عشرات الآلاف من المدنيين فروا من هجمات المتمردين والجنود
بعض جثث المتمردين في الكونغو
كيباتي (الكونجو الديمقراطية)/14 أكتوبر/ايف بوسين: أعلنت فرنسا وبريطانيا أمس الجمعة عن جهد دبلوماسي أوروبي لتحقيق السلام في شرق الكونجو يشمل زيادة المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من هجمات المتمردين والجنود. وبعد يومين من إعلان الجنرال المتمرد لوران نكوندا وقف إطلاق النار بعد أن وصل مقاتلوه إلى مداخل مدينة جوما عاصمة إقليم كيفو الشمالي في جمهورية الكونجو الديمقراطية تدفق اللاجئون من المدينة بحثا عن مناطق أكثر أمنا وعن الطعام والمساعدات. واستأنف كثير من الوكالات الإنسانية الأجنبية عمليات الإغاثة مستفيدين من هدوء متوتر في جوما وحولها بعد قتال عنيف في وقت سابق من هذا الأسبوع وقدموا المياه والطعام للمدنيين النازحين في كيباتي التي تبعد 20 كيلومترا إلى الشمال من جوما. وقال بيير ايمانويل دوكوريه المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة الكونجولية كينشاسا «الوضع أشبه بكارثة. لا توجد كلمة أخرى.» وفيما تزايدت الجهود الدولية للحيلولة دون المزيد من إراقة الدماء أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند أنهما سيبدآن زيارة مشتركة للكونجو سيتوجهان بعدها إلى رواندا. ودعت فرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية لإرسال بعثة للكونجو فيما اجتمع دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة إمكانية إرسال قوة أوروبية لحماية المدنيين في الكونجو أو على الأقل للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية. وقال اريك شوفالييه المتحدث باسم كوشنر في باريس «الهدف الأول هو توصيل رسالة سياسية واضحة من أوروبا بأنه لا بد من الحفاظ على الاستقرار وأنه يتعين على اللاعبين الذين توجد بينهم خلافات سياسية أن يتحدثوا مع بعضهم.» وأضاف أن وزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني سيجريان أيضا تقييما لوضع السكان المدنيين وأمنهم. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إنه من المرجح أن تكون أي عملية أوروبية مهمة إنسانية أكثر منها عملية عسكرية. وجرى نشر قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في الكونجو هي الأكبر في العالم وقوامها 17 ألف رجل لكنها مثقلة بمهمة مواجهة عنف المتمردين والمليشيات على عدة جبهات ولم تستطع وقف التقدم السريع لقوات نكوندا نحو جوما. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس الجمعة إنه لا بد من الالتزام بوقف إطلاق النار. وضغط مبعوثون دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون على جيران الكونجو ورواندا في منطقة البحيرات العظمى للسعي لإنهاء الصراع المستمر منذ فترة طويلة على حدودهم وبشكل حاسم.