بدأت ظهر أمس الأربعاء بقصر " لانكستر"في العاصمة البريطانية لندن أعمال مؤتمر المانحين للجمهورية اليمنية بحضورالاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبمشاركة ممثلي الدول والمنظمات وفي مقدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وقد تحدث عدد من الوفود المشاركة في الجلسة الافتتاحية .وكانت السيدة دانيلا جريساني نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وجنوب أفريقي قد ألقت كلمة أعربت فيها عن تفاؤلها بنجاح المؤتمر نظرا لحضور هذا العدد الكبير من الدول والجهات المانحة سواء من الوفود التي حضرت الاجتماعات السابقة لصالح اليمن أو التي حضرت الاجتماعات الاستشارية للمرة الأولى. ووجهت نائبة رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وجنوب أفريقيا شكرها لحكومة المملكة المتحدة على استضافة هذا المؤتمر والترتيبات الجيدة لعقده وكذا لدول مجلس التعاون الخليجي المتعهدة للمؤتمر.واستعرضت الزيارات التي قامت بها لليمن منذ توليها منصب نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وجنوب أفريقيا ونتائج مباحثاتها مع رئيس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي وعدد من المسؤولين اليمنيين الذين ابدوا جدية في المضي قدما إلى الأمام من اجل التقدم والرقي .. معربة عن إعجابها بما شاهدته في اليمن من حركة متفائلة بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها .وقالت " إن كل من زار اليمن يشعر بالدهشة إزاء ذلك الجمال الطبيعي ولاسيما في صنعاء وعدن" .. مؤكدة أن اهتمامها باليمن يعكس حقيقة هي أن اليمن تواجه تحديات جراء ارتفاع نسبة الفقر وزيادة عدد السكان ..معتبرة ذلك تحديا ليس لليمن فقط وإنما للدول المجاورة لليمن وللإقليم برمته".وأضافت "نحن ندرك العلاقة ما بين الفقر والأمن، واليمن تواجه تحديات وظروف فريدة في مجال البيئة والمناخ وتلك الأمور التي تخص إنتاج النفط وشح المياه والبنية الأساسية المتدنية، بالإضافة إلى الافتقار إلى الخدمات الاجتماعية الكافية وهو ما يتطلب من اليمن بذل كل الجهد لمواجهة هذه التحديات.وأشادت جريساني بالنجاح الذي حققه اليمن من خلال الانتخابات المحلية والرئاسية وما اعتمدته من شفافية في إجراء انتخاب رئيس الجمهورية أو أعضاء المجالس المحلية .وقالت " هناك خطة عمل لدعم اليمن سواء كانت على الأمد القصير أو المتوسط ومن خلال برامج أرسيت قواعدها لتوفير الدعم المالي والاجتماعي وكل ذلك على أساس المنح التي ستقدمها الأطراف الثنائية والمتعددة الأطراف وتشجيع الدول المجاورة والمنظمات في الدول المجاورة كمجلس التعاون لدعم هذا التوجه".واعتبرت أن هذا المؤتمر يشكل خطوة مهمة لاسيما على طريق الشراكة ما بين الحكومة اليمنية والدول المانحة والمجاورة له ،موضحة أن برنامج المؤتمر مكتظ بالبنود المهمة,سواء الملاحظات التي سيقدمها اليمن بخصوص التقدم الذي حققته في مجال الإصلاح ومستوى التطور الذي قطعته خلال السنوات الماضية.وأشارت إلى أن المشاركين سيعقدون اجتماعين متوازيين على مدى يومين لاستعراض بنود الخطة الخاصة بالقضاء على الفقر وكذا الخطة الخاصة باللاجئين بالإضافة إلى أجندة الإصلاح ودور الجهات المانحة وشراكة اليمن في مجلس التعاون لدول الخليج العربي ،كما سيستمع المشاركون اليوم إلى احتياجات اليمن للاستثمار والتمويل وإلى ملاحظات البنك الدولي واستفسارات المانحين. من جانبه رحب السيد / جارث توماس/ وزير التنمية الدولية البريطاني بحضور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية هذا المؤتمر.. مهنئاً الشعب اليمني بنجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية التي قال بأنها نجاح كبير للديمقراطية.وأشاد بالخطوات التي قطعتها اليمن في تنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري ..وقال " هناك عدة خطوات جيدة اتخذتها الحكومة اليمنية بالفعل خلال الأشهر الستة الماضية" ..لافتا إلى أن الدول المانحة ترغب في النظر إلى الخطوات القادمة للإصلاحات اليمنية وما سيؤدي إلى التخفيف من الفقر وتسريع النمو الاقتصادي وتحسين وضع المرأة اليمنية في المجتمع وتوفير فرص التعليم ومجالات العمل لها .وأكد وزير التنمية الدولية البريطاني استعداد المملكة المتحدة زيادة مساعداتها لليمن لدعم برامج التنمية بحلول عام 2010 بنحو خمسين مليون جنية إسترليني وبزيادة مائتين وخمسة وعشرين مليون دولار عما كانت عليه سابقاً وذلك نتيجة لما تشهده اليمن من تقدم واستقرار وتعبيرا عن ثقة المملكة المتحدة في خطوات الإصلاحات الجارية في اليمن ومنها محاربة الفساد .معلنا أن بريطانيا ستدخل في مناقشات للدخول في شراكة مع اليمن على مدى السنوات العشر القادمة.وأشار إلى أهمية المؤتمر بالنظر الى الدول المشاركة فيها سواء دول الخليج أو الدول المانحة الأخرى لخلق شراكة دولية لدعم التنمية في اليمن .معتبرا مؤتمر لندن الخطوة الأولى لدعم جهود التنمية في اليمن . وتحدث الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان رئيس المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وزير الخارجية الإماراتي نيابة عن وزراء خارجية ومالية دول مجلس التعاون ,معربا عن شكره وتقديره للحكومة البريطانية على استضافتها هذا المؤتمر الذي يأتي في إطار تقديم الدعم والمساعدة لتنفيذ برامج التنمية في الجمهورية اليمنية.وقال :" إن هذا اللقاء يؤكد على الأهمية التي توليها دول مجلس التعاون في العلاقات المتميزة مع اليمن خاصة وان دول المجلس ترتبط بعلاقات تاريخية وشراكة إستراتيجية مع اليمن, كما يؤكد على اهتمام دول المجلس بمستقبل اليمن والحرص على المساهمة الفاعلة في تحقيق وتطوير برامج التنمية في مختلف المجالات".وأشاد الشيخ عبد الله بن زايد بالخطوات التي قطعتها اليمن من خلال برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، متمنياً الاستمرار في هذا النهج لتحقيق الأهداف المرجوة.وأشار إلى أن استضافة الحكومة البريطانية لهذا المؤتمر ومشاركة صندوق النقد الدولي وعدد من مؤسسات التمويل العربية والدولية وبعض الدول الصديقة يؤكد استعداد المجتمع الدولي لتقديم العون والمساعدة لليمن. وأوضح رئيس المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن مشاركة دول المجلس في هذا المؤتمر هو استمراراً لجهود المجلس في دعم التنمية في الجمهورية اليمنية واستكمالاً للاجتماعات التي عقدت بين دول مجلس التعاون واليمن في الرياض وصنعاء .. مؤكدا أن الخطوات القادمة تتطلب من الجميع العمل بشكل جماعي ومناقشة المواضيع بكل صراحة وشفافية وكذا تضافر الجهود للمساهمة بشكل فاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال برامج ومشاريع مدروسة تعود بالنفع على الشعب اليمني . كما تحدث في الجلسة الافتتاحية عبدالرحمن العطية, الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي معتبرا منظومة الإصلاحات الوطنية التي اضطلعت بها الحكومة اليمنية خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف خطة التنمية وتعزيز مؤشرات التنمية البشرية في اليمن لاسيما في مجالات التعليم والصحة وتعزيز دور المرأة وإسهامها في مسيرة التنمية خاصة الإصلاحات المتعلقة باستقلالية جهاز الرقابة والمحاسبة واللجنة العليا للمناقصات والمشتريات الحكومية ومبادرة الشفافية في الصناعات الإستخراجية إضافة إلى تعزيز استقلال القضاء ودعم حرية الصحافة .كما اعتبر انعقاد مؤتمر لندن خطوة مهمة نحو توفير الاحتياجات التنموية لليمن ليس في حجم التعهدات المالية فحسب بل في عقد شراكة طويلة المدى بين الجمهورية اليمنية والجهات المانحة يتم من خلالها الاتفاق على مشاريع تمويل التنمية في اليمن في مناخ اقتصادي شفاف وفعال وفي ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة اليمنية وشرعت في تنفيذها.وأكد العطية بان المؤتمر لن يكون نهاية المطاف بل خطوة هامة في بداية الطريق ونجاحه يمثل نقله نوعية في جدول العمل المشترك لمصلحة اليمن والتنمية حاضرا ومستقبلا.وقال:" إن مؤتمر لندن يشكل مؤشرا ايجابيا لدعم الثقة في الاقتصاد الوطني وأنا على يقين بأنه سيكون له اثر كبير في تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في اليمن كما ستقوم دول مجلس التعاون الخليجي مع الحكومة اليمنية بتنظيم مؤتمر بصنعاء في فبراير القادم عن استكشاف فرص الاستثمار بهدف تشجيع التعاون والشراكة بين القطاع الخاص في اليمن و دول مجلس التعاون ".وأضاف "لقد تم خلال الأشهر الماضية انجاز العديد من الدراسات لتشخيص وضع الاقتصاد اليمني واحتياجاته في مجالي التنمية والإصلاح الاقتصادي وإعداد برنامج استثماري طموح للسنوات الأربع القادمة وهو معروض على هذا المؤتمر يشمل العديد من المشاريع التنموية الهامة في اليمن واحتياجاته التنموية وقد قطعت اللجنة الفنية المشتركة شوطا كبيرا لدراسة الآليات الضرورية لدعم قدرة اليمن على استيعاب المساعدات الخارجية وتنفيذ المشاريع على نحو يتلاءم مع البرنامج الزمني للبرنامج الاستثماري".وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بأن نتائج المؤتمر الداعمة لمسيرة التنمية في اليمن ستنعكس إيجابا على دور القطاع الخاص في هذه المسيرة وعلى مؤتمر فرص الاستثمار في فبراير القادم . وثمن جهود المسؤولين في وزارتي التنمية الدولية والخارجية بالمملكة المتحدة على حسن الإعداد والتنظيم الرائع لهذا المؤتمر، والمشاركة الفعالة من قبل اللجنة الفنية وفريق العمل في الأمانة العامة وصناديق التنمية بالإضافة إلى البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الإسلامي للتنمية. وألقى وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف كلمة أعلن فيها تقديم المملكة العربية السعودية مساعدة جديدة لليمن بمبلغ مليار دولار أمريكي كمنحة ستوجه لتمويل مشاريع إنمائية في القطاعات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والمياه والقطاعات الأخرى ذات الأولوية.وقال " إننا نقدر باحترام بالغ الجهود التي تبذلها حكومة الجمهورية اليمنية لتحقيق تقدم حقيقي على جميع الأصعدة وخاصة فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والأجندة الوطنية للإصلاح المتضمنة مكافحة الفساد وإصلاح القضاء وتحسين الأداء الحكومي وهو ما أشار إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته" .. وأضاف " لكن اليمن لازال يواجه العديد من التحديات التي ستؤثر على اقتصاده ونحن نجتمع اليوم لمساعدته ودعم الحكومة اليمنية على مواجهة هذه التحديات لتحقيق الرفاه وطيب العيش للشعب اليمني الشقيق". وقال " لقد جرت مناقشات مستفيضة خلال الأشهر الأخيرة تحت رعاية الأمانة العامة لدول مجلس التعاون , في جو من التفاهم والتعاون بين المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وحكومة الجمهورية اليمنية على المستوى الوزاري وكذلك على المستوى الفني بمشاركة البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمملكة المتحدة، تمت فيها مناقشة العديد من القضايا من أهمها خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة لليمن والبرنامج الاستثماري للخطة والاحتياجات التمويلية له والطاقة الاستيعابية للاقتصاد اليمني والية التنفيذ للمشاريع، ولقد أدت الجهود التي بذلت خلال تلك المناقشات إلى الإعداد لهذا الاجتماع". وأشار الوزير العساف إلى التاريخ المضيء في العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية, والذي يعبر عنها مجلس التنسيق السعودي اليمني, الذي يرأس من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومن الجانب اليمني رئيس الوزراء .. لافتا بهذا الصدد إلى ما قدمته المملكة من مساعدات لليمن وكذا إلى المشاريع الجاري تنفيذها حاليا أو التي ستنفذ مستقبلاً.واعتبر الاجتماع حدثا مهما ونقطة تحول للاقتصاد اليمني خاصة وانه يعقد بحضور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. مجددا التزام المملكة بدعم اليمن في جهودها التنموية..كما ألقى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني / وزير الخارجية القطري كلمة أعلن فيها عن تقديم دولة قطر مبلغ 500 مليون دولار لليمن كمنح وقروض .. مؤكداً حرص دولة قطر على إنجاح المؤتمر الذي يحظى بحضور دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان والمنظمات المالية الدولية والإقليمية.وقال " نحن نعتقد بان استقرار اليمن سياسيا واقتصاديا مهم لمنطقة الخليج العربي والمنطقة المحيطة بها, ولذلك لابد من أن نأخذ بعين الاعتبار ما قاله فخامة الرئيس على عبدالله صالح بان هذه التنمية إذا وجهت بالطريقة الصحيحة وبشفافية تامة ستأتي بنتائج مهمة ليس لليمن ولكن لدول الجوار ككل ".وتحدث في المؤتمر الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة, معلنا تبرع دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار لصالح جهود التنمية في الجمهورية اليمنية .. مشيدا باستضافة المملكة المتحدة لهذا الاجتماع الذي يعد مسيرة هامة في مجال التعاون والتنمية في الجمهوريةاليمنية وتوفير أسباب النجاح له .وأشار الشيخ حمدان إلى العلاقات السياسية والاقتصادية المميزة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية اليمنية والمرتكزة على أسس الشراكة والعلاقة بين الدولتين والمؤسسات العاملة بهما .. مؤكدا بان دولة الإمارات تنظر إلى المؤتمر كمناسبة هامة لالتزام الدول والمؤسسات خاصة مؤسسات التنمية في دعم جهود التنمية في اليمن بما يشكل نجاحا لجهود التنمية في المنطقة ككل. فيما أعلن الأخ يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان, عن تقديم السلطنة مبلغ 100 مليون دولار دعما منها لإنجاح أهداف المؤتمر المتمثلة بالآخذ بيد اليمن للانتقال إلى الاقتصاديات المتطورة وقال " أننا ننظر بكل جدية إلى هذا المؤتمر كونه انطلاقه جديدة لليمن والدول المجاورة وللمنطقة بأكملها وهو ما أشار إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح" .. معربا عن تقدير السلطنة لجهود اليمن في مواصلة العمل من أجل الاستقرار والارتقاء بالعمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية اليمنية . وأشاد بن علوي بالجهود التي بذلتها المملكة المتحدة والبنك الدولي للتمهيد والإعداد لهذا المؤتمر الذي يهدف إلى دعم جهود التنمية في الجمهورية اليمنية.
|
تقارير
من وقائع جلسة افتتاح مؤتمر المانحين في لندن
أخبار متعلقة