يجد ذوو الاحتياجات الخاصة صعوبة في التعايش مع الآخرين ويحاولن جاهدين شق طريقهم نحو بناء جسور التواصل معهم ونسج علاقات إنسانية متبادلة تشعرهم بوجودهم كباقي خلق الله، وبأنهم لا يقلون أهمية في بناء وتطوير مجتمعاتهم إذا ما أوتيت الفرص للتعبير عن ذواتهم وإبراز قدراتهم وملكاتهم الإبداعية التي يتمتع بها الكثير منهم..بعضهم ذوي الاحتياجات الخاصة تكون إعاقتهم خلقية، وراثية أو أثناء الحمل نتيجة خطأ تناول عقاقير معينة أو ما شان ذلك والبعض الآخر نتيجة تعرضهم لحادث ما في مراحل عمرية مختلفة.. لذلك تتطلب الحاجة إلى رعاية خاصة وحماية من أية مشاكل قد يواجهونها.. وتقديم الدعم اللازم لهم وتسهيل وتذليل الكثير من المصاعب والعراقيل التي يتعرضون لها.وعلى المهتمين بقضايا هذه الشريحة الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية التي تصيب المعاق بشكل عام.. فهو دائم التفكير في واقعه شديد الحساسية.. مضطرب.. ينتاب شعور بعدم الرضا.. كما يتولد عنده شعور بالنقص وعدم الثقة.. نقول ذلك ولا نعني ذوي الاحتياجات الخاصة كافة ولكم نجزم أن معظمهم يعيش هذه الحالة.. كذا لابد من مراعاة حالات هذه الشركة النفسية على ألا نجعلهم يتكلون على الآخرين في إدارة شئون حياتهم بل نبذل جهودنا من أجل خلق الظروف المناسبة للاعتماد على أنفسهم لتجاوز أية مصاعب وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.وقد تشكلت في بلادنا عدد من الجمعيات الراعية لذوي الاحتياجات الخاصة تعزيزاً لإتجاه الدولة نحو الاهتمام بهذه الشريحة ورعايتها وحمايتها وتوفير فرص عمل لها وتعليمها وتدريبها على المهن المختلفة، وتشجيع تأسيس منظمات المجتمع المدني المعنية بها..ومؤخراً قامت الدولة متمثلة بوزارة التربية والتعليم بإدراج برنامج التعليم الشامل كأهم وأبرز البرامج التي تنفذ في الوزارة منذ عام 1998م في عدد من محافظات الجمهورية كبداية في طريق التنفيذ الفعلي ليشمل المحافظات كافة بهدف دمج الأطفال المعاقين في مدارس التعليم العام.مساهمة المجتمع المدنييسهم عدد من الجمعيات المعنية بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم الدعم لهذه الشريحة بقدر المستطاع منها : جمعيات المكفوفين، والصم، والمعاقين حركياً، والرحمة لتأهيل المعاقين ذهنياً، وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. والأخيرة تعد من أنشط الجمعيات التي استطاعت أن تحتل الصدارة في تنفيذ العديد من البرامج القيمة والهادفة تجاه المعاق حركياً وذهنياً في محافظة عدن، حيث قامت الجمعية بإنشاء ورشة للأطراف الصناعية وتطوير مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومركز التدخل المبكر.وحالياً تعكف الجمعية على إنشاء مركز لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تعليمهم وتدريبهم على إصلاح الأدوات الإلكترونية المنزلية والحرف الأخرى على طريق رفد سوق العمل بالعمال الفنيين وإيجاد فرص عمل لهذه الشريحة.. إلى جانب فتح الباب أيضاً للأسوياء من الشباب بهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بأترابهم وإزالة الفوارق بينهم وإزالة حاجز الخوف والخجل من الإعاقة واستشراق المستقبل بأمل وتفاؤل كبيرين..وسيتم إنشاء المركز بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية.كما تعكف جمعية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على تنفيذ برنامج حملة التوعية من الإعاقة في محافظات لحج والضالع وأبين بدعم من الشصندوق الاجتماعي للتنمية. وقد بدأ البرنامج في يناير المنصرم، حيث تشكلت ثلاث فرق للنزول إلى هذه المحافظات وتم التنسيق مع قياداتها السياسية والبرلمانية ومجالسها المحلية وقيادات مكاتب الشئون الاجتماعية والعمل والصحة والتربية والتعليم، وتنظيم اللقاءات الموسعة مع عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والمواطنين وطلاب المدارس، وذلك لتسليط الضوء على مفهوم الإعاقة وأنواعها وكيفية الوقاية منها للحد منها. كما تم توزيع عدد من الملصقات التوعوية الموضحة بالرسومات والشعارات ما يتعلق بهذا الشأن.ورغم صعوبة الوصول إلى قرى المحافظات الثلاث النائية بسبب طرقها الجبلية الوعرة إلا أن المكلفين بتنفيذ برنامج الحملة تمكنوا من تحقيق النتائج المرجوة، وذلك من خلال تشكيل فرق مناصرة الحملة مكونة من شباب تلك القرى وعدد من مشايخها الذين تجاوبوا مع الحملة وأهدافها وحملوا على عواتقهم مسؤولية توعية المواطنين في مجتمعاتهم المحلية.. وكان التواصل مستمراً بينهم بتواتر التقارير الموضحة بالصور عملية نشر الوعي بين السكان.
جمعية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة نشاط ملموس ونتائج ايجابية
أخبار متعلقة