ودع الرجل فرسانه وزمانه واستسلم للنوم من تعب ومن عمل حمل لواءه عشرات السنين ، وكان القائد ، والبطل ، والوفي لكل عمل يضع فيه بصماته ، بصوته او بقلمه او بفكره كمخرج ، انه الفنان الخلوق محمود اربد فارس الدراما الاذاعية دون منازع مع رفيق دربه المغفور له محمد مدي . كانت رحلته الاولى مع الدراما مبكرة حتى وهو خارج مناخ الاذاعة والتلفزيون حين كان في المؤسسة العامة للخضار والفواكه ادارياً متميزاً ، ثم في المؤسسة العامة للانشاءات مديراً فنياً ، ولكن قلبه كان معلقاً بمجال ابداعه وساحة معركته الفكرية والفنية وكان له هذا ففي عام 1975م تحول الى الاذاعة رسمياً كموظف في قسم الدراما الاذاعية وهناك كانت الانطلاقة وكان الوفاء وكان الانتاج الدرامي يتزاحم في مكتبة الاذاعة فها هو يبدأ بالاخراج في العام نفسه للمسلسل الاذاعي الدرامي ( الحب الخالد ) تاليف محمد مدي واخراجه ثم تتابع المسلسلات تباعا ومنها اخراجا : مستر عويضات ، شوربان الجديد ، نشوان والراعية ، حياة جديدة ، موكب الخالدين من الاساطير اليمنية ، قصة حب ، العقد الفريد ، العقل زينة ، الزعل ممنوع ، تاجر البشر ، الرهينة ، منصور عبدالعصور ، وقائع اليوم الخالد ومؤلفا للاعمال الدرامية الاذاعية :الورطة عن قصة توفيق الحكيم ، صنعاء مدينة مفتوحة عن قصة محمد عبدالولي ، مش كذا ولا انا غلطان ، عينان ، مواقف من امثلة شعبية ، بيني وبينك . ولقد كان ممثلاً بارعاً وصاحب صوت مميز وكان لايخلو مسلسل اذاعي من محمود اربد ممثلاً او كاتباً او مخرجاً ، لقد كان شعلة من النشاط احب العمل واعطاه موهبته وجهده واعطاه المستمع حبه وتعلقة بكل جديد يطل به عليهم ، حتى انه في اشد حالات المرض رحمه الله كان يرفض ان يترك عمله معلقاً ويصر على تكملته حتى ساعات متاخرة من الليل وعلى حساب صحته ، لقد عشق الرجل الدراما الاذاعية واعطاءها كل مايملك وضحى بعملة الاداري في مرافق الدولة والذي كان فيه مبدعاً ايضاً وكان له مستقبل يتبوأ مناصب عالية ولكنه فضل مهنة الفن والابداع حتى كان آخر عمل يقوم به كممثل مع المغفور له عبدالله المسيبلي مسلسل سعيد النجار وزوجته حمامه وكان لديه عمل آخر بعده في الاستيديو وهو يعاني من المرض الا انه انجز عمله ومات في الاستيديو يوم 31/3/1998م الساعة الواحدة والنصف ظهراً .. يالهذا الرجل الوفي المبدع الذي يموت في ساحة معركته ، وهانحن نحتفي اليوم بعد مضي 18 عاماً على رحيلة وظل موقعة شاغراً حتى بعد 18 عاماً من الرحيل لان هده المواقع لايملأها اي شخص كان الا اذا كان من نوع محمود اربد وهو نادر ونادر جداً وسنظل اعواما اخرى حتى نجد من يملأ الفراغ الاحفاد . سالم العباب
|
ثقافة
ودعتنا يا محمود ومازال موقعك شاغراً - 1944 - 1988م
أخبار متعلقة