السياحة .. خطوات واثقة نحو مستقبل واعد
مع احتفالات بلادنا بالعيد الوطني الثامن عشر لقيام الوحدة اليمنية و التي فتحت الباب واسعاً أمام الحركة الاستثمارية وخصوصا ما يتعلق منها بالاستثمار السياحي يغدو الحديث عن الواقع السياحي في اليمن ورصده على مدى السنوات الماضية استعراضا وتقييما في غاية الأهمية. حول البيئة الاستثمارية ومقومات الجذب السياحي والفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع السياحي ودور رؤوس الاموال المحلية أو العربية في الاستفادة من ذلك ومسئولية قطاع الترويج السياحي في التعريف باليمن عالميا وتغيير الصورة النمطية المرسومة عن بلادنا وكيفية بلورة السياحة كمفهوم اقتصادي باعتبارها احد الموارد البديلة والمتجددة للاقتصاد الوطني دارت محاور هذا الاستطلاع الذي أجريناه مع عدد من المعنيين بالأمر في وزارة السياحة ، وهذه التفاصيل :[c1] نمو المؤشرات السياحية[/c]تشير معدلات النمو السياحي في بلادنا الى ارتفاع معدل السياحة الوافدة بشكل فاق المعدل المتوقع والمخطط له في الخطة الخمسية الثالثة خلال السنوات الماضية. ويقول مدير عام التخطيط والبحوث السياحية بوزارة السياحة محمد الحظا : “ تعمل وزارة السياحة على هدى الخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر والتي تغطي الفترة من (2006م - 2010م) وحددت هذه الخطة جملة من الأهداف الأساسية للبنية السياحية منها تحقيق معدلات نمو في مجمل السياحة الوافدة والتي تقدر 12% . وحالياً ويبدو أن مؤشرات النمو السياحي تجاوز 12% حيث وصل خلال عام 2006م (382) ألف سائح، وحالياَ تجاوز هذا الرقم (420) ألفاً. هذا فيما يتعلق بالقدوم السياحي وهناك أهداف أخرى فيما يتعلق بنمو السياحة المحلية وتحقيق معدلات نمو تصل إلى (11%) ، ولدينا في الخطة هدف آخر وهو تحديد قواعد سياحية بمعدل (22%) ، وتم تحقيق أكثر من هذا المعدل ، ففي عام 2005م كانت إيرادات الموارد السياحية تصل إلى (275) مليون ريال، وفي عام 2006م بلغت الإيرادات (309) مليون ريال ، وفي 2007م بلغ ( 425) مليون ريال وبالتالي فأن معدلات النمو تجاوزت (25%) المحددة في 2008م .ونهدف إلى تحقيق المزيد من المنشآت السياحية على مستوى الجمهورية فقد أصبح عدد المنشآت السياحية يتجاوز (1160) فندقاً سياحيا يتضمن أكثر من (32) ألف غرفة فندقية وأكثر من (260) ألف سرير.وحول المنشآت السياحية الموجودة قال:” في الحقيقة المنشآت السياحية بشكل عام لا ترتقي إلى مستوى الفنادق من حيث التصنيف والنوع والشكل. فنجد أن هناك عمارات سكنية تحولت إلى فنادق، وقد قامت وزارة السياحة بإعداد لوائح خاصة لإعادة النظر فيما يتعلق بالتصنيف الفندقي وإنشاء الله خلال الفترة القادمة سنعمل الوزارة على تصحيح هذا الوضع.[c1]الاستثمارات السياحية[/c]ونظرا لتنوع البيئة السياحية في اليمن فان الكثير من المراقبين والمهتمين الاقتصاديين يتوقعون تناميا ملحوظا للاستثمار السياحي ورافدا مهما للاقتصاد الوطني ، وما تحقق في هذا الجانب منذ قيام الوحدة المباركة وحتى اليوم يعطي مؤشرا مهما على ذلك ، ويقول مدير عام إدارة الاستثمار السياحي عبده مهدي :” لدينا أكثر من (52) موقعاً سياحياً تقريباَ تتنوع بين سياحة داخلية. وغوص و سياحة جبلية وبيئية، وسياحة صحراوية، وسياحة ثقافية...الخ من أنماط السياحة التي تزخر بها بلادنا.و قطاع السياحة من القطاعات الواعدة التي سيستفيد منها المجتمع المحلي في إطار المتطلبات التنموية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ونعتقد أن قطاع السياحة سيلعب دور كبير في هذا المجال وهذه عملية منهجية ومعروفة قديماً وحديثاً حيث أصبحت السياحية تمثل علاقة عضوية بين التنمية المحلية الاقتصادية والتنمية السياحية باعتبار أن التنمية في مجال السياحة تخدم أهداف التنمية الاقتصادية عموماً وتحقق كثير من أهدافها في إطار توفير فرص العمل ومعالجة الاختلالات الاقتصادية والتضخم وتحقيق التنمية المتوازنة جغرافياً باعتبار أن السياحة ليس لها مكان محدد ونحن في إطار خطتنا في وزارة السياحة في إطار تنمية السياحة نهدف إلى خلق تنمية سياحية متوازنة جغرافياً من خلال ما نملكه من موارد كبيرة وضخمة قادرة على المنافسة إقليميا ودولياً .وعن جحم الاستثمارات في الجانب السياحي منذ عام 1991م وما مثله من حراك مستمر وتطورات ملحوظة يقول: استحوذ قطاع السياحة على ما نسبته حوالي (%12 ) من إجمالي الاستثمارات الخاصة المسجلة في جميع القطاعات بموجب قانون الاستثمار منذ العمل به في عام 1991م حيث بلغ إجمالي المشاريع الاستثمارية حتى نهاية عام 2007م (808) مشروعات استثمارية بتكلفة مالية بلغت (247.965.533.000) مليار ريال عملت على إيجاد ما يزيد عن ( 113488) فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة .وبلغ متوسط المشاريع المنفذة فعلياً حتى نهاية 2007م ( 70%) من إجمالي المشاريع الاستثمارية حيث تميز النشاط الاستثماري خلال السنوات الماضية بمؤشرات جيدة من حيث الكم في عدد وحدات ومرافق الخدمات السياحية. إلا أن ذلك لم يقترن بمؤشرات جيدة من حيث الكيف . فغالبية المنشآت السياحية المنفذة تتركز في المدن إضافة إلى أن غالبية هذه المنشآت ذات مستويات متوسطة ومتدنية، وتخلو المناطق السياحية ذات الجذب السياحي للمرافق والخدمات السياحية فهذه المناطق تمثل إمكانيات متاحة لتطور وتنمية السياحة وإنعاشها على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي” [c1]الترويج السياحي[/c]ويعمل مجلس الترويج السياحي على إشهار التراث التاريخي لليمن و الجمال الفطري الطبيعي الذي تمتاز به البيئة اليمنية كما يشارك في عدد من المعارض الدولية لإظهار الصورة الحقيقية لليمن التقينا بالأخ أحمد البيل - مدير عام الترويج السياحي بالوزارة والذي تحدث عن دور الترويج السياحي وما يلعبه من دور في تصحيح الصورة المغلوطة عن اليمن بقوله “ المجلس يشارك في المعارض السياحية وفي صحف و قنوات خارجية ليضع صورة اليمن في نصابها ، كما تعاقد مجلس الترويج السياحي مع شركة أعمال في تنفيذ أي حملة ترويجية وأيضا لمتابعة الصحف والقنوات التي تكتب بشكل سلبي ومواجهتها وكذا التنسيق لاستضافة عدد من أعضاء شركات السياحة والسفر في اليمن ، كما يناط المجلس بشكل كبير تصحيح الصورة التي تأخذ شكل سلبي فأي حادثة وبأي شكل ما هناك مبالغة لما يحصل في اليمن وتضخم هذه الأحداث لما هو حاصل بالفعل في اليمن ، ونشارك اليوم في ستة عشر معرض دولي في أوروبا ، في فرنسا ، في ايطاليا ، في ألمانيا، واسبانيا وفي الصين ، واليابان ، وهناك عدد من المعارض الإقليمية في تونس والجزائر وسوريا ودبي والسعودية ، وهذه المعارض مركزة لسوق السياحة والسفر ونحن نحاول أن نستقطب عدد من الشركات السياحية لليمن ونستقطب رجال الصحافة والإعلاميين في الشركات المختلفة التي تهتم بالعمل وبالنشاط مع اليمن كوجهه سياحية وأرض صالحة للاستثمار .[c1]المنشآت السياحية[/c]وعن عدد المنشآت السياحية والتي قامت في ظل الوحدة المباركة يتحدث الأخ عبد الجبار عبد الله سعيد - مدير عام المنشآت السياحية قائلا” إذا نظرنا إلى عدد المنشآت لوجدنا أنها كثيرة ، ولكن ليس كل هذه المنشآت بالمستوى المتعارف عليه وطنياً وعالمياً فنلاحظ أن كثيراً من الفنادق أو المنشآت السياحية الأخرى تبدأ عند فتحها بمستوى جيد ولكن وبمرور الوقت ينخفض هذا المستوى ، فنحن نقوم بتقييم درجات هذه الفنادق ومراقبتها ونعمل على تأهيل العاملين في المرافق والمكاتب السياحية ، والخطة المستقبلية تقتضي دعم ومساندة وتوعية القطاع الخاص للاستثمار في هذا الجانب وكذا العمل على توسيع نشاط الوزارة ، وتأهيل المرافق السياحية بما يتناسب مع التصنيف الوطني والعالمي ، وكذا التنوع في المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ومنتزهات وحدائق وغيرها من المراكز الترفيهية التي تجذب السائح سواء كان عربي أو أجنبي ولما لها من مردود اقتصادي عالي فالاهتمام بالبنية التحتية للسياحة مهم وضروري من اجل رفع الاقتصاد الوطني ودعمه من هذا المجال ، كما نهدف مستقبلاً إلى زيادة التأهيل والتدريب حيث أن الأيادي العاملة الماهرة والمدربة هي اللبنة الأساسية لاستمرار السياحة .وعن عدد المنشآت السياحية يقول “عدد المنشآت السياحية حسب المسح الميداني لعام 2007م فقد بلغ عدد الفنادق السياحية إلىس ( 1163) فندقاً موزعة على أنحاء الجمهورية تحتوي على (23180) غرفة و (52625) سريراً ، كما بلغ عدد المطاعم والمقاهي السياحية إلى ( 2287) مطعماً ومقهى سياحياً موزعة على محافظات الجمهورية وبلغ عدد شركات ووكالات السياحة إلى ( 578) شركة ووكالة سياحية تمتلك أسطول نقل مكوناً من (1408) ناقلات سياحية .