جيتس يتوقع قرار اوباما بشأن نشر القوات في أفغانستان خلال أيام
(الشرطة الأفغانية تلقي بأثاث محترق من مبنى تعرض لهجوم انتحاري في كابول يوم أمس الأربعاء)
كابول/14 أكتوبر/أكرم ولي زادة:قال مسئولون أفغان إن مقاتلي طالبان هاجموا مبنيين حكوميين في كابول أمس الأربعاء وقتلوا 19 شخصا على الأقل في واحدة من أجرأ الهجمات على العاصمة الأفغانية منذ عام 2001 .وذكر مسئولون وشهود عيان أن مسلحين اقتحموا وزارة العدل القريبة من قصر الرئاسة في كابول وقتلوا اثنين من الموظفين في الداخل بينما هاجم مفجران انتحاريان مبنى حكومي أخر في شمال كابول وقتلوا ثمانية على الأقل. وجاءت الهجمات في وقت ازداد فيه الوضع الأمني سوءا في أفغانستان قبل يوم من الزيارة المتوقعة لريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الجديد لأفغانستان وباكستان للعاصمة كابول.ونقلت قناة تلفزيونية خاصة عن متحدث باسم طالبان قوله أن سبعة من مقاتلي الحركة هاجموا وزارة العدل ومبنى لإدارة السجون انتقاما من المعاملة التي يلقاها سجناء طالبان.وصرح مسئول امن بأن أربعة مهاجمين انتحاريين قتلوا بنيران حراس الأمن داخل وزارة العدل كما قتل الحراس مهاجما خارج المبنى بينما قتلت الشرطة مهاجما أخر خارج مبنى وزارة التعليم القريبة.وقال زماراي بشاري المتحدث باسم وزارة الداخلية «خلال العمليات قتل أربعة إرهابيين داخل وزارة العدل. ومازالت عملياتنا مستمرة» مضيفا انه لا يعرف المزيد من التفاصيل عن الخسائر في الأرواح.كما قتل مهاجمو طالبان ثلاثة من حراس الأمن خارج وزارة العدل القريبة من قصر الرئاسة. وتفرض السلطات الأفغانية إجراءات امن مشددة في المنطقة المحيطة بقصر الرئاسة التي يوجد بها أيضا السفارات الأجنبية والمباني الحكومية.وقال مسئول في وزارة العدل طلب عدم نشر اسمه وهو يقف أمام الوزارة بعد أن فر من المبنى «قوات الأمن أنقذتنا. رأيت جثتي اثنين مفجرين انتحاريين. ربما هناك المزيد محتجزون. وهناك مسئولون مازالوا محتجزين في الداخل.»وقال شاهد أن أصوات نيران متقطعة ترددت خارج الوزارة بينما كانت الشرطة تستخدم السلالم في محاولة للدخول من نوافذ الطابق العلوي.وقال مسئول رفيع في الشرطة انه في حي خير خانا بشمال كابول فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في مبنى تابع لإدارة السجون فقتلوا ثمانية من ضباط الشرطة على الأقل وعددا كبيرا من المدنيين.وذكر رجل شرطة في موقع الانفجار أن مهاجما ثالثا فر.وفي حادث منفصل قال دين محمد درويش وهو متحدث إقليمي للصحفيين أن أربعة جنود أفغان قتلوا أمس الأربعاء لدى انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في عربتهم خلال عملية في إقليم لوجار إلى الجنوب من كابول.وأعادت طالبان التي اسقط الغزو الأمريكي حكومتها عام 2001 تنظيم صفوفها خلال السنوات القليلة الماضية وصعدت من هجماتها ونفذت سلسلة من الهجمات في العاصمة كابول خلال العام المنصرم.وتصاعد العنف في أفغانستان رغم زيادة أعداد القوات الأجنبية في البلاد والتي يقدر عددها حاليا بنحو 70 ألفا ومن المتوقع أن تعزز بنحو 17 ألف جندي أمريكي هذا العام.على صعيد أخر قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الثلاثاء انه يتوقع أن يتوصل الرئيس باراك اوباما إلى قرار بشأن نشر قوات في أفغانستان خلال الأيام القليلة القادمة.وأشار جيتس متحدثا إلى الصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) إلى أن الانتشار الأولي للقوات في أفغانستان سيكون صغيرا في حجم لواء قتالي واحد ريثما تمضي إدارة اوباما قدما في استكمال مراجعة لإستراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان بحلول ابريل.ويدرس المخططون العسكريون الأمريكيون إرسال لواءين قتاليين يتألف كل منهما من حوالي 3500 جندي وقوة مهام أكبر من مشاة البحرية يمكن أن يصل عددها إلى عشرة آلاف جندي.وقال جيتس «سيكون أمام الرئيس عدة خيارات واعتقد انه سيتخذ تلك القرارات خلال الأيام القليلة القادمة على الأرجح.»وأضاف قائلا «هناك إدراك بأنه يتعين اتخاذ قرارات قبل استكمال المراجعة الإستراتيجية. والسبب انه إذا كان سيقرر إرسال لواء قتالي على الأقل ..أو حتى لواء واحد.. فان اللواء التالي الذي سيذهب يتعين إخطاره بسرعة.»وتعتمد قدرة الولايات المتحدة على بناء وجودها العسكري في أفغانستان كثيرا على سحب قوات أمريكية من العراق حيث يوجد هناك 146 ألف جندي.لكن جيتس قال أن إدارة اوباما لم تبدأ بعد مراجعة الخيارات بشأن العراق.وقال جيتس «أتوقع أن تتم تلك المراجعة عما قريب. الموقف على الأرض في العراق يسمح لنا باتخاذ السلسلة التالية من القرارات فيما يتعلق بأفغانستان بمرونة أكبر.»وتدرس إدارة اوباما خطط ستضاعف في نهاية المطاف تقريبا القوات الأمريكية في أفغانستان إلي 60 ألف جندي. ويوجد حاليا للولايات المتحدة 37 ألف جندي ضمن وجود عسكري غربي يبلغ قوامه حوالي 70 ألف جندي.