بعد إعصار تسونامى الرهيب الذى إجتاح بعض الدول الآسيوية، تزعم د. زغلول النجار فريقاً يتبنى مانستطيع أن نطلق عليه التفسير العقابى للكوارث الطبيعية ، وملخص فلسفة هذه المدرسة أن كل كارثة طبيعية تحيق بالبشر هي عقاب إلهى لأهل هذه المنطقة وتشفى من ضحاياها، وإندرج تحت هذه الوسائل العقابية الإلهية البراكين والزلازل والأعاصير والأوبئة والهزائم والمصائب، وصار تسونامي هو إنتقام رباني من الدول التى تسمح بالسياحة للكفرة، وتتسامح مع البكيني والقمار والخمر، وحاول الفريق الزغلولى أن يروج لصورة إدعوا إنها التقطت بالأقمار الصناعية لمسجد هو الوحيد الذي نجا من الإعصار، وتناسى الفريق أن يضم إليها صور عشرات الآلاف من القتلى، ومن بينهم مسلمون، وملايين المشردين الذين حطمت أكواخهم الهشة وعششهم الصفيح بدون أي ذنب، برغم أن قصور أصحاب نوادى القمار وتجار الخمر لم تمس بسوء أو مجرد خدش!! وانطلاقا من هذا التفسير العقابي للكوارث نشط أبناء المدرسة الزغلولية فى دراسة التاريخ بأثر رجعى، فصارت هزيمة 1967 عقاب إلهى نتيجة إنغماس مصر فى الشيوعية وحرب اليمن برغم ألاف الجنود المسلمين الذين قتلوا ومثلهم من المهجرين، وأصبحت 11 سبتمبر هى لطمة إلهية للأمريكان الشياطين على تأييدهم لليهود برغم أن حطام البرجين كان يضم أشلاء مسلمين، أما الزلزال المصرى فقد تركز معظمه فى سفح المقطم حيث تسكن أغلبية من جامعى القمامة لاتدفع الجزيه وتربى الخنازير !!. عندما هدد إعصار جونو شواطئ إيران والبلاد الإسلامية الخليجية بمافيها السعودية، أعلنت حالة التأهب العسكرى وأيضاً التأهب الفكرى، فقد وقع أتباع المدرسة الزغلولية فى هذه البلاد فى حيص بيص، كيف سيخرجون من هذا الفخ؟، الإعصار قادم ومعناه إنتقام ربانى من دول إسلامية تفرض الحجاب وتصلى وتصوم وبها مطوعون ومساجد وهيئات أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، بإختصار بها كل المظاهر الإسلامية، فكيف طبقاً للتفسير الزغلولى أن ينتقم الرب من هذه البلاد . ولذلك كتب بعض المستنيرين ومن بينهم د. محمد القويز فى جريدة الرياض يحذر من تبنى هذا التفسير، وكان لزاماً علينا أن نطرح على أتباع مدرسة زغلول النجار تلك الأسئلة المشروعة، ولزاماً عليهم أن يجيبوا حتى تقتنع العقول التى تنشد الحقيقة. السؤال الأول هو لماذا داهم إعصار جونو شواطئ عمان الإسلامية، وإيران الإسلامية، والفجيرة الإسلامية، والشارقة الإسلامية، وترك الأساطيل الأمريكية التى تمرح قبالة شواطئ دول الخليج بحاملات طائراتها وبوارجها وغواصاتها وجنودها وصواريخها وقنابلها ومايوهاتها وزجاجات منكرها وبورنوهاتها.... الخ؟؟؟!!!. السؤال الثانى: توقع البعض أن يكون الإنتقام الربانى فى الإمارات هو من نصيب دبى المنفتحة على الغرب، والتى تسمح بملابس ذات نمط غربى، وكازينوهات وملاهى وفنادق لاتطبق عليها قوانين الشريعة الصارمة، ونساء سافرات، وهى دولة تسمح للآخر بممارسة شعائره، وتحتضن مبرمج الكمبيوتر البوذى والهندوسى بل وتؤمنهما مادياً وتهتم بهما أكثر من الموظفين العاديين المغتربين المسلمين العرب !. أليست كل هذه أسباب من وجهة النظر الزغلولية كافية لكى يصب إعصار جونو لعناته على دبى؟!، الغريب والمدهش أنها نجت من الإعصار فى نفس الوقت الذى داهم إماراتى الفجيرة والشارقة المحافظتين وألحق بهما خسائر وأضرارا كبيرة . السؤال الثالث : هل طاعون عمواس وعام الرمادة وهزيمة أحد والخروج من الأندلس عقاب للمسلمين ومن بينهم الصحابة رضوان الله عليهم؟؟. السؤال الرابع: هل يتفق مفهوم العقاب الإلهى مع العدل الإلهى والرحمة الإلهية؟، ولماذا نتبنى ترويج هذه الملامح القاسية المتجهمة للدين الإسلامى الذى جوهره الرحمة والعقل والعدل؟، ولماذا نصر على مفهوم أن هذه الحياة الدنيا ماهى إلا فخ يقع فيه البشر محاطين بمشاعر التلذذ والتشفى السادية، بدلا من تبني مفهوم أن هذه الدنيا خلقنا فيها لإعمارها وحضارتها وبذر بذور الخير والحق والجمال والسعادة فى تربتها. حاول البعض الخروج من هذا المأزق بترويج أن عمان ينتشر فيها المذهب الأباضى، وإيران شيعية رافضية، وهما دولتان ليستا من الفرقة الناجية !!، وهنا يطل السؤال الخامس وماذا عن السنة التى تقطن مسقط والشارقة والفجيرة، ولماذا نهتف لإيران وقت القنبلة الذرية وتحدى أمريكا ونقول إيران الإسلامية ونتملص منها ونستنكرها ساعة الكوارث ونقول إيران الشيعية؟! أعتقد أن من حقنا على أتباع المدرسة الزغلولية أن يردواعلىأسئلتنا، ونحنفى الإنتظار حتى إشعار آخر أو بالأصح إعصار آخر !.
|
فكر
نظرية العقاب الإلهى بالكوارث
أخبار متعلقة