شعر/ نزار قباني: [c1](1)[/c]والدَنا جمالَ عبدَ الناصرْ:عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ..من أرضِ مصرَ الطيبهْمن ليلها المشغولِ بالفيروزِ والجواهرِومن مقاهي سيّدي الحسين، من حدائقِ القناطرِومن تُرعِ النيلِ التي تركتَها..حزينةَ الضفائرِ..عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْمن الملايينِ التي قد أدمنتْ هواكْمن الملايين التي تريدُ أن تراكْعندي خطابٌ كلّهُ أشجانْلكنّني..لكنّني يا سيّديلا أعرفُ العنوانْ…[c1](2)[/c]والدَنا جمالَ عبدَ الناصرْالزرعُ في الغيطان، والأولادُ في البلدْومولدُ النبيِّ، والمآذنُ الزرقاءُ..والأجراسُ في يومِ الأحدْ..وهذهِ القاهرةُ التي غفَتْ..كزهرةٍ بيضاءَ.. في شعرِ الأبَدْ..يسلّمونَ كلّهم عليكْيقبّلونَ كلّهم يديكْ..ويسألونَ عنكَ كلَّ قادمٍ إلى البلدْمتى تعودُ للبلدْ؟…[c1](3)[/c]حمائمُ الأزهرِ يا حبيبَنا.. تُهدي لكَ السلامْمُعدّياتُ النيلِ يا حبيبَنا.. تّهدي لكَ السلامْ..والقطنُ في الحقولِ، والنخيلُ، والغمامُ..جميعُها.. جميعُها.. تُهدي لكَ السلامْ..كرسيُّكَ المهجورُ في منشيّةِ البكريِّ..يبكي فارسَ الأحلامْ..والصبرُ لا صبرَ لهُ.. والنومُ لا ينامْوساعةُ الجدارِ.. من ذهولِها..ضيّعتِ الأيّامْ..يا مَن سكنتَ الوقتَ والأيامْعندي خطابٌ عاجلٌ إليكَ..لكنّني…لكنّني يا سيّدي.. لا أجدُ الكلامْلا أجدُ الكلامْ..[c1](4)[/c]والدَنا جمالَ عبدَ الناصرْ:الحزنُ مرسومٌ على الغيومِ، والأشجارِ، والستائرِوأنتَ سافرتَ ولم تسافرِ..فأنتَ في رائحةِ الأرضِ، وفي تفتُّحِ الأزاهرِ..في صوتِ كلِّ موجةٍ، وصوتِ كلِّ طائرِفي كتبِ الأطفالِ، في الحروفِ، والدفاترِفي خضرةِ العيونِ، وارتعاشةِ الأساورِ..في صدرِ كلِّ مؤمنٍ، وسيفِ كلِّ ثائرِ..عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ..لكنّني..لكنّني يا سيّدي..تسحقُني مشاعري..[c1](5)[/c]يا أيُها المعلّمُ الكبيرْكم حزنُنا كبيرْ..كم جرحُنا كبيرْ..لكنّنانقسمُ باللّهِ العليِّ القديرْأن نحبسَ الدموعَ في الأحداقْ..ونخنقَ العبرهْ..نقسمُ باللهِّ العليِّ القديرْ..أن نحفظَ الميثاقْ.. ونحفظ الثورةوعندما يسألنا أولادنا:من انتم؟في أيِّ عصرٍ عشتم؟في أيِّ عصرٍ لهم؟في أيِّ عصرٍ احر؟نجيبهم: في عصر عبدالناصراللّه .. ما أروعها شهادةأن يوجد الإنسان في عصر عبدالناصر
|
فكر
رسالة إلى جمال عبدالناصر
أخبار متعلقة