د. زينب حزاملا نكون مبالغين إذا قلنا إن كل أعمال الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان، قد جاءت متميزة بشكل ما، ومنها قصيدته المشهورة “اليوم الموعد” التي صور فيها أحاسيسه وعواطفه الذاتية نحو الوحدة اليمنية التي تعلق بها ورسمها في خياله، فتراه يشيد بها ويدعو إليها .. ورغم رحيله المبكر في عام 1972م إلا أنه من أوائل الشعراء اليمنيين الذين نادوا إلى قيام الوحدة اليمنية حيث كتب العديد من الأشعار الوطنية لها.وبين كل هذا قدم الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان عشرات القصائد التي تدل على حضوره كواحد من الوحدويين الذين دعوا إلى قيام الوحدة اليمنية وقد كانت أمله المنشود.يقول الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان عن يوم تحقيق الوحدة اليمنية:أخي .. كبر الفجر في أرضناوأجلى الزمان لنا يومناأخي .. بشر النور أنا التقيناوقد وحد الحق ما بينناثم يواصل قصيدته هذه ويدعو الشعب إلى المشاركة والتأييد الشعبي لقيام الوحدة اليمنية:على الدرب تزحف منا جموعتدق وتلهب إصرارناتشد أيادينا عزمة تكاد الشمس أن تدعنا أخي.. كبرياء النهار العتيدتميل اختيالاً بأفواجناعلى هامة النجم صك الكفاحفخاراً وسام انتصاراتناثم يواصل الشاعر لطفي جعفر أمان قصيدته الرائعة ويبين في سطورها تفرد اليمنيين بوحدتهم قائلاً :وسرنا.. يضيء سماء الوجودلنا كوكب مستقل بنافقل للزمان : حصدنا الحياةبيوم يغني بأعيادناأخي.. جمع الحب في المجد شعباًتوحد قلباً فأنت أنالقد عاش الشاعر اليمني الراحل لطفي أمان فترة التمزق والتفرق بين أبناء الوطن اليمني فراوده حلم قيام الوحدة اليمنية، ورسم في خياله العديد من القصائد التي دعا فيها إلى توحيد اليمن.ومن أهم دواوين الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان “بقايا نغم”، “الدرب الأخضر” ، “كانت لنا أيام” ، “وليل إلى متى”. وقد تفجرت شاعرية لطفي أمان في مستهل عشرينات القرن الماضي، واكتملت وبلغت أوجها في ثلاثيناته وأربعيناته، أي الوقت الذي أصبح فيه شاعراً على مستوى اليمن والوطن العربي، حيث عاد إلى عدن وعمل مدرساً بعد أن تلقى دراسته الثانوية والجامعية في السودان ثم سافر إلى لندن لمواصلة دراسته وعاد إلى عدن وعمل في سلك التدريس والأدب، وكتب العديد من القصائد الغنائية العاطفية والوطنية، غناها له الموسيقار اليمني الراحل أحمد قاسم وقد نالت قصائده الغنائية شهرة واسعة عند جماهير المستمعين والمتابعين للغناء.وقد كان لطفي جعفر أمان ركناً ركيناً في الصرح الشاهق للغناء اليمني وشاركه في هذه الرحلة الموسيقار الراحل أحمد قاسم وكانا معاً وجهين لحقيقة فنية واحدة مكتملة لا يفترقان أبداً ولا يتباعدان!.[c1]لطفي أمان الشاعر المثقف والمناضل والتربوي[/c]عمل الشاعر الراحل لطفي أمان في سلك التربية والتعليم، وأعطى اهتماماً كبيراً للمناهج التعليمية من أجل تنشئة جيل مسلح بالعلم وحب الوطن الموحد، هكذا جاء إلى الموقع الذي خلق من أجله، وكان يهتم بتثقيف الأجيال القادمة، لأنهم كيان المجتمع، وأن يحول كل أحلامه من أجل الوطن إلى واقع معاش يلمسه القاصي والداني. وكانت البداية بالنهضة التعليمية، فقد آمن الرجل بأن التربية رسالة تستهدف خلق أجيال تستطيع بناء بلدها وتسهم في نهضة أمتها، وأن التعليم هو الاستثمار الأبعد مدى والأكثر مردوداً، وهو إن لم يصطنع الأساليب الحديثة ولم يغرس المنهج العلمي لدى الناشئة يفشل في تحقيق الغايات المرجوة منه والمعقودة عليه.لقد كان الشاعر الراحل لطفي أمان أديباً ومثقفاً وتربوياً ومناضلاً ضد الحاكم الظالم وحراسه والاحتلال البريطاني في عدن، وعبر في أشعاره عن هموم ومعاناة شعب بأكمله من خلال الأعمال الإبداعية البسيطة في أسلوبها العميقة في تأثيرها. وهو بمسلكه الجديد كأنه يواصل نضال أبيه الذي أضطر للنضال ضد الاستعمار البريطاني والحكم الإمامي من أجل تحرير اليمن من الفقر والجهل والمرض.ويعد الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان من الجيل الثاني للشعراء في اليمن، إلا أنه حظي بما لم يحظ به سابقوه ومعاصروه، فقد كانت معظم أعماله الأدبية تعالج الأحداث والمحن التي عاناها الشعب اليمني خلال فترة الاستعمار البريطاني وحكم الإمامة.لقد كان الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان متميزاً بأشعاره المتدفقة بالحيوية والخصب والقدرة على مخاطبة الذهن والخيال معاً.
|
ثقافة
لطفي جعفر أمان شاعر الوطنية
أخبار متعلقة