لطالما اختلط على الناس مفهوم المزاح وحاجة الإنسان له، ومؤخراً ظهرت تقليعات لا تمت للدين بشيء تحذر من المزاح، وهو ما دفعني هنا لكتابة باختصار عن نظرة الإسلام للمزاح لتوضيح ذلك لكل الشباب.إن التربية الإسلامية لا ترفض المزاح أو الفكاهة ولكنها تضبطها بضوابط لتكون خلقاً مهذباً وسلوكاً مقبولاً تربى عليه الصغار والكبار ويتأدبون بآدابه فمن هذه الآداب :-أولاً : أن يكون المزاح القولي أو الفعلي حقاً لا كذباً فيه ولا آثم لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله إنك لتداعبنا قال " إني لا أقول إلا حقاً" رواه الترمذي.ثانياً : أن لا يكون المزاح كذباً أو اختلاقاً وافتراءاً على الآخرين لقوله صلى الله عليه وسلم "ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له، ويل له" رواه أحمد الترمذي وأبو داوود والدارمي، لأن في ذلك تربية وتعوداً على تلفيق الكذب وإشاعته.ثالثاً : أن يكون المزاح لطيفاً فلا يمس المشاعر ولا يجرح ولا يسئ إلى أحد من المسلمين كأن يصف أحداً بما يكره أو يقلل من مكانته ومنزلته.رابعاً : أن يكون المزاح في حدود فلا تستحل به الحرمات ولا تؤخذ به الحقوق بحجة المزاح والدعابة لقوله صلى الله عليه وسلم »لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً« رواه أبو داوود.خامساً : أن يكون في المزاح لقصد الترفيه والتسلية والترويح عن النفس وقد قال رسول الله لمرأة عجوز "أنه لا يدخل الجنة عجوز" فقالت : وما لهن؟ فقال لها :"إما تقرئين القرآن، إنا أنشانهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عرباً أترابا".سادساً : أن لا يكون في المزاح تخويف أو ترويع لأحد من المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" رواه أبو داوود.سابعاً : أن يكون المزاح لفرض طرد السأم والملل وإذهاب الهموم عن النفس بحيث يكون قليلاً لا كثرة فيه، يقول سعيد بن العاص لابنه "اقتصد في مزاحك فأن الافراط فيه يفض عنك المؤانسين ويوحش منك المصاحبين".* عبد الرحمن حسن با هارون
المزاح وآدابه
أخبار متعلقة