منها الصغيرة.. ومنها ما هي بحجم جدار :
لندن / متابعات :عندما قام ستيف جوبز بعرض هاتف «ابل» الجديد في معرض «ماك ورلد» مؤخرا، فان المزية التي استقطبت الكثير من تأوهات الإعجاب من الحضور كانت تشبيكات الشاشة التي تعمل باللمس، وهي الشاشة التي أتاحت استخدام أكثر من لمسة في الوقت ذاته. ومثل تقنية اللمسات المتعددة هذه أضافت المزيد من المهام، كالسماح لمستخدم الجهاز تقريب الصور وتكبيرها، أو أبعادها وتصغيرها، وكذلك الحصول على صفحات الشبكة، عن طريق لمس الشاشة بإصبعين.يمكن تحقيق انطلاقة كبرى لتقنية اللمسات المتعددة في الشاشات الاكبر جدا من من تلك الموجودة على الاجهزة الهاتفية. وكان جيف هان الباحث الاستشاري في جامعة نيويورك قد طور خلال السنوات القليلة الماضية اسلوبا غير مكلف لجعل الشاشات الكبيرة العاملة باللمسات المتعددة تستوعب 10 الى 20 اصبعا او حتى اكثر. وراوحت تطبيقاته من اللوحات التفاعلية البيضاء، الى الجداول التي تعمل شاشاتها باللمس، والجدران الرقمية التي يمكن استغلال اي منها من قبل اكثر من شخص واحد. كما قام في الشهر الحالي بكشف النقاب عن شركته الجديدة «بيرسيبتيف بيكسل» التي ستقوم وتعتمد على هذه التقنية.[c1]شاشة تعمل باللمس بحجم جدار[/c]و«الهاتف الجديد» آي فون «هو صغير جدا ليشكل جهازا جذابا يعمل باللمسات المتعددة»، كما يقول هان الذي قام بعرض تقنيته في تسجيل مرئي (فيديو) في موقع «يوتيوب» على الشبكة. والسبب ان تقنية اللمسات المتعددة تسمح بضم مستخدمين عديدين. وأي تجمع لأكثر من شخص واحد حول شاشة كبيرة تعمل باللمس من شأنه ان يجعل الامر اكثر جاذبية، على حد قوله «لكون المستخدمين العديدين بمقدورهم ان يصبحوا مشتركين ومتعاونين في العمل ذاته»! كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. ومثل هذا التشارك والتعاون قد يتخذ أشكالا عديدة مثل عقد جلسات تستخدم الشبكات واللوحات التفاعلية البيضاء، الى عمليات المحاكاة، كأن تقوم ست أياد بتشكيل وجه وحش. ومن المقرر أن تقوم شركة «بيرسيبتيف بيكسل» في الشهر الحالي بشحن أول شاشة تعمل باللمس بحجم جدار إلى قاعدة عسكرية أميركية لم يكشف النقاب عنها.[c1]تقنية اللمسات المتعددة[/c]وكانت قد عرضت أساليب مختلفة حول تقنية اللمسات المتعددة في العديد من المؤتمرات الهندسية منذ الثمانينيات في القرن الماضي. وكانت مختبرات «ميتسوبيشي الكتريك ريسيرتش لابس» للأبحاث قد طورت طاولة دعيت «دايموند توش» التي تتيح لمجموعة من الأشخاص الجلوس حولها والتعاون في أمر المشاريع المختلفة. ولم تختف الشاشات العاملة باللمسات المتعددة عن المسرح تماما، لكنها شرعت تعود بأشكال مختلفة ولأشياء محددة على جانب كبير من الأهمية، كما يقول بيل بكستون كبير الباحثين في «مايكروسوفت ريسيرتش». ويوضح هان ان هناك العديد من الوسائل لصنع الشاشات العاملة باللمس المتعدد. وكانت بعض التصاميم الاولى تقوم على قياس التغير في المقاومة الكهربائية، او السعة الكهربائية عند سطح الشاشة لدى لمسها بالاصابع. لكن لمثل هذه الاجهزة تحديدا ووضوحا محدودا، كما انها معقدة نسبيا ولايمكن تطويرها بشكل اقتصادي الى قياسات اكبر. غير ان «ابل» لم تكشف تقنية اللمسات المتعددة التي تستخدمها في هاتف «آي فون».[c1]لوحة الاكريل [/c]وشاشة هان للعرض مصنوعة من الأكريل الشفاف بصمامات ثنائية مبعثة للضوء مركبة عند الحوافي لإضاءة لوحة الاكريل التي تبلغ سماكتها 6 مليمترات بالأشعة تحت الحمراء. وعادة ينعكس هذا الضوء من الصمامات الثنائية عبر مسارات متوقعة داخل الاكريل، وهي ظاهرة طبيعية تدعى الانعكاس الداخلي الكامل. في اي حال، حالما يقوم الاصبع، او اي جسم اخر بلمس الاكريل ينتشر الضوء المنعكس داخليا عند نقطة الملامسة متبعثرا متشتتا خارج السطح. وهناك خلف السطح الاكريلي كاميرا تقوم بالتقاط صور هذا الضوء. وعن طريق استخدام برنامج بسيط لمعالجة الصور يجري ترجمة هذا التشتت في الزمن الفعلي على كونه لمسات وضربات خفية.ويتحمس العديد من الباحثين العاملين منذ عقود على تقنية اللمس هذه لهذه التطورات، «فعلى مدى عقدين سابقين من الزمن كنا اسرى طغيان الشاشة وماوس الكومبيوتر ولوحة المفاتيح» كما يقول دون نورمان الاستاذ في جانعة نورث ويسترن في شيكاغو ومؤلف كتاب «ذي ديزاين اوف فيوتشر ثنغس» (تصميم الاشياء التي ستأتي) الذي سيصدر في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، الذي تابع قائلا «لذلك فانه من مصادر سرورنا لنا ان نعلم اننا سنتحرر من كل هذا بالاتجاه الى استغلال تقنيات الشاشات التي تعمل باللمس في العالم الحقيقي الطبيعي».ويقوم بعض الباحثين حتى بتطوير شاشات عرض يمكنها من الرد على عملية اللمس هذه. وهذه التقنية التي اخذت تبرز اخيرا تدعى «هابتكس» haptics . وأحد وجوهها ينطوي على سطح يستشعر متى جرى لمسه ليقوم بالارتجاج عبر ذبذبات وترددات مختلفة وفقا لموضع اللمس من قبل الاصابع. ومثل هذا النوع من التقنية مفيد بالنسبة الى لوحة اللمس في هاتف «آي فون» من «ابل»، كما يقول سكوت كليمر استاذ علوم الكومبيوتر في جامعة ستانفورد، «فانت لا تشعر بانك ضغطت على مفاتيح وازرار فعلية لدى لمس الشاشة، ولكن بفعل الارتجاجات يمكنك الشعور بذلك».