اختلطت الأوراق، وامتزجت الألوان، فلم يعد الأبيض أبيض، ولا الأسود أسود، وبات الكيل من الاتهامات كل طرف من الأطراف المتقاتلة هو الطابع الغالب في هذه الأيام والبعض أغلق آذانه لكي لا يسمع كلمة الحوار الفلسطيني، وأزداد الرهان على تسوية معدومة المعالم، وكثرت القرارات التي طالت لقمة عيش المواطن في قطاع غزة، وتجاوزت بعض القرارات الحد عندما دعت إلى وقف مقاومة المحتل وجمع سلاح المناضلين.كل هذا يجري وليدفع ثمنه أبناء قطاع غزة وحده هذه الأيام العصيبة، حصار، بطالة، عدم دفع رواتب، معابر مغلقة، آلاف من الفلسطينيين في العراء ينتظرون الفرج على الحدود مع مصر الشقيقة، توفى منهم حتى الآن تسعة وثلاثين مواطناً، المرضى بالمئات، الكهرباء تنقطع عند معظم المناطق في قطاع غزة، والكل يحمل المسؤولية للكل، وريما نكون غداً أو بعد الغد أمام قطع إمدادات المياه والسؤال كل هذا العقاب لماذا؟يقولون لأن حماس تسيطر على القطاع، طيب هل مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة هم حماس حتى يدفعون الثمن، وهل سيطرة حماس على غزة تبرر كل هذه الإجراءات والعقوبات على سكان القطاع؟.وإلى متى يستمر هذا الوضع؟هناك دعوات للحوار، عربية، فلسطينية، لماذا لا يستجاب لها حتى اللحظة.غزة لا تستحق العقاب أيها الإخوة والرفاق في درب النضال إن كنتم في فتح أو حماس.غزة لا تستحق العقاب أيها الأشقاء العرب.غزة لا تستحق العقاب يا دعاة السلام ويا أحرار العالم.غزة لا تستحق العقاب يا من تدعون السلام.لا تخسروا شعبكم، ولا تزيدوه غضباً، ولا توصلوه إلى لحظة الانفجار، فإذا انفجر فن نعرف إلى أين؟.عودوا إلى طاولة الحوار، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر، تعالوا لنتحاسب على قاعدة الوحدة، وعلى قاعدة الدعوات الصادقة من بعض الأشقاء العرب، وعلى قاعدة اتفاق القاهرة تعالوا لنعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ونعيد لها الاعتبار بعد أن هشمتموها، تعالوا نشكل جبهة وطنية عريضة لمقاومة الاحتلال، تعالوا لنحمي القدس لنحمي المسجد الأقصى الذي يصادف اليوم الذكرى الثانية والثلاثين لإشعال النيران الإسرائيلية فيه، تعالوا لنضع إستراتيجية وطنية فلسطينية لصون حقوقنا الوطنية، ولا تنسوا أنكم لستم وحدكم من يقرر مصير الشعب الفلسطيني، وإن كانت هذه المرحلة تخدمكم.
|
آراء حرة
إلى متى سكان قطاع غزة يدفعون الثمن
أخبار متعلقة