ولد وليام ثيكري عام 1811م، وعاش طفولته في الهند، وكان والده- مثل السيد جوز سيدلي في روايته (دار الغرور)- يعمل مسؤولاً لجمع الضرائب في شركة الهند الشرقية البريطانية، أرسل الصبي الى مدرسة في انكلترا عام 1817م، ودرس في جامعة كامبريدج، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية، وأصبح صديقاً للعديد من الكتاب والشعراء الشباب منهم ادوارد فيتزجيرالد وتينيسن وقد سافر إلى أوروبا وهناك التقى بالشاعر جوثي. بدأ بدراسة القانون عام 1813م، ولكنه لم يصبح محامياً بل كاتباً لبعض الجرائد، كما انه درس لفترة وجيزة الفن التشكيلي في باريس.كانت كتابات ثيكري موجهة لنقد مجتمعه الانكليزي، وخصوصاً الطبقة الوسطى والنبلاء، وكانت كتاباته تفضح نفاق وغرور بعض أفراد المجتمع الانكليزي فكتب رواية” منافقو انكلترا” عام 1847م التي كشفت الغرور الزائف والمظاهر الكاذبة التي كان يتميز بها كثير من أفراد المجتمع الانكليزي في عصره، الذين أرادوا أن يبدوا وكأنهم مهمون في مجتمعهم، من هذه الشخصيات نجد والد جورج أوبسورن في رواية (دار الغرور) الذي كان يشمئز ويتهرب من فقراء مجتمعه.انتقد ثيكري الغرور والشخصيات التافهة التي تعنيها المظاهر كثيراً، وكان انتقاده لهم لاذعاً ولكنه لم يكن ينتقد بصورة مباشرة مثلما كان يفعل غيره من الكتاب، كما لم يتحمل انتقاداته طابع المرارة أو الألم كانت انتقادات ثيكري تتميز بطابع السخرية والضحك، فهو لا يقول لنا بشكل مباشر في روايته (دار الغرور) إن جورج اوسبون شخصية بذيئة ومقرفة، ولكننا نراه من خلال عيني اميليا المفتونة به وهي تقول عنه” إن الرجل الأشجع والأكثر وسامة في أفراد الجيش الانكليزي كله”، كما يعلمنا بصورة ساخرة ومضحكة بأن أوسبرون نفسه قد صدق ذلك الادعاء.والقراء أثناء قراءتهم لروايته( دار الغرور) التي كتبها عام 1848م لا يجدون نقداً واحداً مباشراً لتلك الفئة من الناس، فمثلاً نستطيع نحن القراء أن نبني فكرتنا حول شخصية بيكي في الرواية ليس بصورة مباشرة يقولها لنا المؤلف عنها، ولكن من خلال العديد من المفارقات والأحداث التي تبين لنا بالتدريج وبصورة ساخرة تعامل بيكي معها.وفي الواقع فإن شخصية بيكي هي التي تجعل القارئ يستمتع بأحداث الرواية، عندما يجدها تشق طريقها وبقوة في هذا العالم لتحقيق خططها الذكية متحررة من جميع قيود الأخلاق والضمير.وهناك ميزة أخرى تفرد بها ثيكري أثناء كتابته لهذه الرواية وهي جعله القارئ يشعر بأنها حكاية تحكى لسامع أكثر منها رواية لقارئ.استمر ثيكري بكتابة العديد من القصص القصيرة والروايات منها(هنرس ايسموند) التي كتبها عام 1948م،(القدوم الجديد) عام 1853-1855م وغيرهما من القصص الشيقة. وتوفي فجأة عام 1863م بسبب نوبة قلبية داهمته.
أخبار متعلقة