حمل حركة حماس مسؤولية فشل الحوار
رام الله (الضفة الغربية) / 14 أكتوبر / رويترز:دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء حركة حماس إلى القبول بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء حالة الانقسام في الأراضي الفلسطينية. وقال عباس في خطاب له أمام عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين احتشدوا في مقر المقاطعة في رام الله لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات “نطالب اليوم قبل غد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.” وتحدى عباس أن تقبل حماس بإجراء الانتخابات وقال “أتحداهم إذا كانت لديهم الثقة بأنفسهم فلنحتكم إلى الشعب إلى الانتخابات وإذا لم يريدوا فلنذهب إلى استفتاء شعبي”. وأضاف “عندما تحصل أي مشكلة في أي دولة في العالم يذهبون إلى الشعب إذا كانوا يؤمنون بالديمقراطية أما الديمقراطية كعود الكبريت لمرة واحدة فهذا لن يحصلوا عليه.” وحمل عباس حركة حماس مسؤولية فشل الحوار الذي كان مزمع عقده أمس الأول الاثنين برعاية مصرية وقال “حماس لا تريد حوارا. وانظروا لما يجري في قطاع غزة اليوم.. حملة شرسة تقودها ميليشيات الانقلاب ضد كل من يخالفهم الرأي والصور التي ترد من غزة حول تعذيبهم لكوادرنا صور تقشعر لها الأبدان.” ورفض عباس اتهامات حماس له بالخضوع لفيتو أمريكي وإسرائيلي لعدم إجراء الحوار معهم وقال “الفيتو الأمريكي والإسرائيلي الحجة الواهية التافهة. نحن لا نخضع لا لفيتو أمريكي أو إسرائيلي بل نبحث عن مصلحتنا وعندما تتطلب مصلحتنا أن نقول نعم سنقولها ولا نخاف أحدا وعندما تتطلب مصلحتنا أن نقول لا سنقولها ولا نخاف أحدا.” ودافع الرئيس الفلسطيني عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وقال “مصلحتنا هنا في فلسطين ارض فلسطين ولن نقبل إملاء من احد كائن من كان.” وطالب عباس الجامعة العربية باتخاذ موقف من المتسبب بتعطيل الحوار وقال “قبل شهرين كنت في الجامعة العربية تحدثت في اجتماع وزراء الخارجية العرب عن كل شيء وقلت لهم لن يحصل حل دون موافقتهم وقالوا من يكون سببا في تعطيل الحوار سنتخذ منه موقفا .” وأضاف “نحن الآن نطالب الأشقاء في الجامعة العربية أن يتخذوا هذا الموقف معنا أو ضدنا ما دام أشقاؤنا العرب قبلوا أن يلعبوا هذا الدور الايجابي فليتفضلوا ويقولوا كلمتهم ويجيبوا على السؤال من الذي عطل الحوار.. سيكون هذا الاجتماع قريبا في الجامعة العربية.” ورغم تبادل حركتي فتح وحماس الاتهامات حول مسؤولية تعطيل الحوار الوطني الذي كان ينظر إليه الفلسطينيون على انه قد يشكل بداية لإنهاء الانقسام الفلسطيني أكد عباس تمسكه بالحوار وقال “السلطة ستبقى مع الحوار ومع الجهود والدعوات العربية لإنهاء الانقسام مؤكدا ثقته بمصر التي قدمت الكثير للشعب الفلسطيني.” ودعا عباس مرارًا أنصاره الذين قاطعوه بهتافات ضد حماس إلى الهتاف فقط إلى الوحدة والوطنية وقال “شعارنا الوحدة الوطنية ومن يرفض الوحدة الوطنية سيبقى على هامش التاريخ.” ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس عباس في تصريح له تعقيبا على خطابه “بأنه غير مؤهل لقيادة الشعب الفلسطيني وتحدث بصفة حزبية مقيتة.” وقال برهوم في بيان بثه موقع تابع لحماس “أنه (عباس) لم يعد أمينا على شعبنا وعلى حقوقنا وثوابتنا ويكشف عن مخططه الاستئصالي لحركة حماس ولا يمكن أن نبني على هذا الخطاب آمالا وفرصا لإنجاح الحوار ويجعلنا أقرب ألا نعطيه فرصة أخرى للتحكم بمصير شعبنا”. وشدد عباس على تمسكه بخط الرئيس الراحل ياسر عرفات وقال “في ذكرى رحيل الرمز ياسر عرفات نؤكد على إننا متمسكون بخطه السياسي ولن نقبل أي حل يتجاوز حقوقنا بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس عاصمة لها وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.” وتعهد عباس بإجراء المؤتمر العام السادس لحركة فتح التي فقدت السيطرة على قطاع غزة في يونيو حزيران من العام الماضي وقال “وقبل نهاية هذا العام سيعقد مؤتمر فتح.” ورحل عرفات بعد سنوات من الحصار قضاها في مقره برام الله حيث غادره للعلاج عام 2004 إلى فرنسا وعاد جثمانه على متن مروحية ليوارى الثرى في ذات المكان الذي بقي فيه محاصرًا.