلاق حملة توعية حول عواقب الاستهلاك الكثيف للمضادات الحيوية ولإبراز عدم فعاليتها في معالجة الامراض الفيروسية.بالمقابل تراجعت بكتيريا العنقودية الذهبية وهي بكتيريا مقاومة واسعة الانتشار ايضا في عدد من الدول الاوروبية منذ العام 2003. واضاف مونيه “هناك ما يدعو للتفاؤل، ولكن يجب الا ننسى ان البكتيريا يمكن ان تتطور في 20 او 30 دقيقة”.ويشكل النقص في انتاج المضادات الحيوية الجديدة مصدر قلق كبيرا نظرا الى انه قطاع لا يحقق ارباحا كبيرة ولا يجذب تاليا المختبرات للاستثمار فيه. ولا يتم تطوير سوى مضادين حيويين حاليا يرجح ان يكونا فعالين، بحسب اوتو كارز.[c1]دورات المياه العامة[/c]من جهة اخرى وجد باحثون أن 37 في المائة فقط من 273 دورة مياه عامة في سفن الرحلات اختيرت عشوائيا وفحصت 1546 مرة في أوقات مختلفة تنظف مرة واحدة على الاقل يوميا وان مقعد المرحاض كان الأكثر تنظيفا بين ستة أشياء تم تقييمها داخل دورة المياه. وخلال 275 مناسبة في أوقات مختلفة لم ينظف أي شيء داخل دورة المياه لمدة 24 ساعة على الأقل وكانت المناضد المخصصة لتغيير حفاضات الأطفال هي الأقل تنظيفا بشكل كاف. وقال الباحث فيليب كارلينج من مستشفى كارني في بوسطن إن مقاعد المراحيض العامة وصناديق الطرد ومقابض الأبواب ومناضد تغيير حفاضات الأطفال “في أغلب سفن الرحلات وليس كلها لا تنظف ولاتطهر بشكل كاف”. بحسب رويترز، وقال كارلينج في بيان “هناك احتمال كبير في أن تصبح اليد المغسولة ملوثة عندما يخرج المستخدم من دورة المياه نظرا لان 35 في المائة فقط من المقابض تنظف يوميا”. وأضاف “قيام العاملين في السفن بالتطهير هو وحده الذي يمكن أن يخفف من تلك المخاطر”.[c1]الأطفال لا يرفعون ضغط الدم[/c]الى ذلك تقول دراسة أمريكية إنه رغم المخاوف المالية والأكاديمية والصحية وكيفية التوفيق بين العمل ومتطلبات الأسرة، إلا أن الأبوة مفيدة للقلب تماماً كالتمارين الرياضية أو التقليل من استهلاك الملح، وأن تأثيرها الإيجابي أكثر على الأم من الأب.ويعتقد الباحثون من جامعة “بريغام يونغ” في يوتاه أن أسباب ذلك تعود إلى شعور الطرفين بالتكامل الذي يبلغ ذروته بإنجاب أطفال وانعكاس ذلك على ضغط الدم، علماً بأن التأثير لا يزداد بازدياد عدد الأطفال. بحسب cnn.