النساء مدارس تربية وإصلاح ، وقواعد البناء والنهوض ، ومعاهد صناعة الرجال والأبطال .الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها [c1] *** [/c] أعددتَ شعباً طيّب الأعراقِالأم روضٌ إن تعاهده الفتى[c1] *** [/c] بالريّ أورق أيّما إيراقِإن الأمّ المسلمة مركز التربية والرعاية والهداية ، فهي نصف المجتمع ، إذ بصلاحها صلاح جيل وأمّة .إن شريعتنا الإسلامية الغرّاء أولَت المرأة المسلمة عناية فائقة، وأكسبَتْها نوراً وحبوراً وذكراً وشرفاً لم تنلْهُ امرأة في سائر المِلل والنِّحَل التي تقيأها وأنشأها حُقراء البشر وزنماء الحرية والعدل والمساواة .إن الأمم الكافرة اعتبرت المرأة «بليّة عظيمة» هي أحط من كل شيء وضيع في أذهانهم ، إنها عارٌ وشنار ، إنها لعنة وبلاء ، إنها متاع موروث ، إنها رِجس الشيطان .وقد عقد الفرنسيون في حقبة من الدهر مؤتمراً للبحث : هل المرأة تُعدّ إنساناً أم غير إنسان ؟ وأخيراً توصّلوا أنها إنسان خُلقت لخدمة الرجل فحسب .ولكم أن تتصوّروا إلى أي حدّ بلغَت عقول هؤلاء وامتهانهم للمرأة المنكوبة ، فجاءت هذه الشريعة السمحة العادلة فرفَعَت عن المرأة المسكينة سوط الظلم ، وطهّرتها من سوء الاعتقاد ، وحفظتها وصانتها ، وأنزلَتْها منازل الكرماء الفُضلاء ، وأقامت لها ميزان حقوقها في حد طاقتها وخِلقتها وعفافها وطُهرها ، فكان مِن هذا الجنس الضعيف اللطيف عالِمات حافظات ، وعابدات صالحات ، وسيدات مباركات .أيها الصائمون :النساء شقائق الرجال كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلهنّ ما للرجال ، وعليهنّ ما على الرجال دون استثناء إلا ما خصّه الدليل ، لذا يجب عليهنّ الصيام ، ويُستحب للنساء المسلمات في رمضان الاجتهاد في الطاعة والمسارعة إلى الخير والبرّ من صلاة وذكر وتلاوة وصدقة وبذل للمعروف وكل عمل مبرور .وليعلمنَ الأخوات الصالحات أن السالفات من نساء الصحابة والتابعين كنَّ أهل جدّ وعمل في هذه المواسم المباركة ، فقبيحٌ بالمرأة المسلمة أن تضيع وقتها ـ لاسيما في رمضان ـ في الزيارات الكثيرة ونزول الأسواق وإصلاح المنزل وتجميله إلى درجة مفرطة.وإني لأنصح إخواني الرجال من الآباء والأولياء أن يتّقوا الله تعالى في نسائهم وبناتهم ، ولا يكونوا سبباً في حِرمانهنّ من اغتنام مواسم الرحمة والخير كرمضان ، فالمرأة المسلمة ليست وظيفتها صنعة الطعام وكنس المنزل وتجميله فحسب ، بل إنها أجلّ من ذلك كله وأسمى ، وما الطعام والنظافة إلا جزء يسير من عملها ، وما يُرتقب ويُراد منها أعظم وأعظم .أيها الصائمون :كيف تنتظرون من النساء المسلمات حسن التربية وزكي الإصلاح وصناعة الرجال ، وقد حمّلتموهنّ كثير الأشغال وقليلها ، وثقيلها وخفيفها ، حتى قراءة القرآن أصبحت المرأة المسلمة مع أعباء المنزل ومشكلاته ، لا تتلوه إلا في أحايين متباعدة ، فيمر الشهر والشهران لا تتلو المرأة القرآن . ثبت في سنن الترمذي وقال : حسن صحيح عن عمرو بن الأحوص الجُشَميّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهنّ عَوانٍ عندكم) ( ) يعني أسيرات .إن من تقوى الله تعالى في المرأة المسلمة تعليمها وتنشئتها التنشئة الحسنة ، بتقريب سبل الخير لها، وتجنيبها موارد الفتن والغواية التي يدبرها أعداء الإسلام ، الذين يريدون من المرأة مماثلة الرجل في كل صغيرة وكبيرة من مجالات الحياة ، فتهتك المرأة حياءها وتخلع حجابها ، وتدنِّس طهرها وعفّتها وتقتل أبناءها ، وإنا لنحمد الله عز وجل بأن دعاواهم تهاوت وانسحقَت تحت أعاصير غيوري الرجال والنساء من أهل الإسلام ، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كمن قال : كناطحٍ صخرةً يوماً لِيوهنهَا فلم يَضِرها وأوهى قرنَه الوعِلُ«اللهمّ إنا ندرأ بك في نحورهم ، ونعوذ بك مِن شرورهم».
|
رمضانيات
صومُ النساء
أخبار متعلقة